أعلن الجيش السوداني أنه يدرس مقترحًا أمريكيًا لوقف النار في السودان لمدة ثلاثة أشهر، فيما أشار موقع روسي إلى أن محاور لاتفاق بين الجيش السوداني وأمريكيا محوره التطبيع.
وترى الولايات المتحدة أن الحل يكمن في أن يتوافق الفاعلان الخارجيان الرئيسيان في السودان – الإمارات ومصر، التي تدعم الجيش وتريد إبقاء الصراع داخل الحدود السودانية على الضغط بشكل جماعي على وكلائهما لوقف إطلاق النار.
واعتُبر البيان الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات – أي الرباعية – في 12 سبتمبر اختراقًا؛ إذ وضع مسارًا لهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تتبعها هدنة دائمة، ثم قيام حكومة مدنية مستقلة ذات شرعية ومساءلة خلال تسعة أشهر.
وأضاف البيان: “سيتولى الشعب السوداني وحده تقرير مستقبل حوكمة السودان، عبر عملية انتقالية شاملة وشفافة، لا تسيطر عليها أي جهة محاربة”.
وصان البيان مصلحة إماراتية محددة في فقرة أخرى قالت: “لا يمكن أن يُحدَّد مستقبل السودان بواسطة جماعات متطرفة عنيفة منتمية أو مرتبطة بوضوح بجماعة الإخوان المسلمين، التي غذّى تأثيرها المزعزع العنف وعدم الاستقرار في المنطقة”.
ولم تُحقّق المحادثات حول هذه المقترحات في واشنطن نتائج بعد – وهي محادثات استبعدت السودانيين المدنيين حتى الآن – ما يشير إلى احتمال أن يتطلب الأمر تدخلًا من مسؤولين أمريكيين أعلى قبل أن يدرك أطراف الحرب وأنصارهم أن استمرار القتال لن يجلب سوى مزيد من البؤس.
الحساب الروسي
وقال حساب روسي ناطق بالعربية على إكس @mog_Russ أن “الجيش السوداني يعرض على ترامب صفقة تمثلت في قبول سفارة إسرائيلية ومقر أمني للموساد ومنع القاعدة العسكرية الروسية واستبدالها بقاعدة أمريكية”.
وقال الموقع: إن “الجيش السوداني أرسل وزير الخارجية محي الدين سالم، كرئيس لوفد سوداني منه؛ رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، الفريق ركن أحمد علي صبير، والعقيد عمرو أبو عبيدة إلى واشنطن لعرض صفقة مع الولايات المتحدة”.
وزعمت المنصة الروسية أن ” محادثات وفد الجيش السوداني في واشنطن تتمحور حول مقايضات محددة هي جوهر “الصفقة المحتملة”، التي تسعى الخرطوم لعقدها مع إدارة ترامب عبر بولس”.
يريد الجيش مقايضة “ورقة الفاشر” بـ”تصنيف واشنطن قوات الدعم السريع كمنظّمة إرهابية”، مقابل التطبيع الكامل والعلني مع إسرائيل والسماح بمكتب امنى لـ للموساد في الخرطوم.
وأدعت المنصة أن الجيش السوداني طلب من واشنطن أن تضغط على الإمارات كي لا تدعم قوات الدعم السريع.
في المقابل، يعرض الوفد السوداني وقف إنشاء قاعدة بحرية روسية في مدينة بورتسودان، وتأمين مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في البحر الأحمر والمجال مفتوح لقاعدة عسكرية أمريكية أو لحلفائها.
وقدم وفد الجيش السوداني كذلك مقترح ان تكون توجهات الخرطوم الخارجية وفق المصالح الأمريكية.
https://x.com/mog_Russ/status/1985627151329014255
ويبدو من آراء محللين أن الزعم الذي تبنته منصة روسية (هي بالأساس إماراتية) وتريد بث أفكار ضد الجيش ليتساوى الظالم بالمظلوم المعتدي مع من يرد عدوانه ومن ذلك التساوي أن يوصم الجيش بالتطبيع، وكان لذلك سوابق، ألا أن تصريحات قرقاش الأخيرة تشي بمساواة مزعومة بين الضحية والقاتل.
