مراقبون: ترديد «خلاف بين ترامب ونتنياهو» مزاعم… وحكومة الاحتلال تترقّب نزع السلاح أو قلب الطاولة

- ‎فيتقارير

 

لم تشر حماس في ردّها إلى بند «سلاح المقاومة»، ما يوحي بأنها تجاهلته أو أنها لم تجده محورًا يُستجاب له فورًا — وهو ما يزال مؤشرًا مهمًا. الرد الأمريكي والإسرائيلي الإيجابي يمكن أن يُفسّر على أنه إشارة إلى إمكانية انطلاق المرحلة الأولى من الخطة (التي يقدّمها بند إطلاق آليات معيّنة والإفراج الكامل عن الأسرى)، وهو الهدف الرئيس للكيان والولايات المتحدة في هذه المرحلة، لكن المراحل اللاحقة قد تصطدم بعقبات كبيرة تُبطئ أو تُعيق التنفيذ الكامل، وقد تكون مستبطنة لدى الإسرائيليين والأمريكيين للتطبيق في مراحل لاحقة، بحسب محمود جمال الباحث في الشأن العسكري.

ردّ حركة حماس تميّز بالحنكة السياسية والدبلوماسية والمسؤولية الوطنية. بدا أن الحركة سلكت أقصى السُبل الدبلوماسية الممكنة لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه لمّ الشمل لوقف حرب الإبادة. في واقع الأمر فإن حماس لم توافق على شيء جديد؛ فموقفها متوافق مع مواقفها السابقة في جميع بنودها.

ومع مفاوضات شركم الشيخ، قالت «روسيا اليوم» إن توجيه نتنياهو لممثلي حكومة الاحتلال كان: (استعادة جميع المختطفين، وتفكيك حماس عسكريًا، ومنع أي تهديد من غزة في المستقبل).

واعتبر مراقبون أنه من واقع ردّ مكتب نتنياهو، نرى أن قلب الطاولة على الاتفاق من قبل نتنياهو ممكن أن يكون وفقًا لأحد السيناريوهات التالية: أولاً: «حماس لا تقبل تنفيذ الجزء الأول فقط كما ذكر مكتب نتنياهو فيُتهمَت بالرفض وعرقلة الاتفاق». أو: «تفشل المفاوضات المتعلقة بتنفيذ الاتفاق على الأرض فيعود الضرب الشديد على القطاع». أو: «يتم تنفيذ الجزء الأول بالفعل المتعلق بالرهائن، لكن تتعنت إسرائيل في الانسحاب فتستمر المقاومة فيعود الضرب».

ورجّح جمال أن «النتيجة في النهاية واحدة، أيًا كان المسار، حيث إن السيطرة الإسرائيلية التامة المستهدفة على القطاع تقتضي القضاء التام على المقاومة مع تهجير نصف سكانه على الأقل. لكن على أي حال ستكون المقاومة في الموضع الأخلاقي السليم أمام العالم وأمام أهل غزة (بأنها قدمت كل ما يمكن أن تقدمه من تنازلات، مع إدراكها أنها ستدفع ثمنًا باهظًا مقابل ذلك)، مما سيدفع بتصاعد المقاومة بوتيرة تعتمد على ما يحدث في المنطقة بشكل عام».

تصريحات نتنياهو (الاثنين):

وعن نزع سلاح حماس ادّعى نتنياهو: «سيتم نزع سلاح حماس بالاتفاق أو بالحرب، وفي المرحلة الثانية سنفكك سلاحها بالكامل، وسيُصبح قطاع غزة خاليًا من السلاح».

وعن تواجد الجيش داخل غزة شدّد نتنياهو على أن جيش الاحتلال سيتمركز في عمق القطاع خلال تنفيذ أي اتفاق، وأن عودة المختطفين الأحياء والقتلى ستتم بوجوده هناك، في إشارة إلى رفض أي انسحاب كامل قبل استكمال عمليات التفاوض.

وأشاد بدور «ترامب»، ورأى أن «التنسيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطاقمه قلب الموازين السياسية»، وبدل أن تُعزل إسرائيل دوليًا، باتت حماس هي التي تواجه الضغوط.

وأصدر نتنياهو توجيهاته إلى وفد التفاوض الصهيوني بقيادة رون ديرمر للتوجه إلى مصر لبحث تفاصيل خطة ترامب، مع سعي إسرائيل لإنهاء المفاوضات خلال أيام قليلة.

وجاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات من إعلان حماس قبولها المشروط لخطة ترامب، التي تقضي بإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل وقف إطلاق نار تدريجي وانسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا، مع إدخال غزة في مرحلة إعادة إعمار وإدارة مدنية جديدة.

لكن حماس رفضت نزع سلاحها بالكامل، مؤكدة أن ذلك يجب أن يتم ضمن ترتيبات وطنية فلسطينية شاملة، وليس فرضًا خارجيًا — وهو ما يُعدّ عقبة رئيسية في طريق التفاوض.

