السيسي تاجر رقيق.. استخدم المرأة راقصة وادعى تكريمها

- ‎فيتقارير

يحاول قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ونظامه، تقديم نفسه دائما كرجل يحب المرأة ويقدرها، ويحترمها، للحد الذي يطالب فيه الشباب بأن يضعوا أيديهم خلف ظهورهم وهم يتحدثون مع النساء، وبتتبع دقيق لأغلب خطابات السيسي، يبدو واضحًا أن السيسي لا يترك مناسبة، إلا ويتحدث فيها عن حبه وتقديره للمرأة، في حالة غير مفهومة لكثير من المراقبين، هل ما يقدم عليه هو احترام وحب حقيقي للمرأة، أم هو استغلال حقيقي لها، ولعب على وتر الاهتمام بها في مجتمع يتهمه البعض بالذكورية.

إلا أن المتابع لمواقف السيسي ومتاجرته بالمرأة التي يزعم احترامها، يجد الجواب، ومدى تطابق تصريحاته بشأن احترام المرأة مع أفعاله وتصرفات أجهزته الأمنية، خاصة مع كل انتخابات مسرحية، يستدعي فيها هذا السيسي المرأة لتصويرها كأنها امرأة باغية من خلال الترويج للمشاهد الراقصة التي تقوم بها بعض النساء المستدعيات من سماسرة الانتخابات، للخروج بالمشهد العبثي للمرأة المصرية وإهانتها، من أجل المكايدة السياسية.

صورة مثيرة للسخرية

ولا يعبأ نظام السيسي بتقديم هذه الصورة المثيرة للسخرية، بل يدعم هذه الظاهرة، ويحض عليها، من خلال الأغاني الصاخبة التي تستفز أجساد النساء، ليضحى المشهد في حقيقته على غرار موسيقى الملحمية وطبول الحرب، التي تعلن عن مشهد الدماء وآكلي لحوم البشر، وتنتقل مصر إلى حالةٍ من اللوثة القومية على إيقاع الدفوف والموسيقى النحاسية الصاخبة، فيما يشبه حلقات الزار في الثقافة الشعبوية القديمة، تلك التي تستهدف إنهاك الجموع بالرقص العنيف، حتى الغيبوبة، ومن ثم تسهل الهيمنة عليهم.

لا يجد نظام السيسي حرجا في تصوير المرأة المصرية كأنها باغية وغير متزنة، تقوم بالرقص في أول محطة تجد فيها مجالا لذلك، وكأنها تعاني من الكبت الجنسي أو العجز الذي يختفي وراء رقصها المسموم، بالمكايدة السياسية، فتحولت مراكز الاقتراع إلى ساحات رقص كبيرة، واستبدل الحديث عن مواد الدستور وقدرتها على تحقيق أحلام المصريين في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بالحديث عن أي اللجان شهدت رقصا أكثر.

تكرار الرقص

وتخيل كثيرون أن هذه الحالة التي شهدتها مصر لن تتكرر هذه المرة، خاصة أن الانتخابات الرئاسية هذا العام لن تشهد منافسة وباتت نتائجها محسومة، في ظل عدم وجود مرشحين أقوياء في الانتخابات، واقتصار الأمر على السيسي والمرشح الكومبارس موسى مصطفى موسى.

إلا أن الرقص تكرر، لكن هذه المرة ليست للمكايدة بقدر ما هو محاولة للتغطية على حجم المشاركة الهزيلة في ظل عزوف المواطنين المغتربين عن الإدلاء بأصواتهم في الاقتراع الذي جرى في الخارج الأسبوع الماضي.

وفي هذا الإطار يقول الكاتب الصحفي عامر عبد المنعم، إن “أسوأ ما في هذه الانتخابات حالة السفالة التي تسيء للمرأة المصرية”.

وأضاف عبد المنعم خلال تدوينة له على “فيس بوك” اليوم الثلاثاء، “تصرف مسييء للمصريين أن يلجأوا إلى متعهدي الأفراح الذين يجلبون مجموعات من الغوازي المستأجرة والنسوة المستحمرة للرقص أمام اللجان متوهمين أن هذا يثبت وجود إقبال على الانتخابات”.

