لماذا بات المصريون “ملطشة” لأثرياء الخليج في عهد السيسي؟

- ‎فيسوشيال

تؤكد حادثة الاعتداء التي تعرض لها مواطن مصري مقيم بالكويت على يد مواطن كويتي أن المصريين في عهد رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي باتوا "ملطشة" لكل من هب ودب؛ بينما يفسر آخرون ذلك بأن المواطن يكتسب احترامه في دول العالم بمقدار ما تحترمه حكومة بلاده؛ فإذا كان رخيصا في بلاده هان في عيون الآخرين وإذا كان عزيزا في بلاده نال التقدير والاحترام من الآخرين.

وتصدر هاشتاج #جمعية_صباح_الاحمد قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في الكويت، وعبّر مغردون عن غضبهم من حادثة الاعتداء على الوافد المصري، وذلك بعد أن تداول كويتيون على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد 26 يوليو 2020، مقطع فيديو يُظهر اعتداء مواطن كويتي على وافد، قالت عنه حسابات كويتية إنه مصري الجنسية، وذلك في إحدى جمعيات بيع المواد الغذائية، الأمر الذي دفع رئيس الجمعية للاستقالة، بسبب الضغوط التي تعرَّض لها الوافد المُعتدى عليه للتنازل عن حقه.

ويظهر في مقطع الفيديو تعرض محاسب مصري يعمل محاسبا في جمعية صباح الأحمد الغذائية للصفع مرتين على يد مواطن كويتي، بينما ابتلع المصري الإهانة والتزم الصمت حتى أبعدت عناصر الأمن المعتدي.
ونشرت الناشطة السياسية الكويتية شيخة الجاسم، مقطع الفيديو على حسابها في موقع تويتر، وكتبت تقول: "مواطن يضرب كاشير وافد في #جمعية_صباح_الاحمد طراقين على وجهه فتتدخل قيم الفزعة وتجبر المعتدى عليه للتنازل عن حقه، أين الأخلاق؟ أين الحقوق يا مجلس إدارة الجمعية؟ أما السيد ناصر ذعار العصيمي فنشكره على أضعف الإيمان حيث انتشر له ڤويس منكراً الضغوط الجاهلية".
https://twitter.com/ShaikhaBinjasim/status/1287288731427373056?ref_src=twsrc^tfw|twcamp^tweetembed|twterm^1287288731427373056|twgr^&ref_url=https://arabicpost.net/d8a7d984d8a3d8aed8a8d8a7d8b1/2020/07/26/d8a3d8b5d8b1d98ed991-d8b9d984d989-d8b5d981d8b9d987-d985d8b1d8a7d8b1d8a7d98b-d981d98ad8afd98ad988-d984d8b1d8acd984-d98ad8b6d8b1d8a8/

في السياق ذاته، تداول كويتيون على حساباتهم في تويتر، تسجيلاً صوتياً لرئيس الجمعية، ناصر ذعار العصيمي، يُعلن فيه عن استقالته من منصبه لعدم قدرته على حماية الموظفين والعاملين معه، مؤكدا أن المعتدى عليه يدعى "وليد" وأنه شكا أكثر من مرة من تعرضه للإهانات بشكل متكرر. وانتقد العصيمي الرجل المعتدِي، وقال إنه استغلّ "مسكيناً ضعيفاً" واعتدى عليه "كأنه إسرائيلي".

وتكررت حوادث الاعتداء على مصريين في الكويت خلال الشهور والسنوات الماضية، حيث اعتدى مواطن كويتي في 2017 على الوافد المصري وحيد رفاعي حسن، الذي يعمل بشركة للدراجات بالضرب المبرح، والذي تعرض للضرب حتى سقط مغشياً عليه. السلطات عاقبت حينها المواطن الكويتي، وقضت بسجنه 17 عاماً بعد إدانته بالشروع في قتل حسن.
ومؤخراً تعالت أصوات في الكويت تُطالب بطرد الوافدين من البلاد، وجاءت أبرز تلك الدعوات من الفنانة الكويتية حياة الفهد، التي قالت إنها على استعداد لرمي العمالة الوافدة في الصحراء، معتبرة أن الكويت غير قادرة على تحمل المزيد منهم.

كذلك تُعد النائبة الكويتية صفاء الهاشم، من أبرز الأصوات المنادية بطرد الوافدين من الكويت، وكانت قد اقترحت سابقاً أن يتم إجبارهم على دفع رسوم على الطرق التي يمشون عليها.
يُذكر أن صداماً وقع بين وافدين مصريين وقوى أمنية كويتية، في مايو/أيار الماضي، بعدما طالب مصريون داخل مركز للإيواء بإعادتهم إلى بلدهم، وسط تفشي جائحة كورونا التي أوقفت الرحلات الجوية.
ويبلغ تعداد سكان الكويت 4.8 ملايين، يشكل الكويتيون منهم مليونا و450 ألف مواطن، مقابل 3 ملايين و350 ألف وافد، وهو ما تراه الحكومة خللا ينبغي تصويبه إلى وضع مثالي يشكل فيه الكويتيون 70%، مقابل 30% من الوافدين.

وقبل أيام، صادقت لجنة الشئون التشريعية والقانونية البرلمانية على اقتراح بقانون خاص بتعديل التركيبة السكانية وفقا لنظام الحصة أو "الكوتا" لكل جنسية، على ألا يتعدى تعداد أي جالية ثلث الكويتيين كحد أقصى. وتمت إحالة المقترح إلى لجنة تنمية الموارد البشرية المختصة، لدراسته قبل إحالته إلى مجلس الأمة للتصويت عليه.
وفي حال الموافقة على القانون وإقراره، سيتم ترحيل مئات الآلاف من الوافدين، وستكون الجالية الهندية الأكثر تأثرا، تليها الجالية المصرية. ويرى المحلل الاقتصادي الدكتور حجاج بو خضور في مشروع القانون مجانبة للصواب، لأنه اعتمد معيار "الكوتا" وفقا للجنسية، في حين أن المعيار من وجهة نظره يجب أن يكون الكفاءة.