تمكن رئيس الحكومة الباكستاني عمران خان من إفشال خطط المعارضة البرلمانية لإقالته، بعد أن بدأ هجوما مضادا لمدة أسبوع من خلال مظاهرات ليلية ضد مؤامرة إسقاط حكومته.
فألغى البرلمان تصويتا لحجب الثقة عن حكومة بطل الكريكيت العالمي والنائب السابق بالبرلمان الباكستاني ورئيس الحكومة لنحو 6 سنوات، فقد طرحت المحكمة العليا الباكستانية الثلاثاء 5 إبريل تأجيلا للنظر في مدى قانونية الإجراء المعارض الذي دعمه الرئيس الباكستاني عارف علوي.
امتلاك الإرادة
وعبر مواقع التواصل، تبنى نخبة من المراقبين منهم محمد سليم وخالد رفعت صالح تقديم مختصر عما يجري في باكستان لوضع عين المشاهد العربي على الوضع في الدولة الإسلامية الشقيقة في القارة الأسيوية بمكوناتها التي تقترب بشكل ما من الحالة العربية.
وقال محمد سليم إن "باكستان بحجمها السكاني -200 مليون نسمة- وبقدراتها النووية والجغرافية والإستراتيجية ، يحاول عمران خان رئيس وزراء باكستان الحالي أن يخرج من التبعية الأمريكية ، فقرر زرع أكله وشجع التصنيع والتصدير واهتم بالتعليم  وأوقف القروض الدولية، وفرض ضرائب على كبار المستثمرين ورفع الضرائب نهائيا عن الطبقة الوسطى، ووقف مع المضطهدين في كشمير وبورما، وأمام سطوة جنرالات الجيش الباكستاني طالب بمحاكمتهم والتحقيق في ثرواتهم المهولة".
ظهور القشة
وأمام رئيس حكومة منتخب له حزب (الإنصاف) تأسس في 1996 سانده للوصول في أخر انتخابات برلمانية سنة ٢٠١٨، لينهي سيطرة أكبر حزبين كارتونيين، بحسب سليم وخالد رفعت .
وأضافا أن أمريكا هي من شجعت على إقصاء عمران خان من خلال جلسة سحب الثقة في البرلمان، ولكن الأخير وقبيل جلسة البرلمان بساعات، نشر رسالة رسمية بعثتها وزارة الخارجية الأمريكيه للسفارة الباكستانية في واشنطن تذكر فيه رسميا (لو استمر عمران خان فى الحكم ستواجه باكستان صعوبات كبيرة).
وأضاف "هذا أحرج وكشف كل عملاء أمريكا في البرلمان ، فقرر البرلمان إلغاء جلسة التصويت عن طريق نائب رئيس البرلمان".
وأوضح أن عمران "خرج يطالب بعمل انتخابات برلمانية مبكرة لأنه يعرف أن الشارع الباكستاني أغلبه معه حاليا وأعلن الرئيس الباكستاني حل البرلمان ".
90 يوما
وبحسب قرار رئيس الدولة عارف علوي فإن الانتخابات المبكرة التي دعا لها عمران خان ستُجرى في غضون 90 يوما، ويعتبر عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق في مصر د.أسامة رشدي أنه بعد فشل البرلمان في سحب الثقة منه فإن دعوة عمران خان هي لانتخابات مبكرة ليعيد الكلمة للشعب.
وأضاف ، هذا هو المخرج المثالي الذي يستعيد به خان شرعيته بعد الانشقاقات في حزبه وتكتل المعارضة التي قال إنها "تحيك ضده مؤامرة لإسقاطه على خلفية مواقفه ضد السياسة الأمريكية والبائس قيس سعيد لايريد انتخابات".
ويرى الإعلامي محمد جمال هلال أن "الدعوة لانتخابات مبكرة في باكستان بعد محاولة سحب الثقة من الحكومة ،هي تحد بين الإرادة الشعبية والتدخلات الخارجية".
وأجمل الباحث التركي محمد أردوغان مكاسب عمران خان في 3 أمور:
–  ينتصر على أمريكا ومخلفاتها ، وينتصر على المعارضة ، يأخذ ثقة أغلبية الشعب.
أما الإعلامي أحمد منصور فرأى أن الانتخابات المبكرة بحسب قرار الرئيس الباكستاني ، تجهض طلب المعارضة سحب الثقة من حكومة عمران خان الذي اتهم أمريكا بمحاولة إسقاطه ما هي توقعاتكم لنتائج الانتخابات القادمة في باكستان؟ هل يعود خان بدعم الشعب أم المعارضة بدعم أمريكا ؟
ولكن المراقب خالد رفعت صالح يعيد استعراض أمر غريب وهو أن "قائد الجيش الباكستاني عمل لقاء كاملا يهاجم روسيا لأنها غزت أوكرانيا ، في مغازلة صريحة لأمريكا وقال "علاقات الجيش الباكستاني بأمريكا علاقات إستراتيجية وممتازة ونسعى لتطويرها" في حين أعلن عمران خان حياد بلاده في قضية أوكرانيا حتى لا يخسر روسيا والصين ، هذا الفرق بين السياسي الوطني المكمل تعليمه والعميل الغبي.
وتوقع -بناء على التطور الأخير- "حدوث انقلاب عسكري في باكستان أو اغتيال عمران خان ".