وفي مقال لباتريك وينتور المحرر الدبلوماسي في صحيفة (الجارديان) قال: “باتت فكرة أن الإمارات قد سلحت قوات الدعم السريع سرًا أمرًا واضحًا بعد الأدلة التي جمعتها الأمم المتحدة وخبراء مستقلون وصحفيون، رغم نفي الإمارات، فقد وجهت إدارة بايدن أصابع الاتهام في يناير، عندما فرضت عقوبات على حميدتي وسبع شركات مقرها الإمارات تموّله”.
وأضاف أنه “يُقدَّر أن نحو 90% من إنتاج الذهب، بقيمة تقارب 13.4 مليار دولار، يُهرَّب عبر طرق تمر عبر تشاد ومصر وإثيوبيا وأوغندا وجنوب السودان قبل أن يصل إلى الإمارات.”.
كما نقلت الجارديان البريطانية تصريح لأنور قرقاش، المبعوث الدبلوماسي الإماراتي البارز، بأن الإمارات ودولاً أخرى كانت مخطئة بعدم فرض عقوبات على مدبري انقلاب عام 2021، الذي قادته قوات الدعم السريع والجيش معاً، والذي أطاح بالحكومة المدنية الانتقالية في السودان.
قال أنور قرقاش: “جميعنا ارتكبنا خطأ عندما أطاح الجنرالان، اللذان يخوضان اليوم الحرب الأهلية، بالحكومة المدنية، بالنظر إلى الوراء، كان ذلك خطأً جوهرياً. كان ينبغي علينا أن نتخذ موقفاً حازماً جماعياً. لم نسمِّها انقلاباً”.
وسبق للمفكر السوداني د. تاج السر عثمان @tajalsserosman أن علق على تصريحات چارچاش الإمارات @AnwarGargash وقال: ” يحدد ما الذي يصلح لحكم السودان ، ونحن نرى أن الأصلح للإمارات أن تعود للحكم العُماني كجزء لا يتجزأ من ساحل عمان، من يتفق مع هذا الرأي يسجل حضوره .”.
وفي متابعة منه للحرب الإماراتية على السودان 2025 قال الأكاديمي السوداني تاج السر عثمان، “في الخرطوم وقف أحد كبار السن بعد صلاة العشاء فقال : “ربنا إنك تعلم أن الإمارات تستخدم أموالها وسلاحها في جرائم القتل والتشريد و الإبادة في السودان وقتلت من النساء و الأطفال والأبرياء ما لا يعلمه إلا أنت . (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم )..
وأضاف @tajalsserosman الثلاثاء “أقنعوني أن الإمارات دولة عربية أو أنها دولة إسلامية .. أقنعوني أنها تحمل من العروبة والإسلام شيئاً أكثر من الاسم والشعار.
وتساءل : “أين الدم العربي حين ذهبت إلى ليبيا وجلبت آلاف المرتزقة من كولومبيا ومن الفاغنر الروس… لتسفك بهم دم الشعب الليبي وتمزق مجتمعه وتجهض أي نهضة ممكنة، وتُغذّي الحروب وميليشيات الحروب حتى لا يقوم لهذا الشعب قائمة، وأين العروبة حين حملت إلى اليمن خنجر الانقسام، وأنشأت المجالس الانفصالية، وصبّت الأموال والسلاح صباً لتُشرذم هذا البلد العريق حتى يغدو جغرافيا ممزقة ودويلات مشتتة يسهل على من يشاء أن ينهب جُزره وموانئه وطاقته وثرواته !”.
وأوضح جانب بسيط من خزايا محمد بن زايد قائلا: “ذهبت شرقاً فكانت أول من يبارك كل سياسة تضييق على المسلمين ، ذهبت الصين فدعمت إبادة المسلمين الروهينغيا، وفي الهند دعمت السيخ والهندوس و عباد البقر ضد المسلمين وضد باكستان المجاورة المسلمة
ويمّمت وجهها ودرهما نحو أوروبا فدعمت خطاب شيطنة المسلمين ومراكز الدراسات التي تُكرِّس صورة الإسلام بالإرهاب وتحذر من الإسلاميين كخطر ماحق على أوروبا .”.
وأبان أنها (الإمارات) “في تركيا حاولت إسقاط النظام بانقلاب العسكر و أنفقت المليارات ثم عادت صفر اليدين لا تجني إلا الخيبة”.
