واصلت قوات الاحتلال الصهيونى حرب الإبادة على قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد 33 فلسطينيًا بينهم 28 في مدينة غزة، في قصف ونيران الاحتلال منذ فجر اليوم الأربعاء.
وكشفت مصادر طبية عن استشهاد 20 فلسطينيًا بينهم أطفال وإصابة آخرين بجروح في مجزرة ارتكبها الاحتلال في قصف مخازن تابعة لبلدية غزة تؤوي نازحين قرب سوق فراس بالمدينة.
وفي حي الصبرة جنوبي غزة، استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون إثر استهداف منزل لعائلة الهمص، كما استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منزل لعائلة خطاب في مخيم 1 بالنصيرات، فيما استشهدت سيدة وأصيب آخرون نتيجة قصف منزل لعائلة نصار شمال مخيم النصيرات.
شارع الصحابة
وفي شارع الصحابة بمدينة غزة، استشهدت فلسطينيتان وأصيب آخرون بجروح في قصف الاحتلال شقة سكنية لعائلة المغربي، إضافة إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في قصف مسيّرة للاحتلال مواطنين بشارع عمر المختار وسط مدينة غزة.
وتواصل القصف المدفعي على المناطق الشرقية والجنوبية والشمالية الغربية من مدينة غزة، وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر في أجواء المدينة.
أزمة إنسانية وصحية
من جانبه حذر تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، من أن تصاعد العدوان بالقرب من مستشفيي الرنتيسي والعيون في غزة أجبر المرضى والعاملين على الفرار.
وقال جيبرييسوس فى تصريحات صحفية إن هذا الوضع يفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في القطاع، مع تزايد المخاطر على المدنيين مشددا على ضرورة حماية المرافق الصحية لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية الأساسية.
وأشار إلى أن مستشفى الرنتيسي كان المستشفى التخصصي الوحيد للأطفال في غزة، بينما كان مستشفى العيون المرفق الوحيد الذي يوفر رعاية متخصصة للعيون.
وحذر جيبرييسوس من أن استمرار الحرب وبقاء مئات الآلاف من السكان في غزة مع غلق المرافق الصحية قد يؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح.
وأكد على الحاجة الملحة لإيجاد حلول سريعة لحماية المدنيين وضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية الأساسية.
مستشفى الرنتيسي للأطفال
كانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت في وقت سابق خروج "مستشفى الرنتيسي للأطفال" و"مستشفى العيون" عن الخدمة جراء الاستهداف الصهيوني المستمر لمحيط المستشفى، بالإضافة إلى تدمير مركز الإغاثة الطبية في مدينة غزة.
وقالت الوزارة في بيان لها إن الاحتلال يتعمد وبشكل ممنهج ضرب منظومة الخدمات الصحية في محافظة غزة وذلك ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع .
وأضافت أن جميع الطرق المؤدية الى المستشفيات غير آمنة أو مدمرة ما يجعل من وصول المرضى مسألة صعبة جدا.
تطهير عرقي
وحذّر مركز غزة لحقوق الإنسان من أن الهجمات الصهيونية الممنهجة على المستشفيات والمرافق الصحية في مدينة غزة تمثل "نمطًا ثابتًا يهدف إلى تفكيك النظام الصحي بالكامل ومنع أي قدرة على إنقاذ الأرواح"، في ظل تصاعد العدوان العسكري الذي يستهدف المدينة وسكانها.
وأوضح المركز فى بيان له اليوم أن غالبية المستشفيات في مدينة غزة خرجت عن الخدمة كليًا أو جزئيًا، نتيجة القصف المباشر والحصار، معتبرًا أن ما يجري جزء من أكبر عملية تطهير عرقي تُنفذ في إطار سياسة الإبادة الجماعية التي يواصلها الاحتلال بحق الفلسطينيين".
وأشار إلى أن مستشفى القدس في حي تل الهوى يخضع لحصار خانق مع تمركز قوات الاحتلال في محيطه، ما يمنع دخول وخروج المرضى والطواقم الطبية ويضاعف المخاطر على حياتهم.
كما أعلن المركز عن توقف ثلاثة مستشفيات عن العمل بعد استهدافها وهي: مستشفى حمد للتأهيل، ومستشفى الرنتيسي للأطفال والعيون، في حين تعرض مركز الإغاثة الطبية للتدمير الكامل.
جرائم ممنهجة
وأضاف أن مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي ما زالا يعملان بشكل جزئي، لكنهما يواجهان ضغطًا هائلًا مع عجز آلاف المرضى والجرحى عن الوصول إليهما، إلى جانب أزمة خانقة تتمثل في نقص حاد في وحدات الدم ونفاد وشيك للوقود اللازم لتشغيل الأقسام الحيوية.
وأكد المركز أن استمرار هذا النمط العدواني اصهيوني يسعى لتدمير النظام الصحي كأداة من أدوات الإبادة الجماعية عبر فرض ظروف معيشية يستحيل معها البقاء، ودفع مئات آلاف السكان إلى النزوح القسري بحرمانهم من آخر ملاذ آمن يمثله المستشفى .
وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفعّال لوقف الاعتداءات على المرافق الصحية وضمان وصول آمن للمرضى والجرحى إلى المستشفيات، داعيًا إلى محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها الممنهجة بحق المدنيين والمنظومة الصحية .