تصاعدت الأزمة المندلعة بين الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا حيث يهدد الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب بشن حرب على فنزويلا تحت ذريعة القيام بحملة ضد تجار المخدرات المزعومين في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ فى حين أن ترامب يسعى للتخلص من الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو والاستيلاء على مخزون فنزويلا الكبير من النفط .
فى هذا السياق كشفت مصادر مطلعة في البيت الأبيض أن وزير الخارجية ماركو روبيو يقف وراء الخطاب العدائي والتصعيد العسكري المتزايد تجاه فنزويلا، مشيرة إلى أنه في الأشهر الأولى من إدارة ترامب الثانية، حاول روبيو إقناع الرئيس بضرورة تغيير النظام في فنزويلا بذريعة حقوق الإنسان والانتخابات، لكنه لم ينجح. وبعد انضمامه إلى مجلس الأمن القومي، قدّم حجة جديدة مفادها أن مادورو "تاجر مخدرات إرهابي"، مستندًا إلى لائحة اتهام تعود إلى عام 2020 .
وأكدت المصادر أن مادورو عرض تسليم موارد النفط مقابل وقف التصعيد، إلا أن ترامب رفض العرض بعد أن أقنعه روبيو بأن الطريق الأفضل للحصول على نفط فنزويلا هو تغيير النظام، والتفاوض مع حكومة جديدة موالية،
وأشارت الى أن السياسة الخارجية لإدارة ترامب تُدار من قبل ما يُعرف بـ"عصابة الخمسة"، والتي تشمل: ماركو روبيو وستيفن ميلر وسوزي وايلز وستيف ويتكوف ونائب الرئيس جيه. دي فانس مؤكدة أن وزير الحرب بيت هيجسث، تبنى استراتيجية روبيو، وواصل شنّ غارات على قوارب يُزعم أنها تحمل مخدرات، ما أدى إلى مقتل ركابها، معلنا أنه يشن "حربا أبدية على المخدرات".
يشار إلى أن تقارير حكومية كشفت أن صادرات فنزويلا النفطية إلى الصين تبلغ نحو نصف مليون برميل يوميًا، وهي نسبة صغيرة مقارنة بالإمكانات الكبيرة للبلاد.
حرب مجنونة
فى المقابل وجّه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو نداء إلى الولايات المتحدة قال فيه: لا لحرب مجنونة، أرجوكم، بينما كثفت واشنطن وجودها العسكري بنشر طائرات وسفن حربية قرب السواحل الفنزويلية.
جاء تعليق مادورو بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سمح لوكالة الاستخبارات المركزية بتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا .
وقال مادورو خلال اجتماع مع نقابات تدين له بالولاء : نعم للسلام، نعم للسلام إلى الأبد، سلام إلى الأبد. لا لحرب مجنونة، أرجوكم .
واتهم واشنطن برفع شعار مكافحة المخدرات لقلب نظام الحُكم فى كاركاس وتغييره والإستيلاء على مخزون النفط الكبير في فنزويلا.
فيما حذّر وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو من أن أي عملية لوكالة الاستخبارات المركزيّة الأمريكية ضد بلده ستفشل، منتقدا تفويض ترامب "السي آي إيه" القيام بعمليات سرية هناك.
وقال بادرينو : نعلم أن وكالة الاستخبارات المركزية موجودة في فنزويلا، موضحا أنه بإمكان الأمريكيين إرسال عملاء تابعين لها للقيام بعمليات سرية في أي نقطة من البلاد … لكن أي محاولة ستفشل.
قوات أمريكية
ونشرت الولايات المتحدة طائرات وسفنا حربية قبالة فنزويلا في إطار ما تسميه جهود مكافحة المخدرات، رغم عدم تقديمها أدلة حتى الآن على أن الأهداف التي ضربتها، وتشمل ثمانية قوارب وغواصة، منخرطة في التهريب.
وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن قاذفة أمريكية واحدة على الأقل من طراز "بي وان بي" حلقت فوق منطقة الكاريبي وسواحل فنزويلا الخميس الماضى في ثاني استعراض قوة للطائرات الأمريكية في غضون أسبوع.
وأسفرت الضربات الأمريكية التي بدأت في 2 سبتمبر الماضى عن مقتل 37 شخصا على الأقل.
من جانبها، أعلنت وزارة خارجية ترينيداد وتوباجو أن سفينة حربية أمريكية ستزور ترينيداد وتوباجو لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة بالقرب من سواحل فنزويلا، في إطار حملة واشنطن ضد تجار المخدرات المزعومين في المنطقة.
وترسو المدمّرة "يو اس اس جرايفلي" التي تحمل صواريخ موجهة في ميناء بورت أوف سبين في الفترة من 26 إلى 30 أكتوبر، حيث ستجري فرقة من مشاة البحرية الأمريكية تدريبات مشتركة مع قوات من ترينيداد وتوباجو.
المخدرات
فى هذا السياق كشف مسئول أمريكي لموقع "Drop Site" أن معظم الزوارق التي استهدفتها الضربات الأمريكية بذريعة مكافحة تهريب المخدرات، لا تملك الوقود أو القدرة للوصول إلى المياه الأمريكية، وهو ما يتناقض مع تصريحات وزير الدفاع بيت هيجسث، كما سبق للسيناتور راند بول أن أكد عدم وجود أي إنتاج للفنتانيل في فنزويلا.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن فنزويلا ليست دولة منتجة للكوكايين، فيما تتركز جميع محاصيل الكوكا – المكون الرئيسي للكوكايين – في كولومبيا وبيرو وبوليفيا، كما أن التقرير السنوي لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية الذي نُشر في مارس الماضي، لم يذكر فنزويلا في الصفحات الأربع المخصصة لتهريب الكوكايين، مستشهدا بدلا من ذلك بالإكوادور وأمريكا الوسطى والمكسيك.
ورغم هذا يزعم مسؤولو الإدارة الأمريكية ان بعض تجار المخدرات يمرون عبر فنزويلا، فيما يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استغلال قضية المخدرات كمبرر لتصعيده العسكري ضد مادورو، إذ أعلن أن المخدرات البحرية القادمة من فنزويلا انخفضت بنسبة 95 بالمئة مقارنة بالعام الماضي .
وقال ترامب : الآن تأتي عبر البرّ… والبرّ سيكون التالي، في مؤشر إلى إمكانية شنّ عمليات برية من دون موافقة الكونجرس. وفي اليوم التالي، أرسلت واشنطن حاملة طائرات إلى المنطقة، في خطوة تصعيدية جديدة.
الكونجرس
وزعم أنه يمكنه مواصلة شن ضربات ضد مهربي مخدرات مزعومين في الخارج دون أن يصدر الكونجرس أولا إعلان حرب رسمي، وبينما قال إنه سيخطر الكونجرس بأي عمليات على البر، إلا أنه ادعى أنه لن يواجه أي معارضة .
وأضاف ترامب : لن أطلب بالضرورة إعلان حرب، أعتقد أننا سنقتل الأشخاص الذين يدخلون المخدرات إلى بلدنا. حسنًا سنقتلهم، كما تعلم، سيكونون أمواتا..
كما أثار تكثيف القوات الأمريكية تساؤلات حول نية إدارة ترامب في المنطقة. وقال الناطق الرسمي باسم البنتاجون شون بارنيل، إن تحريك السفينة "جيرالد فورد" وجناحها الجوي المرافق والقيام بمجموعة ضربات كان يهدف إلى تفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للأوطان ومكافحة الإرهاب المتعلق بالمخدرات وفق زعمه .
