في رد علمي مدعوم بالأرقام ونحو 5 أدلة، قدم د. محمد حافظ أستاذ هندسة السدود بجامعات ماليزيا ردا على ادعاءات في الإعلام الأثيوبي من أن إثيوبيا قادرة على توليد 5150 ميجاوات من السد الاأثيوبي الكبير المعروف إعلاميا باسم سد النهضة، جازما، القول إن سد النهضة قادر على توليد (5150 ميجاووات) هو كلام نظري بحت “.
وعلى سبيل التندر قال حافظ (Mohd Hafez) عبر فيسبوك: “نعم هو قادر على توليد كل هذه الكهرباء فقط عند زيارة رئيس الوزراء للسد والاحتفال بافتتاحه، أي لفترة ساعة زمن واحدة لأخذ الصور التذكارية، ولكن لا يمكن بتاتا أن يستمر مثل هذا الوضع لمدة حتى يوم واحد فقط”.
خمسة أدلة
وقدم د.حافظ إلى ما يؤكد أن هدف السد الرئيسي ليس إنتاج الطاقة، بل له أهداف أخرى لم يذكرها في منشوره على حسابه، بل سبق أن ذكرها وأكدها خبراء مصريون وغيرهم.
وأشار إلى ما نشره الإعلامي الأثيوبي من أن أديس أبابا شغلت 12 توربينا من ضمن الـ 13 توربين) وأنتجت تلك الــ (12 توربينا) قرابة 4822.85 ميجاوات/ ساعة مرفقة معها قرابة (3048.64 متر مكعب/ ثانية)، وربما حتى يكون تم تشغيل الــ (13 توربينا) بأكملهم وأن تلك الــ (4822.85) هي الإنتاجية لجميع التوربينات بعد أخذ معامل كفائه (أداء) تعادل قرابة 93%) وذلك لأن البحيرة ممتلئة حتى أقصى منسوب عند (640 فوق سطح البحر) وحجم تخزين يعادل (74 مليار متر مكعب).
وعن الدليل الأول: قال أستاذ السدود المعروف: إن “هناك فرقا بين قدرات السد وإنتاجية الكهرباء، وهذا ما يعرف بمعامل (كفائة السد).، وإنه على سبيل المثال “ماذا لو استمرت إثيوبيا على توليد تلك الــ (4822.85 ميجاوات/ ساعة) على مدار العام ، كم من مياه سوف تصرف لمصر والسودان.؟ الإجابة سيتم تصريف قدر من المياه يعادل= (3048.64 مترا مكعبا)* (60 ثانية)* (60 دقيقة) * (24 ساعة) * (365 يوم) = (96.14 مليار متر مكعب) أي تقريبا ضعف حجم إيراد النيل الأزرق السنوي والذي يعادل (48.5 مليار متر مكعب).
وانتقل بسؤاله إلى الأخ الإثيوبي “هل لديكم في سد النهضة تلك الكمية من المياه ؟ بالطبع (لأ) فحجم التخزين الحي بسد النهضة والتخزين الفيضان يقارب (59 مليار متر مكعب فقط) والباقي تخزين تحت أدني منسوب لتوليد الكهرباء (590) فوق سطح البحر.
أما الدليل الثالث فأوضح أنه “لو إثيوبيا قادرة على توليد تلك الكمية من الكهرباء على مدار (الساعة- اليوم- الأسبوع- السنة) لفرغت بحيرة سد النهضة بعد قرابة (7 أشهر و11 يوما بالتمام والكمال) .”.
وانتقل منه إلى أن فراغ بحيرة السد يعني توقف (سد النهضة) عن توليد أي كهرباء لمدة (5 أشهر) وإلي حين الوصول لشهور الفيضان بداية من (يوليو حتى نوفمبر)، حيث يمتلئ الخزان بقرابة 35 مليار متر مكعب خلال موسم الفيضان ثم بدأ تشغيل التوربينات في نهاية (نوفمبر) مع مخزون يعادل (35 مليار متر مكعب فقط+ تدفقات تعادل 13 مليار متر على مدار شهور السنة).
وأكد أن ذلك يعني “أنك ستغلق سد النهضة (5 أشهر من العام المائي الحالي) و(5 أشهر من العام المائي القادم) ولن يتكرر بعد ذلك أبد أن تمتلء البحيرة بمخزون يعادل المخزون الحالي (ابدأ).
حيز الاإتاج الكهربائي
وعمليا، أشار محمد حافظ إلى أن “سد النهضة لا يمكنه إلا تمرير قرابة (1550 مترا مكعبا/ ثانية) لمدة (24 ساعة) (30 يوما) (365) = وهذا يسمح بتمرير حجم مياه يعادل= (48.9 مليار متر مكعب/ سنة) أي تقريبا (حجم التدفق الطبيعي السنوي للنيل الأزرق).
وأوضح أن تمرير (1550 مترا مكعبا/ ثانية) يعني تشغيل (5 توربينات علوية لتوليد قرابة كهرباء تعادل (1690 ميجاوات/ ساعة) مع أخذ مُعامل كفائة توربينات ( 90%) وإذا انخفض منسوب البحيرة عن منسوب (625) فوق سطح البحر لسوف يخفض معامل الكفاءة لأقل من (90%).
وتابع: “توليد (1690 ميجاوات/ ساعة) يعني توليد قرابة (14.8 جيجاووات/ سنة) أي أقل بقرابة (0.9 جيجاوات/ سنة) من القيمة المذكورة في أدبيات سد النهضة والتي تعادل (15.76 جيجاووات/ سنة) .”
وأردف، “حتى ولو حسبت بشكل (عكسي) كمية الكهرباء التي تؤكد عليها توليدها سنويا أي تلك الــ (15.76 جيجاووات/ سنة) فهذه تعني توليد (1800 ميجاوات/ ساعة) على مدار أيام السنة”.
الخلاصة
وعن الإنتاج الحقيقي والعلمي المتوقع أكد أنه لن تزيد توليد كهرباء سد النهضة عن (1690 ميجاووات/ ساعة) ووفقا لحسابات إثيوبيا تعادل (1800 ميجاوات/ ساعة) أي الفرق بيننا قرابة (110 ميجاوات/ ساعة)، يعني ليس فرقا بآلاف الميجاووات مثل هو منشور علي صفحة الأخ الإثيوبي.
وأضاف أن سد النهضة “لن يزيد إنتاجة في الساعة عن كمية تتراوح بين 1690 إلي 1800 ميجاووات/ ساعة) وهذا يستلزم تشغيل قرابة ( 5 لـ 6 توربينات فقط) وليس (13 توربين).”.
وتم “حتى يتم تشغيل (5 أو 6 توربينات) على مدار اليوم يجب أن بجانبهم (2 توربين لزوم الصيانة والتعطل المفاجئ) أي كل ما كان يحتاجه سد النهضة هي تلك التوربينات (السبع) بالكتلة الشرقية دون أي حاجة بالتوربينات الـ (6) بالكتلة الغربية“.