تواصلت شكاوى الفلاحين ومربى الماشية من انتشار أمراض بين الحيوانات تهدد بالقضاء على الثروة الحيوانية وحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد مطالبين حكومة الانقلاب بإعداد خطة عاجلة وشاملة لكل محافظات الجمهورية من أجل القضاء على هذا المرض .
كان عدد من الأطباء البيطريين قد كشفوا عن انتشار متحور جديد من مرض الحمى القلاعية، "سات " 1 في الأيام الأخيرة، مؤكدين أن المتحور ليس مجرد حمى موسمية عابرة؛ بل زائرا خفيًا، ومتحورًا شرسًا يزحف بخطوات سريعة ليقضي على الثروة الحيوانية.
متحور جديد
فيما كشف تقرير لمنظمة الصحة الحيوانية العالمية، صدر في 29 أكتوبر الماضى أن حكومة الانقلاب أبلغت في 20 أغسطس 2025، عن اكتشاف حالة إصابة بمرض الحمى القلاعية SAT1 للمرة الأولى، ووقع التفشي في قرية بالبحيرة، تضم أبقارًا وجاموسًا.
وأشار التقرير إلى أن، المنظمة العالمية للإحصاء «WOAH» لم تُبلغ بأي تفشٍّ آخر لمرض الحمى القلاعية SAT1، ولا يزال مصدر العدوى مجهولًا، ولا تزال تقارير التسلسل الجيني الرسمية قيد الانتظار، وتشمل تدابير المكافحة المطبقة الحجر الصحي، ومراقبة الحركة، وتدابير الأمن الحيوي.
وأوضح أنه أُجريت مراقبة نشطة وسلبية في منطقة المراقبة، إلى جانب التطعيم الطارئ في نطاق 10 كيلومترات من موقع التفشي، ولوحظ من خلال المراقبة 6744 حيوانًا -4910 أبقار، و813 جاموسًا، و920 غنمًا، و101 ماعز-، دون إثارة أي شكوك سريرية، وتُعد الأنماط المصلية لمرض الحمى القلاعية A وO وSAT2 متوطنة في مصر، كما أن إعادة إدخال سلالات فيروسية جديدة من مناطق أخرى بشكل متكرر يجعل من المهم اختيار لقاحات فعالة تتوافق مع سلالات فيروس الحمى القلاعية التي تشكل مخاطر كبيرة على البلاد.
مقبرة جماعية
فى هذا السياق قال الدكتور أحمد البنداري مدير المركز العلمي بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، إن هناك متحورًا جديدًا حاليًا من الحمى القلاعية يدعى سات 1، وهو صعب جدًا ومنتشر بشكل كبير في البحيرة والإسكندرية بنسبة 40% وعدد الإصابات في زيادة.
وأضاف البنداري فى تصريحات صحفية : أن المرض لو أصاب حالة واحدة فهذا يعني أن المجموعة الموجودة بمكان واحد تعبتر مصابة .
وتابع : أنا حاليًا موجود بالعامرية ورأيت حالات عديدة من المواشي المصابة كما أن البعض حفر مقبرة جماعية للمواشي الميتة بهذا المرض من شدة انتشاره.. موضحا أن المرض أكثر انتشارًا في الجاموس عن الأبقار، لأن أعداد الجاموس بمصر كبيرة جدًا .
واشار البندارى إلى أن بعض العترات والمتحورات القديمة لا تزال موجودة أيضًا وهي: A وO وSAT2.
شكاوى وبلاغات
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين، إن النقابة تلقت خلال اليومين الماضيين بلاغات وشكاوى من عدد كبير من المربين في محافظات الوجه البحري بالتحديد، بانتشار الحمى القلاعية في عدد من الأماكن، وإصابة مزارع بأكملها.
وأرجع أبوصدام فى تصريحات صحفية انتشار المرض إلى إهمال بعض المربين في التحصينات اللازمة، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب حصنت حوالي 3 ملايين ونصف رأس ماشية حتى الآن، إلا أن بعض المربين غير مهتمين بالتحصينات، إمًا خوفًا من الحسد أو استبعاد المرض، ولكن للأسف عندما تصاب ماشية بهذا المرض تصيب باقي القطيع بسرعة كبيرة، لأن الحمى القلاعية سريعة الانتشار.
وطالب المربين بالتريث، وعدم شراء مواشٍ جديدة حاليًا، لأن الأمراض لا تظهر على الماشية إلا بعد فترة، لافتًا إلى أنه من علامات العترة أو المتحور الجديد من الحمى القلاعية هي نزول اللعاب من الماشية بشكل مبالغ فيه، وامتناع الماشية عن الطعام، وارتفاع درجات الحرارة.
وشدد أبوصدام على ضرورة أن تشدد وزارة زراعة الانقلاب الرقابة على الأسواق، بجانب توفير طبيب بيطري في كل سوق من الأسواق للكشف على المواشي.
المربون هم السبب
فى المقابل قال حامد موسى الأقنص رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية: احنا تكلمنا منذ فترة طويلة وأعلنا أن هناك احتمال أن تصاب المواشي بعترة جديدة من عترات الحمى القلاعية سات 1، وعملنا عدد كبير من التحصينات في القرى، لكن عدد كبير من المربين تجاهلوا تحصين المواشي، وحاليا يشكون من الإصابة وهم سبب الأزمةوفق تعبيره.
وأضاف الأقنص فى تصريحات صحفية : حصنا منذ شهر يوليو الماضي ملايين المواشي ضد العترة SAT1 من فيروس الحمى القلاعية، والتي تم رصدها مؤخرًا في عدد من دول الجوار، في استجابة سريعة ومحكمة لتحدٍ وبائي جديد قد يهدد الثروة الحيوانية في مصر بحسب زعمه .
كما زعم أن هذه الحملة تأتي تتويجًا لجهود متكاملة بين مختلف هيئات وقطاعات وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب، بدءًا من الإنذار المبكر وصولًا إلى توفير اللقاحات في وقت قياسي.
