لغة المصالح والعمالة تهدد العلاقات الوثيقة بين عيال زايد فى الإمارات وعبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموى على أول رئيس مدنى منتخب فى التاريخ المصرى الشهيد محمد مرسى .
ورغم أن عيال زايد يمثلون الذراع الصهيوأمريكى الذى يهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط بالكامل فى الوقت الذى لا يقل دور السيسي فى العمالة للكيان الصهيونى وخدمة الأمريكان عنهم ورغم اتفاق الطرفين على دعم خليفة حفتر فى الشرق الليبي ضد الحكومة المعترف بها دوليا فى طرابلس بقيادة عبدالحميد الدبيبة إلا أن المصالح فى السودان باتت على طرفى نقيض وتهدد الارتباط الاجرامى التخريبي بين عيال زايد والمنقلب السيسي فعيال زايد يدعمون قوات الدعم السريع بقيادة محمد دقلو حميدتى فى حين يدعم السيسي الجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان .
عيال زايد
كانت تقارير عربية وغربية قد كشفت عن تلقي خليفة حفتر في الشرق الليبي دعماً كبيرا ومتواصلا من السيسي ومن عيال زايد إلا أن حفتر يميل لممالأة عيال زايد على حساب السيسي .
وأشارت التقارير إلى أن السيسي يدعم الجيش السوداني الذي يقوده عبد الفتاح البرهان خلال الحرب، فى الوقت اذى يتهم فيه الجيش السوداني عيال زايد بتمويل قوات الدعم السريع التي يقودها محمد دقلو "حميدتي" عبر خليفة حفتر فى ليبيا مؤكدة أن دعم عيال زايد يمثل تهديدا كبيرا للأمن القومى المصرى .
قاعدة معطن السارة
من جانبه اعتبر الخبير الأمني والعسكري عادل عبد الكافي، ان ما يجري في الجنوب الليبي لا يمكن فصله عن الصراع الدائر في السودان، موضحاً أن الانقسام العسكري والسياسي في ليبيا خلق فراغاً أمنياً واسعاً استغلته شبكات التهريب والجريمة المنظمة، فضلاً عن المجموعات المسلحة العابرة للحدود التي باتت تتحرك بحرية بين ليبيا وتشاد والسودان.
وأكد عبد الكافي فى تصريحات صحفية أن قاعدة معطن السارة الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي، قرب المثلث الحدودي بين ليبيا وتشاد والسودان، تحولت إلى قاعدة محورية تستخدمها أطراف متعددة، بينها مجموعات محلية ومرتزقة أجانب، لتمرير الأسلحة والذخائر والذهب نحو السودان.
وأضاف أن مطار الكفرة والقاعدة الجوية في المدينة أصبحا جزءاً من خط الإمداد اللوجستي باتجاه قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.
وأشار عبد الكافي إلى أن روسيا تسعى إلى إعادة تأهيل قاعدة معطن السارة الجوية لاستخدامها مركزاً متقدماً لـ"الفيلق الروسي الأفريقي"، الذي حل محل مجموعة فاغنر، في إطار سعيها لتثبيت وجود عسكري طويل الأمد في منطقة الساحل والصحراء.
وأوضح أن هناك تنسيقاً مباشراً بين موسكو وخليفة حفتر، لضمان السيطرة على المنطقة الغنية بالذهب وطرق التهريب الاستراتيجية.
تهريب الذهب
وقال عبد الكافي إن الإمارات متهمة بأنها تلعب دوراً اقتصادياً محورياً في هذه المنظومة من خلال تمويل عمليات تهريب الذهب من السودان، التي تمثل مصدراً رئيسياً لدعم قوات الدعم السريع .
وأوضح أن الإمارات متهمة أيضاً بأنها تعتمد على شركات وهمية ووسطاء محليين لتصدير الذهب السوداني عبر طرق غير شرعية تمر من الكفرة والجنوب الليبي إلى موانئ خارج الرقابة الدولية .
شبكة نفوذ
وقال الباحث في الشأن الليبي جلال حرشاوي، إن السيسي كان أول داعم أجنبي رئيسي لحفتر منذ مايو 2014، لكن في أكتوبر من العام ذاته قرر عيال زايد فى الإمارات تقديم دعمٍ كامل لحفتر وقواته .
وأكد حرشاوي فى تصريحات صحفية أنه منذ تلك اللحظة، أصبح عيال زايد هم الراعي الأجنبي الأهم الذي لا غنى عنه بالنسبة لحفتر، متقدمين على روسيا وفرنسا ونظام الانقلاب فى مصر.
وكشف أن دعم الإمارات لحفتر تجاوز الدعم العسكري، ليشمل التمويل والإدارة الإعلامية والمالية عبر ثلاث ركائز:
قدرتها المالية الكبيرة.
شبكة النفوذ التي تديرها في العواصم الغربية لحماية صورتها.
سيطرة مصارف دبي على القنوات المالية الخاصة بعائلة حفتر.
وأشار حرشاوي إلى أنه في يونيو 2025، التقى عبد الفتاح السيسي حفتر وأبنائه في العلمين، وطلب منهم التوقف عن دعم قوات الدعم السريع، لكنهم رفضوا، ما سبّب توتراً مكتوماً بين السيسي وحفتر .
وأضاف أن روسيا تلعب دوراً محدوداً في السودان رغم دعمها للبرهان، بينما يستخدم عيال زايد مرتزقة روس في ليبيا مقابل تمويل مباشر لخدمات لوجستية.
صراع إقليمي أوسع
وقال المحلل السياسي صلاح البكوش، إنه يرى في دور خليفة حفتر في حرب السودان أنه يتجاوز الإطار الليبي، إذ يعكس صراعاً إقليمياً أوسع بين عيال زايد والمنقلب السيسي على النفوذ في المنطقة .
وأوضح البكوش فى تصريحات صحفية أن دعم حفتر لقوات الدعم السريع المدعومة من عيال زايد، وضعه في مواجهة غير مباشرة مع عصابة العسكر فى مصر والتي تساند الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان .
وأضاف أن عصابة العسكر ترى في هذا الانخراط تهديداً مباشراً لاستقرار الدولة السودانية ومصالحها على حدودها الجنوبية، بينما ينظر عيال زايد فى الإمارات إلى حفتر كأداة نفوذ إقليمي تتيح لهم توسيع حضورهم في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
وأشار البكوش إلى أن الولايات المتحدة تتابع هذا التداخل بقلق متزايد، خشية أن يؤدي إلى تعزيز الوجود الروسي في ليبيا والسودان معاً .
وأكد أن انخراط حفتر في هذه الشبكة المعقدة من التحالفات الإقليمية أسهم في تكريس سلطته الموازية في شرق ليبيا، على حساب أي مسار سياسي موحد أو إمكانية لبناء دولة ليبية مستقرة في المدى القريب.
