المصريون يفاطعون انتخابات مجلس شيوخ السيسي ووزراء حكومة الانقلاب يحاولون تجميل الصورة

- ‎فيأخبار

 

 

شهدت انتخابات مجلس شيوخ السيسي عزوفا تاما من جانب المصريين الذين قاطعوا التصويت ما يؤكد عدم اقتناعهم بالتمثيلية التى تجريها عصابة العسكر تحت عنوان انتخابات وفى نفس الوقت يعانى أكثر من 70 مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر وفق بيانات البنك الدولى من الجوع وعدم توافر احتياجاتهم الأساسية بسبب الارتفاع الجنونى فى الأسعار وهو ما يدفعهم لمقاطعة كل ما تقوم به عصابة السيسي .

هذه المقاطعة دفعت حكومة الانقلاب إلى الدفع بالوزراء ورؤساء المصالح والهيئات وبعض الموظفين للتجمع حول لجان االانتخابات لإعطاء صورة للخارج بأن هناك مشاركة على عكس الحقيقة .

 

حكومة الانقلاب

 

 فى هذا السياق حرص أعضاء حكومة الانقلاب بقيادة مصطفى مدبولي، صباح اليوم، على التواجد في الساعات الأولى من فتح لجان الانتخابات على  الإدلاء بأصواتهم دعمًا لما أسموه الاستحقاق الدستوري وحرصًا على أداء الواجب الوطني وفق زعمهم.

وأدلى مدبولي بصوته في الانتخابات بلجنته الانتخابية في المدرسة المصرية اليابانية، بمدينة الشيخ زايد، بمحافظة الجيزة.

كما أدلى محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام بحكومة الانقلاب، بصوته بمقر لجنته الانتخابية في مدرسة سيزا نبراوي بالتجمع الخامس، وأدلى شريف فاروق، وزير تموين الانقلاب، بصوته بلجنته الانتخابية بمدرسة الشهيد البطل العميد أحمد محمود مصطفى، بمحافظة القاهرة فيما أدلى علاء فاروق، وزير زراعة الانقلاب  بصوته في مقر لجنته الانتخابية بمدرسة الرمل الثانوية للبنات بالإسكندرية وأدلى محمد عبد اللطيف وزير تعليم الانقلاب بصوته بمقر لجنته بمدرسة رشيد الابتدائية بمنطقة مصر الجديدة…وهكذا توالى وزراء ومسئولو الانقلاب فى محاولة لتجميل الصورة .

 

معدلات المشاركة

 

يشار إلى أن الانتخابات تُجرى في الداخل على مدار يومي 4 و5 أغسطس، وسط استعدادات تنظيمية وأمنية مكثفة، ويتنافس 428 مرشحًا على 100 مقعد بنظام الفردي، في حين تخوض ما يسمى بـ "القائمة الوطنية من أجل مصر" الانتخابات في الدوائر الأربع المخصصة لنظام القوائم، بعدد 100 مرشح يتنافسون على 100 مقعد.

ويتكون مجلس شيوخ السيسي من 300 عضو، يتم اختيار ثلثيهم عن طريق الانتخاب، بينما يُعين السيسي الثلث المتبقي ويجرى الاقتراع وفق نظام انتخابي مختلط يجمع بين القائمة المغلقة المطلقة والنظام الفردي وبذلك ينتخب 200 عضو بالاقتراع العام السري المباشر، ويُعين السيسي الـ100 عضو الباقين.

ويرى المصريون ان هذا المجلس لا يقوم بأى دور فى التعاطى مع قضاياهم أو الدفاع عن مصالحهم ولذلك كان من الطبيعي أن تتراجع معدلات المشاركة فى الإدلاء بالاصوات .

 

برلمان العسكر

 

حول مقاطعة المصريين لانتخابات مجلس شيوخ السيسي أكد القيادي في حزب الدستور حمدي قشطة، أن هذا الغياب الشعبي يرجع إلى حالة الركود السياسي العام، إضافة إلى انطباع سلبي متراكم لدى المواطنين تجاه أداء غرفتي برلمان العسكر في الدورة السابقة، والذي كان مخيبا للآمال نتيجة تراجع واضح في الدورين التشريعي والرقابي، وهو ما ساهم في تعميق انصراف الجمهور عن متابعة الشأن العام. 

وشدد قشطة فى تصريحات صحفية على أن طبيعة تشكيل مجلس شيوخ السيسي تدفع إلى هذا العزوف وعدم الاقبال على التصويت موضحًا أنه يتم انتخاب ثلث الأعضاء عبر القوائم المغلقة، والثلث الثاني بالنظام الفردي، بينما يُعيَّن الثلث الأخير من قبل السيسي، ما يجعل المجلس بعيدًا عن تمثيل الإرادة الشعبية. 

 

مجاملة دوائر سياسية

 

وأكد أن نظام القوائم المغلقة يُقصي التنوع ويحول دون بروز أصوات متعددة داخل المجلس، مستشهدًا بقائمتي جنوب مصر والقاهرة، اللتين تضمان كل منهما 37 مرشحًا يُختارون دفعة واحدة، رغم المساحات الجغرافية الشاسعة التي تمثلها هذه القوائم. 

وانتقد قشطة غياب الدور الفعّال للمجلس في الحياة السياسية والتشريعية، معتبرًا أن وجوده مجرد مجاملة لدوائر سياسية محددة محذرا من أن الفجوة بين سلطات الانقلاب والمجتمع لم تعد تقتصر على الانفصال، بل اتخذت شكلًا عكسيًا، إذ صدرت خلال السنوات الأخيرة قوانين وقرارات تتناقض مع مصالح المواطنين واحتياجاتهم.