حالة من الاستنكار والغضب انتابت صفحات التواصل الاجتماعى في أعقاب نشر صور لأحد أبواق العسكر الإعلامية (المذيع نشأت الديهي) وهو في زيارة للكيان الصهيوني الذي أقام دولته على حساب فلسطين وشعبها العربي المسلم. وكان الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين قد كتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": «عاجل.. مذيع مصري مشهور يطبع ويطلب تأشيرة دخول إلى دولة إسرائيل من السلطات الأمنية، وإسرائيل تعطيه فيزا بعد أن درست ملفه..الباب مفتوح لكل من يطبع معنا.. أهلا وسهلا بك نشأت الديهي».
@blwar2awel2alm
https://twitter.com/EdyCohen/status/1359172325392998407
العجيب أن تصريحات "الديهى" طوال السنوات الماضية كانت بالهجوم على (إسرائيل)، حيث قال إن إسرائيل زُرعت في المنطقة بتخطيط إنجليزي إخواني، زاعما أن إسرائيل كانت في بداياتها جنين زُرع في المنطقة العربية، بتخطيط إنجليزي إخواني، مدعيا أن أقوال الإخوان بأنهم كانوا يحاربون في 1948 أكاذيب وشائعات، مروجا أكاذيبه ضد الجماعة وليس الاحتلال بأن الإخوان وأعضاءها لم يكونوا أبدا وطنيين ولم يفقهوا الدين الإسلامي!.
وأثناء الدعاية التي سبقت انتخابات الرئاسة الأمريكية نوفمبر 2020م، أشار "الديهي" إلى أن ترامب وبايدن يتنافسان على إرضاء "إسرائيل".
نهى عن "شتم" إسرائيل
وتواصل التطبيع العلنى والمخفى، حيث سبق وأن نهى أحد دعاة الانقلاب خالد الجندي ،المسلمين عن شتم كلمة "إسرائيل". ففي برنامج يقدمه الجندي على قناة DMC، طالب الجندى بعدم توجيه شتيمة لكلمة "إسرائيل" وذلك لأنها اسم نبي ولها مكانة خاصة عند المسلمين.
ونشرت وزارة خارجية الكيان الصهيوني تغريدة عبر صفحتها الرسمية وأرفقت الفيديو فيها وقالت: "هل تعلم أن شتم إسرائيل محرم؟ جاء ذلك على لسان الشيخ خالد الجندي الداعية المصري المعروف عبر قناة DMC المصرية في حوار مع اثنين من علماء الأزهر". وتعني كلمة إسرائيل في اللغة العربية، عبدالله، وقد أطلقت على النبي يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام. لكن الجندي لم يوضح هل شتم "إسرائيل" ككيان صهيوني يحتل بلدا عربيا وشرد شعبا مسلما ينطبق عليه نفس التحريم أم لا، أم أن الجندي باعتباره بوقا دينيا من أبواق النظام العسكري يوظف المعطيات الدينية لتحريم سب "إسرائيل" بشكل مطلق تزلفا للحكام الذين يتزلفون بدورهم لإسرائيل باعتبارها بوابة الرضا الأميركي؟
على خطى المطبعين
يذكر أن انقلابي مصر دأبوا على زيارة دولة الاحتلال الصهيوني، حيث زار من قبل مفتي مصر السابق علي جمعة القدس، وقتها نددت مؤسسات ورموز مصرية وطنية بالزيارة التي اعتبروها تطبيعا مع الاحتلال.
ومنذ احتلال (إسرائيل) للأرض العربية، ويسعى الكيان الصهيوني لانتزاع اعتراف من العرب، حيث صرح وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون، قائلًا: “يوجد لدى إسرائيل قنوات اتصال وحوار مع دول عربية سُنية مجاورة ليس فقط الأردن ومصر، بل أتحدث عن دول الخليج ودول شمال إفريقيا، صحيح أنهم لا يصافحوننا بشكل علني لكننا نلتقيهم ونجتمع بهم في الغرف المغلقة”.
وسبق للراحل عزمي مجاهد، المتحدث السابق باسم اتحاد كرة القدم المصري، في (16 فبراير 2016) استعداد بلاده لممارسة الرياضة في تل أبيب، على أساس وجود علاقات دبلوماسية بين مصر والكيان الصهيوني، وقال مجاهد في مداخلة هاتفية لبرنامج “كلام جرائد” على قناة “العاصمة”، إن مصر تقدمت بملف لتنظيم بطولة كأس العالم للشباب تحت 19 سنة، وليس معنى منافسة إسرائيل لنا الانسحاب من البطولة”.
