الحياة فى قطاع غزة تحولت إلى جحيم… الإبادة والحصار ومنع دخول المساعدات خطة الاحتلال لتهجير الفلسطينيين 

- ‎فيعربي ودولي

 تحولت الحياة فى قطاع غزة إلى جحيم لا يطاق بسبب نقص المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والخيام والأغطية والملابس، بجانب استمرار حرب الإبادة الصهيونية والحصار الذى تفرضه قوات الاحتلال رغم اتفاق وقف اطلاق النار . 

وتعمل دولة الاحتلال على تفريغ المنطقة، وترسيخ الاستيطان، وقطع النسيج الاجتماعي الفلسطيني، ودفع السكان للهجرة، وهذا جزء من مخطط طويل للضم والتهجير. 

كما تعمل على تدمير البنية الاجتماعية الفلسطينية، وقطع الطرق وإغلاق المناطق، وإضعاف الاقتصاد الفلسطيني لإضعاف الصمود . 

وتهدف دولة الاحتلال من هذه الممارسات أن تجعل حياة الفلسطينيين جحيمًا لدفعهم للرحيل وتهجيرهم إلى الخارج . 

 

 

أطفال غزة  

 

فى هذا السياق كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنها رصدت نحو تسعة آلاف و300 حالة سوء تغذية حاد بين أطفال دون سنّ الخامسة في قطاع غزة المنكوب، خلال شهر أكتوبر الماضي، استناداً إلى فحوصات التغذية التي أجرتها مع شركاء لها.  

وقالت يونيسف : سوء التغذية المتفاقم بين أطفال غزة، يعود إلى الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال على الفلسطينيين حيث أغلقت سلطات الاحتلال كلّ المنافذ أمام الإمدادات الأساسية، ومن بينها تلك المنقذة للحياة. 

وحذّرت من أنّ مستويات سوء التغذية، التي ما زالت مرتفعة، تُعرّض حياة الأطفال في قطاع غزة للخطر، مشدّدةً على أنّ ذلك يتفاقم مع حلول فصل الشتاء الذي يتسبّب في انتشار سريع للأمراض ويزيد من خطر الوفاة بين الأطفال الأكثر ضعفاً. 

وأكدت يونيسف أنّ كميات كبيرة من إمدادات الشتاء تنتظر عند حدود قطاع غزة، مطالبة بنقل المساعدات الإنسانية بسرعة إلى الفلسطينيين في القطاع بطريقة آمنة ومن دون عوائق.  

وشدّدت على ضرورة فتح متزامن لكلّ المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، مع تبسيط إجراءات التخليص وتوسيع نطاقها، والسماح بمرور الإغاثة الإنسانية عبر كلّ طرقات الإمداد المتاحة، بما في ذلك عبر مصر والأردن والضفة الغربية. 

 

الجوع والمرض 

 

وأكدت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف أنّ آلاف الأطفال دون الخامسة ما زالوا يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة، في الوقت الذي يفتقر فيه كثيرون إلى المأوى المناسب وخدمات الصرف الصحي والحماية من الشتاء. 

وقالت راسل فى تصريحات صحفية إنّ أطفال غزة ما زالوا يواجهون الجوع والمرض والتعرّض لدرجات حرارة منخفضة، في ظروف تعرّض حياتهم للخطر . 

ولفتت إلى أنّ مواد اساسية عديدة، ولا سيّما الأغذية ذات المصدر الحيواني، غير متوفّرة أو باهظة الثمن بالنسبة لمعظم سكان قطاع غزة . 

وأضافت أنّه مع حلول فصل الشتاء ما زالت آلاف الأسر النازحة في ملاجئ مؤقتة من دون ملابس دافئة ولا بطانيات (أغطية) ولا حماية من العوامل الجوية . 

 

مقومات الحياة الأساسية 

 

وأكدت حاجة لحبيب، مفوضة الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مستوى كارثي، محذّرة من شتاء قاسٍ قد يواجهه السكان في ظل غياب مقومات الحياة الأساسية ونزوح مئات الآلاف وسط دمار كبير.  

وقالت حاجة لحبيب فى تصريحات صحفية إن غزة تحتاج إلى تدفق عاجل وكبير للمساعدات الإنسانية، مطالبة دولة الاحتلال بالسماح لوكالات الأمم المتحدة بالوصول الآمن وغير المقيّد للقطاع للقيام بواجبها الإغاثي.   

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يرصد خروقات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، داعية إلى الالتزام التام به لضمان حماية المدنيين وتسهيل دخول المساعدات.  

 

القطاع ينهار  

 

وقال الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر نوفل أبو عطيوى، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، إن قطاع غزة، ورغم مرور عامين كاملين على الحرب المستمرة، لا يزال يواجه واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في تاريخه،  مشيرا إلى أن مشاهد الدمار الهائل في البنية التحتية والعمران، واستمرار القصف والقتل وتفكك كل مقومات الحياة، باتت عنواناً يومياً للمشهد الغزّي . 

