أكد مصدر حكومي يمني وصول خبراء أجانب إلى أرخبيل سقطرى رفقة ضباط من الإمارات التي قال المصدر إنها تعمل على بناء قاعدة عسكرية غرب الأرخبيل.
من جانبها أكدت مواقع بينها المنتدى اليهودي وسانت فرونت الأمريكي تعاون الكيان الصهيوني والإمارات لإنشاء قواعد استخبراتية بسقطرى.
ما دلالة تعدد المصادر التي تتحدث عن عزم الإمارات إنشاء قاعدة استخباراتية في سقطرى بالتعاون مع الكيان الصهيوني؟ وما مدى خطورة هذه المعلومات؟ وما الانعكاسات المحتملة لجلب تل أبيب إلى هذه المنطقة؟ وما التأثيرات المتوقعة لهذا الخطوة على المعادلة الإقليمية؟
وعلى متن طائرة إماراتية خاصة سيّرت 4 رحلات خلال الشهر الجاري أكد مصدر حكومي يمني للجزيرة وصول خبراء أجانب رفقة ضباط إماراتيين إلى أرخبيل سقطرى خلال الأسبوعين الماضيين. مضيفا أن الإمارات تعمل على بناء قاعدة عسكرية كبيرة غرب سقطرى وفي منطقة استراتيجية تشرف على مناطق الأرخبيل الغربية كما تعمل على إنشاء معسكر في الجزء الشرقي من الجزيرة.
وحمّل المصدر السعودية المسئولية الكاملة عن أنشطة الإمارات في أرخبيل سقطرى بيد أن مواقع إخبارية من بينها موقع المنتدى اليهودي الناطق بالفرنسية أكدت أن الكيان الصهيوني ستنشئ قواعد استخباراتية في جزر أرخبيل سقطرى اليمنية بالتعاون مع الإمارات، وبحسب مصادر يمنية تحدثت لموقع المنتدى اليهودي فإن الكيان الصهيوني والإمارات تقومان بجميع التجهيزات اللوجستية من أجل إنشاء هذه القواعد الاستخباراتية بهدف جمع المعلومات عبر خليج عدن من باب المندب في جزيرة سقطرى في جنوب اليمن الخاضع لسيطة الإمارات.
معلومات أكدها أيضا موقع صوت فرونت الأمريكي المتخصص في الأبحاث العسكرية والإستراتيجية وقد نقل الموقع عن مصادر عربية وفرنسية أن وفدا ضم ضباطا إمارتيين وصهاينة زارو الجزيرة مؤخرا وفحص الوفد عدة مواقع بهدف إنشاء مواقع استخباراتية هناك.
وجود صهيوني
عادل الحسني، القيادي في المقاومة اليمنية الجنوبية، رأى أن الوجود الصهيوني في اليمن كان منذ عام 2016 وليس اليوم، ولكن بالنسبة لسقطرى فهو حديث، وبالنسبة للقواعد العسكرية الأخرى فقد تحدث تقرير باس فيلد الأمريكي عن وجود مرتزقة صهاينة استخدمتهم الإمارات في عمليات الاغتيالات التي وقعت في اليمن لكن اليوم تطور الأمر إلى إنشاء وبناء قواعد عسكرية في جزيرة سقطرى وبالتحديد في منطقة قطنان ومنطقة مومي شرق الجزيرة، وهذه المناطق سبق لبريطانيا عندما كانت تحتل جنوب اليمن أن بنت قواعد عسكرية فيها؛ فهذه المناطق حساسة ومهمة جدا وتطل على المحيط الهندي وعلى بحر العرب وعلى ممر السفن الدولية.
وأضاف في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" على قناة "الجزيرة"، أن الإمارات حريصة على يناء القواعد العسكرية في هذه المنطقة ولضعف إمكانياتها، استعانت باللوبي الصهيوني المحمي عالميا لتنفيذ المهمة، وجاء اتفاق التطبيع الأخير خير شاهد على ذلك.
وأوضح الحسني أن الرئاسة اليمنية والحكومة الشرعية تعاني من مشاكل كثيرة وضغوط سعودية وخلافات، لكن بالنسبة لجزيرة سقطرى فقد روى الرئيس منصور هادي أن خالد البحاح نائب رئيس الجمهورية آنذاك ومعه الجانب السفير السعودي ورئيس الاستخبارات الإماراتي طلبوا منه التوقيع على تأجير جزيرة سقطرى لمدة 99 عاما، فرفض الرئيس، وأقال نائبه خالد البحاح وأتى بنائبه الجديد على محسن صالح المناوئ للإمارات.
اللواء الدكتور فايز الدويري، الخبير العسكري والاستراتيجي، رأى أن جزيرة سقطرى لها أهمية إستراتيجية كبيرة فهي تقع على بعد 245 كيلومتر من بر القرن الإفريقي وعلى مسافة 300 كيلومتر من أقرب نقطة من البر اليمني، والواقع الحالي في القرن الإفريقي يوجد قواعد عسكرية لـ16 دولة بمجموع 19 قاعدة عسكرية موزعة ما بين اريتريا وجيبوتي وكينيا وإثيوبيا ونصيب الكيان الصهيوني منها 3 قواعد في إريتريا بالقرب من حدود السودان، ونصيب الإمارات 6 قواعد فقدت واحدة في جيبوتي وبقي لها 5 قواعد في صومالي لاند وإريتريا بالإضافة إلى تواجد الإمارات في جزيرة ريون على مدخل البحر وتواجدها في ميناء المخا وعدن وحضرموت والمكلا وغيرها.
تمدد إماراتي
وأضاف في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" على قناة "الجزيرة"، أن أرخبيل سقطرى به 6 جزر مأهولة بالسكان يضاف لها 7 غير مأهولة يطلق عليها أهل اليمن الجبال السبعة ويمكن مشاهدتها من جبال باب المندب وهي تقع على طريق التجارة الدولية، مضيفا أن سقطرى تاريخا كان يطلق عليها جزيرة السعادة لانها تقع على طريق التجارة الدولية والآن الإمارات تحاول التمدد خارج الحدودج السياسية لأغراض سياسية واقتصادية لكنا يجب أن تكون محمولة عسكريا.
وأوضح أنه يعد اتفاق إبراهام مع الكيان الصهيوني والذي يختلف عن اتفاق كامب ديفيد ووادي عربة لأنه يسوق له حتى تكون القوة الحاملة له قوة اجتماعية سياسية اقتصادية وهذا يعني شركة استراتيجية ما بين الأطراف الموقعة عليه، وهذا يقودنا إلى ما يجري في سقطرى حول وجود أهداف مشتركة إماراتية صهيونية لمراقبة ما يجري في المنطقة في لقرن الأفريقي وخليج هرمز.
بدوره كشف الدكتور إبراهيم فريحات أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، أن إيران وباكستان ومصر هي من أبرز الدول التي تستهدفها القواعد العسكرية الإماراتية الصهيونية في سقطرى.
وأضاف فريحات في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" على قناة "الجزيرة"، أن القاعدة الإماراتية الصهيونية تهدف إلى التجسس على أذرع إيران في اليمن، خاصة الحوثيين، كما أنها سوف تستهدف باكستان لرفضها اتفاق التطبيع الإماراتي الصهيوني. وأشار إلى أن هذه القاعدة تضر مصر كثيرا لأنها ستكشف الكثير من الأنشطة التجارية البحرية لمصر.