وأضاف: “فيه تبادل دبلوماسي مع إسرائيل، وفيه لاعبين مصريين لعبوا مباريات في تل أبيب، وفيه علاقة مع إسرائيل، ولازم نتكلم بوضوح مفيش مشكلة مع إسرائيل أو اشتراكنا في الرياضة معها”، وتابع: “افصلوا الرياضة عن السياسة، وطالما فيه تمثيل دبلوماسي معندناش مشكلة”، مضيفًا: “وأنا شايف إن قطر أخطر من إسرائيل علينا”!
وزار المثقف العلماني ماجد فرج، تل أبيب في مايو 2015، وعقد خلالها سلسلة لقاءات مع مثقفين وأكاديميين صهاينة. ونقل محرر الإذاعة الصهيونية “شمعون أران” عن فرج قوله إنه يأمل في أن تكون زيارته لـ(إسرائيل) فاتحة لحقبة جديدة في العلاقات (الإسرائيلية) المصرية. وكشفت الإذاعة العامة (لإسرائيلية)، في مايو 2015، عن زيارة فرج، لتل أبيب، وقالت آنذاك إن “فرج” يقوم بزيارة خاصة لإسرائيل يعقد خلالها سلسلة لقاءات مع مثقفين وأكاديميين صهاينة، وأعرب فرج حينها عن أمله في تكون زيارته لدولة الاحتلال فاتحة لحقبة جديدة فى العلاقات (الإسرائيلية) المصرية.
الصحفي حسين سراج، رئيس تحرير مجلة أكتوبر، زار تل أبيب أكثر من 25 مرة، والتقى خلالها بعدد من المسئولين الصهاينة، بالإضافة إلى حضوره الحفلات المتكررة للسفارة الصهيونية بالقاهرة، وترجمة عدد من كتبهم ونشرها في مجلة أكتوبر. وأصدرت نقابة الصحفيين في أكتوبر 2010، قرارًا بمنع "سراج" من الكتابة الصحفية لمدة ثلاثة أشهر جراء مخالفته قرار الجمعية العمومية للنقابة بمنع التطبيع مع الكيان الصهيوني.
Twitter (https://twitter.com/EdyCohen/status/1359172325392998407)
https://twitter.com/blwar2awel2alm
وفي 23 فبراير 2016، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على صفحتيه الرسميتين على “فيسبوك” و”تويتر” صورة له مع الصحفي المصري رامي عزيز، ضمن وفد صحفي يزور "إسرائيل"، على حد وصف أفيخاي. وقال أدرعي في المنشور: “تشرفت بلقاء السيد رامي عزيز الصحفي والكاتب المصري ضمن وفد من الصحفيين وصلوا إلى إسرائيل بمبادرة IsraelArabic”. وأضاف: “السيد رامي حدثني عن صديقه الأردني الذي درس معه بالجامعة ودائمًا كان يقول بأن أفيخاي أدرعي شخصية خيالية، وأنه بالفعل فوجئ عندما تأكد أنني موجود”.
كما استضاف البرلماني المطرود توفيق عكاشة، السفير الصهيوني السابق حاييم كورين، وتجاهلت صحف الكيان الإعلان عن زيارة السفير في بدايتها ولم تنشر خبرا واحدا، ولكن عندما ثار الشعب المصري على هذه الزيارة خرج الإعلام الصهيوني ليسلط الضوء على هذا الاستياء والغضب العارم من الزيارة.
وأشادت القناة الأولى بالتلفزيون الصهيوني بجرأة توفيق عكاشة الذى التقى بالسفير الصهيوني بالقاهرة حاييم كورن في منزله، كاشفة عن أن “عكاشة” طلب لقاء رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو للحديث معه حول التوصل للتسوية فيما يتعلق بالسلام مع الفلسطينيين، واستغلت القناة صفة توفيق عكاشة كنائب ببرلمان الانقلاب للحديث عن أنه يحوم في الأفق توطيد للعلاقات بين تل أبيب والقاهرة، عقب اللقاء الذى وصفته بأنه الفريد من نوعه ولم يسبق له مثيل.
ترحيب الأزهر بقرار الجنائية الدولية
يأتى هذا وقد رحب شيخ الأزهر أحمد الطيب، بقرار المحكمة الجنائية الدولية الذي يسمح بالتحقيق مع الكيان الصهيوني بارتكاب "جرائم حرب" على الأراضي الفلسطينية. وفي تدوينة له على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والإنجليزية، كتب الطيب: "اعتزام المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم حرب الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، بارقة أمل لاستعادة جزء من الحقوق الفلسطينية المغتصبة، أدعو المجتمع الدولي لمساندة الشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد عبرت عن رفضها لقرار المحكمة الجنائية الدولية من خلال تصريح للمتحدث الرسمي للوزارة، نيد برايس، قال فيه إن "الولايات المتحدة تعترض على قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن الوضع الفلسطيني"، فيما اعتبر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو القرار "معاديا للسامية".
