حذر المجلس الأطلسي من اندلاع صراع متعدد الجبهات في منطقة الشرق الأوسط خلال الأشهر المقبلة بسبب جهود إيران لإعادة بناء قدراتها العسكرية وقدرات الردع عبر وكلائها ورفض كل من حزب الله وحماس نزع السلاح.
وقال المجلس إن التصعيد في مسرح واحد قد ينتقل بسرعة إلى مناطق أخرى، من غزة ولبنان إلى العراق والبحر الأحمر، مما يزيد من احتمال تصعيد إقليمي واسع.
وأشار إلى أنه مع اقتراب نهاية عام 2025، تشهد منطقة الشرق الأوسط مرحلة حادة من التوتر الاستراتيجي حيث تتداخل مصالح دولية وإقليمية في شبكة معقدة تشمل الكيان الصهيونى وإيران ولبنان والعراق واليمن، إلى جانب فصائل مثل حزب الله وحماس والحوثيين وفصائل الحشد الشعبي العراقي، معتبرا أن الهدنة الحالية المؤقتة، لا توفر حلولًا دائمة للنزاعات، والأطراف المتصارعة تبقى أهدافها متعارضة بشكل واضح.
بنيامين نتنياهو
فى هذا السياق كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقضايا جوهرية تتمثل فى: تفكيك سلاح “حماس” و”حزب الله”، ومواجهة إيران التي تزيد من إنتاج الصواريخ الباليستية، والحفاظ على التفوق النوعي في المنطقة.
ووفق الصحيفة يتمثل الخلاف المركزي في جبهة غزة حول المدة الزمنية الممنوحة لحماس لتفكيك سلاحها مشيرة إلى أن هناك تخوفا من قيام حماس بتمثيلية تفكيك السلاح، ما يدفع الوسطاء للضغط على دولة الاحتلال للانتقال للمرحلة الثانية التي تتضمن انسحاب قوات الاحتلال من “الخط الأصفر” .
وقالت : دولة الاحتلال تعطي فرصة للأمور دون التصعيد، لكنها تشترط الانتقال إلى نزع حقيقي للسلاح، مؤكدة أن دولة الاحتلال هي من سيضطر لنزع سلاح “حماس” في النهاية وليس “قوة الاستقرار الدولية” التي لم تُشكل بعد.
هجوم جديد على إيران
وبالنسبة لإيران، فأوضحت الصحيفة أن نتنياهو عرض خيارات لهجوم جديد على إيران أمام ترامب، مشيرة إلى أن دولة الاحتلال تدرك أن الرئيس الأمريكي لا يسعى للقتال.
وأشارت إلى أن دولة الاحتلال تعتبر، أن الإيرانيين لم يتعلموا الدرس من الحرب، لكنها تأخذ في الحسبان أن ترامب قد لا يرغب في الانضمام لهجوم جديد. وإذا نجح نتنياهو في الحصول على ضوء أخضر لهجوم على إيران فسيُعتبر ذلك إنجازًا .
وبالنسبة للبنان فأوضحت الصحيفة أن هناك تفاؤلا نسبيا بسبب تقدم الحكومة اللبنانية في مسألة نزع سلاح حزب الله الثقيل – على الأقل في جنوب لبنان- مشددة على أن نتنياهو يعمل لتحقيق أهدافه المتمثلة في عدم الانتقال للمرحلة الثانية قبل تفكيك سلاح حماس، والحصول على ضوء أخضر لضرب إيران.
مهلة حتى نهاية العام
وتوضح دولة الاحتلال موقفها تجاه الحدود الشمالية بشكل صريح، مطالبة لبنان بالامتثال الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وتحدد مهلة حتى نهاية العام لتقييم التزام حزب الله المسلح جنوب نهر الليطاني.
وتصر على أنها قد تلجأ إلى عمل عسكري إذا لم تُحرز لبنان تقدمًا ملموسًا. كما تسعى دولة الاحتلال إلى نزع سلاح حماس ومنع إيران من امتلاك أي تهديد صاروخي أو نووي، معتبرة أن استمرار هذه التهديدات يشكل خطرًا وجوديًا.
وتزيد خطورة الوضع الراهن من احتمال انتقال التصعيد بين مناطق النزاع. أي تصعيد في غزة قد يضغط على الحدود الشمالية مع لبنان، ويزيد احتمالات مواجهة مباشرة أو غير مباشرة مع إيران.
ويراقب صانعو القرار الأمريكيون النزاعات العالمية، لكنهم لا يمكنهم تجاهل خطر تجدد الأزمة في الشرق الأوسط.
غزة وآلية نزع السلاح
تظل حماس قوة مسلحة في غزة رغم العمليات العسكرية الصهيونية والوساطة الدولية. وترفض الحركة نزع السلاح كشرط لأي هدنة أو اتفاق لاحق فيما يقترح الأمريكيون مرحلة ثانية من الهدنة، للانتقال من القتال النشط إلى ترتيب أمني وحكومي مستدام، لكن لا يلتزم أي طرف دولي أو عربي بتنفيذ نزع السلاح. فيما ترفض الدول العربية المواجهة المباشرة للحركة، مما يجعل المرحلة الثانية بلا آلية تنفيذ فعالة ويزيد شكوك دولة الاحتلال حول قدرة الاتفاق على منع هجمات مستقبلية.
تصعيد متسلسل
وتزيد العمليات العسكرية في غزة من الضغط على الحدود الشمالية مع لبنان، كما تزيد احتمالات مواجهة إيران. وتؤدي أي ضربات إيرانية أو صهيونية إلى دفع الحوثيين لاستئناف الهجمات الصاروخية على حركة السفن في البحر الأحمر. ويزداد نشاط إيران في العراق بالتزامن مع أي تصعيد في مناطق أخرى. هذه الأنماط ليست نظرية، بل تعكس تجارب السنوات العشر الماضية، مضغوطة الآن بالجداول الزمنية الصارمة وجهود إعادة التسليح وتآكل الردع.
السياسة الأمريكية
فى المقابل تركز السياسة الأمريكية على حماية الكيان الصهيونى بشكل فعّال وإرسال رسالة واضحة للأطراف الإقليمية بأن أي تصعيد لن يحقق مكاسب استراتيجية.
