إغلاق مضيق هرمز خيار إيرانى مطروح فى حال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة

- ‎فيتقارير

استبعد خبراء ان تلجأ إيران إلى إغلاق مضيق هرمز فى وجه الملاحة البحرية كخطوة انتقامية من الولايات المتحدة والغرب الذين يدعمون دولة الاحتلال الصهيونى فى حربها مع طهران .

 

وقال الخبراء ان إغلاق المضيق قد يضر بالتجارة الإيرانية أكثر من التجارة الأمريكية والغربية مؤكدين أن الصين تستورد أكثر من 75% من النفط الإيرانى بجانب أن إيران تستورد منها الكثير من السلع .

 

وكشفوا أنه إذا أغلق المضيق فسوف تتضرر كل من الصين وإيران متوقعين أن يكون إغلاق مضيق هرمز خيارا ايرانيا أخيرا في حال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة.

 وطالب الخبراء الولايات المتحدة والدول الغربية بأخذ التهديد الإيرانى باغلاق المضيق على محمل الجد

كان اللواء إسماعيل كوثري، القيادي في الحرس الثوري، قد كشف أن مسألة إغلاق مضيق هرمز مطروحة على طاولة البحث داخل الدوائر الإيرانية، مؤكدًا أن بلاده ستتخذ القرار الأمثل بحسم إذا تطلب الأمر ذلك.

وشدد كوثري على أن الرد العسكري الأخير ضد دولة الاحتلال لم يكن سوى بداية، قائلًا: يدنا مفتوحة في الرد، والعقاب قادم لا محالة.

يُشار إلى أن مضيق هرمز ليس ممرًا مائيًا عاديًا، بل شريان رئيسي يربط الخليج العربي ببحر العرب، ويشهد مرور نحو 20 مليون برميل نفط يوميًا، أي ما يقارب خُمس إجمالي الشحنات النفطية في العالم، ما يعني أن أي تهديد بإغلاقه من شأنه أن يربك أسواق الطاقة العالمية بشكل فوري.

 

 

حركة النفط

 

 

ورغم التهديدات، شككت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية في إمكانية تنفيذ إغلاق فعلي للمضيق، معتبرة أن تعطيل حركة النفط من خلاله أمر غير مرجح وربما مستحيل عمليًا، وفق تعبيرها.

 

وقالت إلين والد، رئيسة شركة "ترانسفيرسال كونسلتينج"، إن عرقلة تصدير النفط عبر المضيق لن تعود على إيران بأي مكاسب تُذكر، خصوصًا أن منشآتها النفطية لم تُمس بشكل مباشر، مشيرة إلى أن أي تحرك عدائي من ايران قد يؤدي إلى تصعيد دولي وربما رد انتقامي قاسٍ من الدول الغربية.

 

وحذّرت والد فى تصريحات صحفية من أن أي ارتفاع حاد في أسعار النفط قد يثير غضب الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، مؤكدة أن بكين تعتمد بشكل كبير على استقرار الإمدادات من الخليج، ولا ترحب بأي اضطرابات قد تمس أمن الطاقة العالمي.

 

 

الصين

وأشارت إلى أن الصين تُعد المستورد الأكبر للنفط الإيراني، موضحة أنها تشتري أكثر من 75% من صادرات طهران النفطية، كما أنها شريكها التجاري الأهم، ما يجعل تأثيرها السياسي والاقتصادي في المعادلة الإيرانية بالغ الأهمية.

 

وأكدت والد، أن الكثير من السفن يمكنها تجنب المياه الإيرانية تمامًا، من خلال استخدام الممرات البحرية القريبة من الإمارات وسلطنة عمان، وهو ما يقلل من فاعلية التهديد الإيراني بإغلاق المضيق.

 

 

أصدقاء إيران

 

 

وقال أنس الحجي، الشريك الإداري في "إنرجي آوتلوك أدفايزرز"، إن إغلاق المضيق سيضر بأصدقاء إيران أكثر من خصومها، محذرا من أن تنفيذ هذا التهديد، سيتحول إلى كارثة على إيران نفسها، خاصةً أن الجزء الأكبر من السلع الأساسية التي تعتمد عليها إيران يمر عبر هذا الطريق .

 

وأوضح الحجي فى تصريحات صحفية أن غالبية المضيق تقع داخل الحدود البحرية العُمانية، وليس الإيرانية، وأنه يتميز باتساعه الكبير، ما يجعل من الصعب على طهران السيطرة عليه بالكامل أو فرض حصار فعلي.

 

 

خيار أخير

 

فى المقابل أكد فيفيك دهار، مدير أبحاث الطاقة في بنك الكومنولث الأسترالي، أن إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز لن يحدث إلا كخيار أخير، وربما فقط في حال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة.

 

وقال دهار فى تصريحات صحفية رغم أن التوقعات لا ترجّح إغلاق المضيق فعليًا، إلا أن تصاعد التوترات الإقليمية يدفع بعض المراقبين إلى إبقاء هذا السيناريو حاضرًا على طاولة التحليل، ولو كاحتمال بعيد.

 

واعتبرت أمينة بكر، رئيسة تحليلات الشرق الأوسط في شركة "كبلر"، ان الحديث عن إغلاق المضيق قد يبدو متطرفًا، لكنه يظل احتمالًا واردًا في ظرف استثنائي كالذي تمر به المنطقة حاليًا .

 

وطالبت أمينة بكر فى تصريحات صحفية المجتمع الدولى والولايات المتحدة الأمريكية والدول الاوربية بأن تأخذ التهديد الايرانى على محمل الجد.