بعد مضي يوم واحد على تعهد قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي بالانتصار على من زعم أنهم “خوارج هذا العصر”، خلال زيارته إلى إحدى القواعد الجوية في سيناء، وبالرغم من اختفاء العمليات الإرهابية تمامًا من القاهرة وباقي المحافظات باستثناء سيناء التي تشهد مسرح الأحداث، يبدو أن نظام السيسي في حاجة لاستدعاء مشهد الإرهاب مجددًا بعد أن تحول الحديث عنه إلى بضاعة يتاجر بها السيسي داخليًا وخارجيًا للاستمرار في الحكم وإحكام قبضته على المشهد السياسي في مصر.

ويبدو أن ذلك هو ما تم اليوم بتفجير سيارة مفخخة اليوم السبت في الإسكندرية، كانت تستهدف مدير أمن الإسكندرية بحكومة الانقلاب عبر عبوة ناسفة وضعت تحت سيارة على جانب أحد الطرق.
أمس، وزعم السيسي أمس أن “مواجهة الإرهاب أشرف مهمة على الإطلاق لتحقيق الأمن والأمان للشعب المصري العظيم”، مضيفًا: “سنأتي هنا قريبًا للاحتفال بالنصر على خوارج هذا العصر”، في الوقت الذي يعم الهدوء جميع انحاء محافظات مصر، باستثناء سيناء التي يعمل السيسي على تهجير أهلها في إطار صفقة القرن.
واليوم، قالت داخليته: “العبوة الناسفة انفجرت أثناء مرور موكب مدير أمن الإسكندرية اللواء مصطفى النمر في شارع المعسكر الروماني في منطقة سيدي جابر شرق المحافظة، وأسفر عن مقتل أحد أفراد الشرطة وإصابة أربعة اخرين، فضلا عن تلفيات في بعض السيارات المتوفقة على جانبي الطريق”.
وأوضح المصدر أن مدير الأمن نجا من الحادث، مشيرًا إلى أن الانفجار أسفر عن مقتل قائد سيارة الحراسة المرافقة له الرقيب “علي جلال”، وإصابة 4 آخرين منهم 3 من أفراد الحراسة، فضلًا عن مجند.
فتش عن المستفيد
وعلى مدار خمسة أعوام منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، بقيادة عبد الفتاح السيسي، يروّج الأخير لسيناريو “الإرهاب” بقوة، لضمان بقائه في السلطة. وتحت وطأة تعرّض مصر للإرهاب، بحسب رؤية النظام الحالي، أطلق السيسي يد وزارة داخلية الانقلاب للتنكيل بكل معارضيه.
وبحسب مراقبين، فإن الانقلاب يروّج لوجود الإرهاب كوسيلة لبقائه في الحكم، وبعد أن جعل العقل الجماعي المصري متشوقًا للدماء.