وتابع: “المرأة المصرية ليست هكذا، وخروج قلة قليلة من فاقدي الحياء عن القيم لا يعبر عن نساء مصر العفيفات..ما يجري فضيحة تستحق المساءلة لعديمي الدين والأخلاق الذين يقفون خلف هذا التشويه لصورة وسمعة المصريين في العالمين”.

وفي كل الحالات ستكون المقارنة صادمة للغاية، وسيتم الاستعانة بالمثل الشعبي الشهير “أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب”، وذلك نظرا للتناقض الواضح بين احترام السيسي المزعوم للمرأة وبين المعاناة غير المحدودة التي باتت تلاقيها في عصره.

فقر وتسول

نموذج أخر للمراة المصرية، التي يصدرها السيسي في صورة الفقيرة المتسولة، حينما يقوم بتسيير سيارات الجيش للسلع الغذائية، ويصور المرأة وهي تقف طوابير من اجل الحصول على دجاجة مجمدة من التي سمم بها السيسي بطون المصريين.

كما يتم تصوير المراة المصرية في حالة فقر دائم وعجز، حتى ان السيسي يتاجر بهذه الحالة، ويصدر بعض النساء المكافحات في المشهد للتعويل بهم على تكاسل الرجال والمطالبة بنزولهم للعمل في أي شيئ كما تقوم بعض النساء.

اختفاء واعتقال

المعتقلات والمختفيات قسريا يتعرضن لانتهاكات صارخة، وفقا لعشرات التقارير الحقوقية المصرية والدولية التي تؤكد ذلك، حتى أن هناك 27 مراة مصرية مازالت في سجون الانقلاب ، فضلا عن حالات الاغتصاب والانتهاكات التي تمت بحق المرأة في عهد السيسي خلال الخمس سنوات الأخيرة.

فضلا عما كشفته بعض السيدات، عن تصرف أقل ما يوصف به أنه مهين، تقوم به الأجهزة الأمنية مع بنات وزوجات المعتقلين، حيث أن المفتشات الأمنيات بسجون طرة، طلبن من بعض الفتيات “خلع ملابسهن الداخلية” لتفتيش الفوط الصحية والتأكد من خلوها من أي رسائل أو شيء يصل إلى السجناء والمعتقلين.

مكاسب وهمية للمرأة

مكاسب سياسية دائما مايتفاخر بها عبد الفتاح السيسي للمرأة في عهده، من بينها تعيين أول محافظة في مصر، فضلا عن تعيين 4 سيدات في حقائب وزارية، لكن في المقابل أيضا يتجاهل السيسي واقع المرأة الذي بات صعبا في عهده إلى حد كبير.

مراقبون اتهموا السيسي بأنه يستخدم المرأة كستار سياسي للتغطية على كثير من تجاوزات نظامه، وأن واقع المرأة المصرية في عهده ازداد سوءا عما كان عليه في عهد “مبارك”، وأن أغلب تصريحاته بشأن المرأة ليست سوى من قِبَل الديكور السياسي التجميلي.

التقارير الدولية المتعلقة بشأن المرأة في مصر، ربما تكون كاشفة لجانب من التناقضات بين تصريحات السيسي، وبين تصرفاته وتصرفات نظامه.

فالمرأة التي يحتفي بها السيسي دائما، صنفت القاهرة في عهده بأنها أخطر مدن العالم على النساء، وفق استطلاع رأي أجرته مؤسسة “طومسون رويترز” الشهر الماضي، وكشفت فيه عن أن المرأة في القاهرة باتت تعاني ترديا واضحا في كل شيء.

فمستويات التحرش الجنسي ارتفعت عن ذي قبل بنسب غير معقولة، وكذلك التردي في الخدمات الصحية والتأمينية المقدمة للمرأة، فضلا عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي باتت تمر بها ربة الأسرة في مصر، خلال سنوات السيسي الثلاث الماضية.

وبين الواقع المرير الذي تعيشه المرأة المصرية، والتصريحات الوردية للسيسي، يبقى شعار كثير من النساء في مصر “أسمع كلامك أصدقك .. أشوف أمورك أستعجب”.