“ظلم فوق ظلم وقمع فوق قمع” ..”بدر 3″ تضع د. محمد البلتاجي في عزل انفرادي للشهر الثاني

- ‎فيحريات

في شهادة مؤثرة، كشفت سناء عبد الجواد زوجة الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بحزب الحرية والعدالة والمعتقل منذ أكثر من ثلاثة عشر عامًا، عن استمرار معاناته داخل السجن، مؤكدة أنه محتجز منذ ما يزيد على شهر ونصف في مكان بعيد ومنفرد، معزول تمامًا عن بقية المعتقلين.

وأضافت أنه لا يسمع صوت بشر ولا يُسمع له صوت.

وتساءلت "عبد الجواد" عن مدى الخصومة والقسوة التي تُمارس بحقه، مشيرة إلى أن سنوات طويلة من الظلم لم تكن كافية، بل أضيف إليها "ظلم فوق ظلم وقمع فوق قمع"، في إشارة إلى الظروف القاسية التي يعيشها داخل محبسه، والتي تعكس حجم الانتهاكات المستمرة بحقه.

وعبر فيسبوك كتب "سناء عبد الجواد": "علمت أن زوجي #دمحمد_البلتاجي  محتجز في مكان بعيد منفردا، لأكثر من شهر ونصف مضى، بعيدا عن كل المعتقلين لا يسمع له صوت ولا يسمع هو صوت بشر، إلى أي حد وصلت الخصومة والقسوة بكم معه ؟.

١٣ سنة من كل أشكال الظلم، والآن ظلم فوق ظلم، وقمع فوق قمع، ألا يكفي ما مر به منذ سنوات طويلة من صنوف الظلم والمعاناة ؟

حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من ظلمه، وفي كل من زاد عليه أذى أو ألما.

اللهم كن له صوتا حين يعزل، وصاحبا ورفيقا حين يترك وحيدا، ونورا له حين يشتد عليه الظلام من حوله.

اللهم رده إلينا سالما معافى وبدّلْ ضيقه فرجا و مخرجا .

https://www.facebook.com/snaa.abdalgwad/posts/pfbid0x3T5kLzqweNLuyPM4sZjAF2ZjSXYiAP1rW2fZw1BZCzJAVLV4kguTN31sQoqKVFAl

ومن بين الرسائل المسربة قال: "الموت أهون مما نحن فيه"، مؤكدًا أن التنكيل الذي يتعرض له لا مثيل له حتى في "دولة الاحتلال".

ووصف نفسه بأنه يعيش مع زملائه في زنازين مغلقة 24 ساعة يوميًا، بلا شمس ولا هواء، منذ سنوات طويلة.

 

في رسالة أخرى خاطب رئيس مصلحة السجون (بعد تعيين لواء جديد) قائلاً: "استقيلوا من المنصب.. فلا يصح وهو منزوع الصلاحيات"، داعيًا إلى احترام حقوق السجناء في التريض والزيارات.

واعتبر حقوقيون أنه ربما كانت هذه التصريحات والرسائل العلنية، سببًا في زيادة التضييق عليه، حيث اعتُبر من أبرز الأصوات التي تكشف الانتهاكات داخل السجون.

وخلال عام 2025، ظهر القيادي المحبوس محمد البلتاجي عدة مرات في تريند منصات التواصل بسبب إضرابه عن الطعام وتدهور حالته الصحية، ونقله للمستشفى، ورسائل علنية وجهها من داخل السجن، إضافة إلى بيانات إعلامية مرتبطة بالقضية.

 هذه الظهورات ارتبطت بإجراءات مثل تدخل النيابة، إشراف المستشفى، وتغطيات إعلامية واسعة.

 

وأصدر "مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان" بيانا في (يناير 2025) أشار إلى إحالة مئات المعتقلين السياسيين لمحاكم الإرهاب بدلًا من الإفراج عنهم، ومن بينهم شخصيات بارزة مثل البلتاجي، معتبرًا ذلك محاولة لطمس الانتهاكات المرتبطة بالاحتجاز التعسفي.