وإذا ما تم تنفيذ تهديد نتنياهو عسكريًا، فقد يعني ذلك توسيع العمليات العسكرية جنوبًا ووسط القطاع، ومصادرة الأسلحة من المنازل والأنفاق، وتصفية قيادات عسكرية لحماس والفصائل الأخرى، وفرض منطقة عازلة تمنع دخول أي أسلحة مستقبلًا. وإذا تم عبر الاتفاق، فقد تشمل الخطوات:

  • تسليم السلاح الثقيل لجهة دولية.

  • إدخال غزة في نظام أمني جديد برعاية عربية ودولية.

  • دمج عناصر حماس في هيئات مدنية أو أمنية جديدة.

وفي ضوء المرحلة الثانية وفقًا لنتنياهو:

─ نزع سلاح حماس (عسكريًا أو بالاتفاق)
─ بقاء الجيش الإسرائيلي في العمق
─ عودة جميع المختطفين
─ منع إدخال أسلحة عبر الحدود (مصر — فيلادلفيا)
─ إدخال غزة في مرحلة إدارة مدنية جديدة

خلافات ترامب ـ نتنياهو

واعتبر مراقبون أن السب الذي يُنسب لترامب تجاه نتنياهو ليس جديدًا وليس حقيقيًا. وقال الصحفي يوسف الدموكي (@yousefaldomouky): آخر مرة ذاعت فيها أخبار سب ترامب لنتنياهو بكلمات نابية كانت في يناير 2025، قبيل الهدنة التي خرقها نتنياهو وقتل فيها مئات الفلسطينيين وانقلب على الاتفاق ونقض العهد وعاد للقتال أشدّ شراسةً، بالتأكيد بتنسيق أمريكي وخديعة كبرى.

وأضاف أن «آخر مرة ذاعت فيها أخبار الخلاف بين ترامب ونتنياهو علنًا كانت في مايو 2025، قبيل "خازوق عيدان ألكسندر" الشهير، والذي جرى فيه ما جرى من خداع وغدر وتغرير، أفقدت رجال الثغور إحدى أهم أوراق التفاوض في مسألة الأسرى، والذي من بعدها فقد الملف نصف أهميته تقريبًا».

واعتبر أن هذه الأنباء — من خلافات يُشيعها البعض، ومشاركات الرئيس الأمريكي لمقالات تنتقد نتنياهو، بالإضافة إلى ذيوع أخبار عن سب ترامب لنتنياهو بكلمات نابية — لا توجب أن يلدغ عشّاق التحليل سفهة الأفكار مرةً أخرى ويصوروا الأمر كفجوة تتسع بين السافلين اللذين يتناوبان على نحر غزة بسكين بارد.

وأكد أن هذا النمط من الحوارات بين الصهيونية والصليبية من المسلّمات، وأن تلك الألاعيب الخبيثة لا تنطلي على عاقل؛ ولا يُؤمَل أن يخرج ترامب عن طوع «الدويلة الوظيفية» التي انقلب الأمر فصارت لها أمريكا دولة وظيفية. ولو كان بينهما خلاف شديد، فإنهما أعقل من أن يظهرا ذلك في أوقات الشدائد — على عكسنا، وما نعيشه إنما هو نكسة قومنا، لا غلبة قومهم.

وأضاف أن نتنياهو وترامب «دويتو هائل، يتبادلان مصالح شخصية بحتة على حساب إبادة جماعية»، وحولهم فرقة عربية «الراقصين على طبول حربهم»؛ فبينما تعني الطبلة إعلان الحرب وإشهار السيوف، يشهر الساقطون العرب سيوفهم ليزرفوا على وقع الطبول.

ورأى أن عدة النصر تتمثل في: «اليقين بموعود الله، والإيمان بتأييده لجنده، والثقة بسداد جنده، والعمل بنصرتهم في كل موضع استنصار».

من المنتصر؟

واتفق معه حساب @DrIsmatHoso من أن المطلوب هو تحديد من المنتصر (المقاومة)؟! وقال: «لماذا يلهث المنتصر للتفاوض مع المهزوم والمستسلم؟! ماذا يلجأ المنتصر إلى وسطاء للحوار مع المهزومين والمستسلمين له؟! ماذا يرغب المنتصر بهدنة وتوقيع اتفاقية مع المهزوم والمستسلم؟! لماذا ينتظر قادة العالم كله الردّ من المقاومة المهزومة والمستسلمة؟!».

وشدّد أنه «ردًا على المهزومين عقليًا ونفسيًا من العبيد والبساطير المأمورين بترديد روايات أسيادهم ومموليهم ومشغّليهم: لا ضير بقليلٍ من العقل على الأقل قبل التقيؤ بروايات كيانكم اللقيط وبعد أن فقدتم كل الكرامة والأخلاق!».