باعتراف الصهاينة ..جيش الاحتلال فشل فى غزة وحماس حققت ما عجزت عنه جيوش الخونة في حروب سابقة

- ‎فيتقارير

 

 

 

اعترفت وسائل إعلام صهيونية بإن دولة الاحتلال فشلت في حربها على قطاع غزة فشلا استراتيجيا، بعد عامين من القتال، مشيرة إلى أن دولة الاحتلال عجزت عن هزيمة حركة حماس أو حتى إضعافها.   

وأكد خبراء صهاينة أن دولة الاحتلال ما زالت تعيش في وهم أنها قادرة على حل المشكلة عسكريا في وقت تزداد الأزمة تعقيدا مع مرور الوقت. 

وقال الخبراء إن حماس حققت ما لم يحققه حزب الله في لبنان أو حتى الجيوش العربية في حروبها السابقة مع دولة الاحتلال، معتبرين أن صمود حماس يمثل إخفاقا عسكريا وتاريخيا لدولة الاحتلال  .

 

حرب الإبادة

 

يشار إلى أنه بعد عامين كاملين من حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح يوم الجمعة الماضى مع إعلان جيش الاحتلال انسحاب قواته نحو الخط الأصفر وفق ما نص عليه الاتفاق الذي وافقت عليه حكومة الاحتلال. 

وتوجه مئات آلاف النازحين نحو شمال قطاع غزة بعدما أعلن جيش الاحتلال بدء وقف إطلاق النار في الساعة 12 ظهرا معلنا السماح بالتوجه نحو مدينة غزة وشمالي القطاع عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين. 

وجاء وقف إطلاق النار ضمن اتفاق سياسي شامل رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، ويمثل المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب. 

وتنص هذه المرحلة على وقف شامل لإطلاق النار، وانسحابات صهيونية جزئية، وتبادل للأسرى، إضافة إلى فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية. 

 

الأطول والأصعب

 

فى هذا السياق وصف "ألون بن دافيد" محلل الشئون العسكرية في القناة /13/ الصهيونية الحرب ضد حماس بأنها الأطول والأصعب في تاريخ دولة الاحتلال موضحا أن عدد القتلى الإسرائيليين بلغ (1972) شخصا منذ السابع من أكتوبر 2023، بينهم 913 جنديا، إضافة إلى أكثر من 30 ألف مصاب، منهم أكثر من 10 آلاف تم تشخيصهم بإصابات نفسية. 

وأشار بن دافيد إلى أن الثمن الفلسطيني كان فادحا وغير مسبوق في أي حرب سابقة خاضتها دولة الاحتلال ، موضحا أن الإحصاءات الرسمية تتحدث عن نحو 65 ألف شهيد، في حين ترجح التقديرات أن العدد الحقيقي يقترب من 100 ألف، أي ما يعادل تقريبا 5% من سكان قطاع غزة. 

 

تعيش في وهم

 

في سياق متصل، توقع خبير الشؤون الفلسطينية الدكتور روني شاكيد إن الصراع مع الفلسطينيين لن ينتهي قريبا مشددا على أن السلام المنشود يتطلب تغييرا في النهج الصهيوني ذاته، وليس فقط من الطرف الآخر. 

وأكد شاكيد فى تصريحات صحفية أن دولة الاحتلال ما زالت "تعيش في وهم" أنها قادرة على حل المشكلة عسكريا في وقت تزداد تعقيدا مع مرور الوقت. 

واعتبر أن حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سلام شامل في الشرق الأوسط بدا بعيد عن الواقع الميداني، مؤكدا أن دولة الاحتلال ما زالت غارقة في صراعها مع الفلسطينيين رغم كل الوعود والمبادرات التي أُطلقت خلال السنوات الماضية . 

 

حماس صامدة

 

واعترف الرائد جلعاد آخ رئيس حركة "جنود احتياط حتى النصر" أن جيش الاحتلال فشل رغم كل قوته في القضاء على حماس، مشيرا إلى أن حماس بقيت صامدة رغم الهجمات الواسعة التي طالتها. 

وقال آخ فى تصريحات صحفية إن جيش الاحتلال الذي تمكن من ضرب إيران والحوثيين لم يستطع إنهاء وجود حماس معتبرا أن حماس حققت ما لم يحققه حزب الله في لبنان أو حتى الجيوش العربية في حروبها السابقة مع دولة الاحتلال، وشدد على أن صمودها يمثل إخفاقا عسكريا وتاريخيا لدولة الاحتلال محذرا حكومة الاحتلال من أن إطلاق سراح قيادات المقاومة ضمن صفقات التبادل، مثل صفقة شاليط سابقا، سيؤدي إلى ظهور قادة جدد من طراز يحيى السنوار، متسائلا بمرارة ماذا سيفعل كل هؤلاء غدا ؟" في إشارة إلى القلق من عودة المقاومة إلى المواجهة بعد انتهاء التبادل. 

 

تنازلات مؤلمة

 

وقال خبير الشئون السياسية الأمريكي يفتح ديان إن دولة الاحتلال لا تعرف ما ينتظرها في المرحلة الثانية من صفقة التبادل، ولا ما إذا كانت بنودها ستصب في مصلحة حماس. 

وأوضح ديان فى تصريحات صحفية أن المبادرة التي قدمها ترامب تضم أكثر من 20 بندا قد تنطوي على تنازلات مؤلمة لدولة الاحتلال على حد وصفه. 

 

مستقبل نتنياهو

 

وأكد خبير الشئون الإسرائيلية عماد عواد أن نتنياهو يعيش أضعف لحظات مسيرته السياسية وأكثرها تخبطًا، بعد أن فشل في تحقيق أهداف الحرب، وتحوّلت الوعود بالنصر إلى مأزق وجودي يهدد مستقبله السياسي والشخصي. 

وقال عواد في تصريحات صحفية إن نتنياهو يحاول اليوم تعويض فشله العسكري بإنجاز سياسي مزعوم، من خلال إعادة ترتيب أوراقه في الائتلاف اليميني ومحاولة فرض واقع سياسي جديد يتيح له البقاء في السلطة. 

وأضاف أن اليمين المتطرف المحيط به يرى في الفوضى الراهنة فرصة لتمرير مشاريع الضمّ وتوسيع السيطرة على الضفة الغربية، وهو ما قد يستخدمه نتنياهو لتغطية إخفاقاته الميدانية تحت شعار مواجهة الإرهاب أو خطر إيران . 

وأشار عواد إلى أن نتنياهو بات يدرك حجم الضرر الذي لحق بصورته داخليًا وخارجيًا، ولذلك قد يلجأ إلى تصعيد محدود أو عمليات عسكرية موضعية بهدف صرف الأنظار عن الفشل وإعادة توحيد الجبهة الداخلية خلفه . 

وأوضح أن المؤسسة الأمنية التي همّشها نتنياهو قبل الحرب قد تستعيد اليوم نفوذها، بعدما ثبت أن تجاهل تقديراتها قاد إلى الكارثة. ومع ذلك، يواصل نتنياهو توظيف ورقة التهديد الإيراني وملف محاكمته بتهم الفساد للبقاء في الحكم وكسب الوقت، مستغلًا ضعف المعارضة وتشتتها.