اختارت إدارة الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" ضمن قائمة الأفلام الـ14 المتنافسة في قسم المسابقة الدولية، والمقرر إقامته بين 12 و22 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
الفيلم من إخراج الأخوين عرب وطرزان ناصر، وقد عُرض سابقاً خلال الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي حيث نال جائزة أفضل إخراج في قسم "نظرة ما".
يمتد الفيلم على مدار 87 دقيقة، ويروي قصة يحيى، الشاب الجامعي المنغلق والحالم، الذي تتقاطع حياته مع أسامة، صاحب مطعم ذكي، في ظل الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه قطاع غزة. ينخرط الاثنان في تجارة المخدرات، متخفّين خلف توصيل ساندويتشات الفلافل، قبل أن يواجههما الشرطي أبو سامي، الذي يمثل نموذج السلطة الفاسدة والهيمنة المفرطة.
وأكد المخرجان عرب وطرزان ناصر في تصريحات سابقة أن الفيلم اعتمد على بطولة رجالية بالكامل، ليس تحيّزاً للجنس، بل لإبراز غياب الدفء والعاطفة في واقع اجتماعي ممزق، خصوصاً بعد أن فقد أحد الممثلين والدته وشقيقته في الضفة الغربية.
وأوضح صناع الفيلم أن كتابة السيناريو انتهت قبل نحو 10 سنوات، فيما بدأت التحضيرات الفعلية عام 2021. وكان من المقرر تصويره عام 2023، إلا أن اندلاع الحرب أجّل المشروع. وتم تنفيذ نحو 90% من المشاهد في مخيم الوحدات بالعاصمة الأردنية عمان خلال 28 يوماً فقط، بدلاً من 50 يوماً كما كان مخططاً، بسبب مخاوف أمنية دفعت فريق العمل لتكثيف ساعات التصوير.
يعد "كان يا ما كان في غزة" إنتاجاً دولياً مشتركاً بين فرنسا وألمانيا والبرتغال وفلسطين، بمشاركة من قطر والأردن، ويُشارك في بطولته كل من نادر عبد الحي، ورمزي مقدسي، ومجد عيد، وآخرون.
ويشارك الفيلم إلى جانب 13 فيلماً آخر في المسابقة الدولية، من بينها: اغتراب، والأشياء التي تقتلها، وثريا حبي، وزنقة مالقة، وضايل عنا عرض.
ويعتبر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي من أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، والوحيد في المنطقة المصنّف ضمن الفئة "A" من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF) في باريس. تأسس المهرجان عام 1976، ويقام سنوياً تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، ليؤكد مكانته كمنصة رئيسية لعرض السينما العربية والدولية.