وعن العلاقة مع الكيان الصهيوني فحدث عنها ولا حرج ، أضاف “تطبيع مهين و مذل يجرح كل عربي حر، ويطعن قضية فلسطين و يضع هذه الدويلة في خط سياسي متصهين منبطح لا يمكن تبريره لا ديناً ولا أخلاقاً ولا تاريخاً ولا مروءة .”.
وكانت خلاصته أنه “لا توجد قضية عربية أو إسلامية كبرى إلا ووقفت ضدها، و لا يوجد مكان توغلت فيه إلا تركت وراءها جروحاً وفتناً وميليشيات ومشاريع خراب وتدمير .. أقحمت أنفها في مصر والصومال وجيبوتي وجزر القمر وأفريقيا الوسطى ومالي وتشاد، تجسست على جيرانها في سلطنة عمان وفُضحت أمام الأشهاد فخابت مساعيها ، و تآمرت على جيرانها في قطر وعادت تجر خلفها أذيال الفشل والعار.
وتكيد وتتآمر على السعودية ولا تزال، و تآمرت على الجزائر فأهينت شر هيانة ، .”.
وأضاف “أما عن السودان فقد أوغلت فيه أشد الإجرام ولا تزال تدعم وتمول المرتزقة من شذاذ الآفاق لارتكاب أبشع الجرائم في السودان وليس آخرها مجازر الفاشر الدموية و المروعة ، كل هذا وغيره لإضعاف وإنهاك وتدمير هذه الدول العربية والإسلامية، لمصلحة من يا صهاينة العرب ؟!
سؤال واحد : لأجل من كل هذا الخراب ؟ ولماذا؟.. أي شيطان يملك سجل أفعال أسوأ من الإمارات ؟!
https://x.com/tajalsserosman/status/1985651232128500118
الإمارات أسقطت الفاشر بيد المليشيا
ومع سقوط الفاشر بيد المليشيا كشف الكاتب الصحفي محمد جمال عرفة على (فيسبوك) كيف حدث ذلك قائلا: “كان انقطاع الاتصالات بسبب المعدات التكنولوجية التي أرسلتها الإمارات للميليشيات سببا في الهزيمة حيث انهار المحور الشرقي أولًا ثم تبعه المحور الغربي، لتصبح القوات منعزلة تمامًا عن بعضها البعض دون قيادة مركزية أو تنسيق ميداني.”.
وأضاف، ” أحد الأسباب العسكرية التي أدت إلى الهزيمة أيضا كانت المسيرات الانتحارية من نوع FPV المرتبطة بأنظمة غير قابلة للتشويش، والتي حصلت عليها المليشيا عبر إمداد من الإمارات بعد أن جلبت لهم مرتزقة أجانب لتولي مهمة قيادتها، وهذه لعبت الدور الحاسم في تفكيك خطوط المقاومة طوال الشهر الماضي وهناك فيديوهات تبين استخدام مليشيا الدعم السريع مسيرات انتحارية من نوع FPV في مدينة الفاشر.”.
وأشار إلى أن “المسيرات الانتحارية لعبت دورًا حاسمًا وكانت العامل الرئيسي بنسبة 100% في تقدم مليشيا الدعم السريع داخل مدينة الفاشر، حيث استهدفت هذه المسيرات الإماراتية تمركزات وتحركات ومركبات القوات المسلحة والمساجد وملاجئ المواطنين الموجودة تحت الأرض.”.
وأكد أنه “انهارت جميع المواقع الرئيسة: لواء الدفاع الجوي، والفرقة السادسة مشاة، ولواء المدفعية، إلى جانب مركز القيادة والمستشفى السعودي وحي الدرجة الأولى وارتكبت المليشيا مجزرة مروعة تم فيها إعدام وتصفيـة أكر من 400 من الجرحى والمصابين من مدنيين وعسكريين داخل المستشفى السعودي وفي محيطه من منازل حي الدرجة الأولى وقتل حتى الآن قرابة 2000 – 3000 مدني ومقاوم وعسكري بخلاف الأسرى ومن هربوا لمناطق أخري”.
وخلص إلى أنه “ما كانت الفاشر لتسقط وما كان أهلها ليموتوا جوعًا ولا تعذيبًا ولا قتلا لولا الدعم الإماراتي غير المفهوم (سلاح – مرتزقة – أجهزة تكنولوجية) لميليشيا تعمل على تفتيت السودان”.