وأوضح أبو عطيوى فى تصريحات صحفية أن الواقع الميداني والإنساني يؤكد أن المعاناة ما زالت تتفاقم في كافة الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن أكثر من مليوني إنسان يعيشون في خيام النزوح ومراكز الإيواء في ظروف قاسية، وسط نقص شديد في الغذاء والدواء وانتشار الأمراض، في ظل حصار خانق يبدّد أي ملامح للحياة الطبيعية. 

وأضاف أن الضفة الغربية والقدس المحتلة ليستا بمنأى عن هذا المشهد؛ فالتصعيد العسكري الصهيونى مستمر، والاستيطان يتوسع، والاعتقالات والمداهمات والاجتياحات اليومية للمدن والقرى والمخيمات ما زالت تفرض واقعاً استعمارياً متصاعداً يهدف إلى تضييق الخناق على الفلسطينيين. 

وطالب أبو عطيوى المجتمع الدولى بتحمّل مسئوليته الأخلاقية، عبر تقديم دعم إنساني وإغاثي وصحي عاجل لقطاع غزة، والضغط على دولة الاحتلال لوقف التصعيد في الضفة الغربية والقدس المحتلة. 

وشدد على ضرورة وضع برامج وحلول عملية وسريعة لإعادة إعمار غزة والنهوض بواقعها الإنساني، إضافة إلى تبنّي مبادرة سلام عربية ودولية حقيقية تستند إلى حل الدولتين، بما يضمن للفلسطينيين حقهم في الحرية وإقامة دولتهم المستقلة. 

 

 

تعذيب منظم  

 

وقالت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب إن دولة الاحتلال تعمل وفق سياسة تقوم على التعذيب، مؤكدة وجود أدلة تشير إلى سياسة دولة فعلية للتعذيب المنظم والواسع الانتشار . 

واستندت اللجنة، المعنية بمناهضة التعذيب، في مراجعاتها الدورية إلى شهادات حكومية وتقارير منظمات حقوق الإنسان في الدول الموقعة على اتفاقية مناهضة التعذيب. 

وأشارت إلى أن القوانين الصهيونية المتعلقة بالاعتقال الإداري وقانون المقاتلين غير الشرعيين تتيح احتجاز المشتبه بهم لفترات طويلة من دون التواصل مع محام أو عائلاتهم، وتقول عائلات فلسطينية إنها انتظرت شهورا قبل معرفة أن أحد أفرادها اعتقل، وهو ما تعتبره اللجنة شكلا من "الاختفاء القسري". 

وانتقدت اللجنة استخدام دولة الاحتلال لقانون المقاتلين غير الشرعيين لاحتجاز مجموعات كاملة من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، بجانب الظروف المأساوية داخل مراكز الاحتجاز. 

وكشفت أن معتقلين فلسطينيين يُحرمون من الطعام والماء، ويتعرضون للضرب الشديد، وهجمات الكلاب، والصعق بالكهرباء، والإيهام بالغرق، والعنف الجنسي. كما يُكبّل البعض بشكل دائم، ويُمنعون من استخدام المراحيض، ويُجبرون على ارتداء الحفاضات. مؤكدة أن هذا التعامل يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. 

واعتبرت أن الأدلة على "سياسة دولة فعلية للتعذيب المنظم والواسع الانتشار" تندرج ضمن الأفعال التي تشكل جريمة الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي. 

وقال بيتر فيديل كيسينج أحد أعضاء اللجنة، من الدنمارك، إن ما سمعه وزملاؤه كان "صادما بشدة"، وأعرب أعضاء اللجنة عن قلق بالغ إزاء غياب التحقيقات أو الملاحقات القضائية ، داعين دولة الاحتلال إلى فتح تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسئولين عن التعذيب ، بما يشمل كبار الضباط. 

وشددوا على أن حظر التعذيب في الاتفاقية، التي تعد دولة الاحتلال طرفا فيها، "حظر مطلق" لا يسمح بتجاوزه تحت أي ظرف موضحين أن القانون الصهيوني الداخلي يقدم تفسيرا يرى أن الاتفاقية تسري فقط داخل الأراضي المحتلة، وليس في غزة والضفة الغربية. 

وأكدوا أن الأوضاع في قطاع غزة لا تزال صعبة رغم وقف إطلاق النار، إذ تواجه آلاف العائلات برد الشتاء والأمطار داخل خيام، مع نقص الإمدادات، بينما تتواصل الضربات الجوية الصهيونية ضد ما تزعم دولة الاحتلال أنها مواقع تابعة لحماس.