وفي يوليو 2025 عانى البلتاجي من تدهور صحي ونقله للمستشفى ففي منتصف يوليو، أعلنت أسرته وزوجته سناء عبد الجواد أن حالته الصحية تدهورت بسبب إضرابه عن الطعام.

ونقله إلى المستشفى بعد معاناة من أمراض مزمنة وظروف حبس انفرادي طويلة. وحملت أسرته الدولة المسؤولية، وطالبت بالإفراج عنه وعن باقي المعتقلين.

ونشر "مركز الشهاب لحقوق الإنسان" رسالة مسرّبة من زوجته سناء عبد الجواد تكشف عن دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام داخل سجن بدر 3 احتجاجًا على الأوضاع غير الإنسانية.

وأكد المركز أن البلتاجي يتعرض لعزلة تامة منذ سنوات، ودعا المجتمع الدولي للتدخل ووقف التنكيل.

وإلى جانب "الشهاب"، تناولت تقارير حقوقية دولية الحديث عن حياة قيادات الإخوان، ومن بينهم البلتاجي، في خطر بسبب الإهمال الطبي والتعذيب الممنهج داخل السجون، هذه التقارير أعادت قضية مصر الحقوقية إلى أروقة دولية، مؤكدة أن أكثر من 60 ألف معتقل يعانون ظروفًا مشابهة.

وفي أغسطس 2025 بث البلتاجي رسالة علنية من داخل السجن عبر قنوات ومنصات فيديو موجهة إلى مساعد وزير الداخلية ورئيس مصلحة السجون.

وجاءت الرسالة في سياق الإضراب عن الطعام، وركزت على ظروف الاحتجاز والمعاملة داخل السجن،  وهذا الظهور أعاد قضيته إلى واجهة النقاش العام، خاصة مع استمرار الإضراب الجماعي لبعض المعتقلين.

وفي أكتوبر 2025 ظهر في أواخر الشهر، بعدما نشرت صحف مصرية تقارير مطولة عن البلتاجي باعتباره أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان، ووصفت تاريخه السياسي ودوره في أحداث 2011 و2013.

 

هذا الظهور لم يكن مرتبطًا مباشرة بالإضراب، لكنه عاد بفضل بيانات صدرت من عدة منظمات تحمل النظام المصري مسؤولية تدهور صحة البلتاجي، بعد نقله إلى المستشفى نتيجة الإضراب عن الطعام.

وشددت هذه المنظمات على أن استمرار عزله وحرمانه من الزيارة يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
 

كما حمّلت منظمة "هيومن رايتس إيجيبت" نظام الانقلاب المسئولية الكاملة عن أي أضرار تلحق بالبلتاجي من جراء التأخر في تقديم الرعاية الصحية المطلوبة، وطالبت بالحرية الفورية له ولرفاقه بقطاع (2) في سجن بدر 3، مشيرة إلى أن البلتاجي يواجه الموت في زنزانته الانفرادية وقد أصيب عدة مرات بنوبات فقدان للوعي، معتبرة أن ما يحدث هو تعمُّد من السلطات للانتقام منه. وللتدليل على حجم التنكيل.

وأشارت المنظمة إلى أن البلتاجي أحد أبرز وجوه ثورة يناير 2011 الذي اشتهر بدفاعه عن استقلال القضاء وحرية الصحافة ورفضه قانون الطوارئ والمحاكمات العسكرية للمدنيين وشارك دولياً في "أسطول الحرية" لكسر حصار غزة عام 2010، لم يقتصر التنكيل به شخصياً بل امتد لقتل ابنته أسماء خلال فض اعتصام رابعة وحبس نجله أنس منذ 12 عاماً، ما اضطر باقي أفراد أسرته للنزوح خارج البلاد.

واليوم مع استمرار الإضراب وتدهور حالته، تداولت منصات التواصل أخبارًا عن وضعه الصحي ورسائل جديدة من داخل السجن عن عزله الانفرادي أو عنبر التأديب وهو ضمن الانتهاكات المرتبطة تضمنت متابعة النيابة العسكرية والرقابة على المستشفى، وسط دعوات حقوقية لمحاسبة المسؤولين عن ظروف الاحتجاز.