رغم اللغة النارية التي زخرت بها بيانات القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، والتي جاءت على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطر، يرى خبراء ومراقبون أن القمة لم تتجاوز حدود "الخطاب التقليدي" الذي اعتادته الشعوب العربية والإسلامية منذ عقود، دون أن يترجم إلى إجراءات ملموسة.
القادة المجتمعون طالبوا بمحاسبة إسرائيل ووقف تزويدها بالسلاح ومراجعة العلاقات الدبلوماسية معها، غير أن هذه الدعوات لم تتجاوز الورق الذي طُبعت عليه، بحسب تعبير أحد المحللين. فالدول المشاركة، وعددها 57، سبق وأن أطلقت بيانات مشابهة في قمم سابقة، دون أن يلمس الفلسطينيون أو الشعوب العربية أي نتائج حقيقية على الأرض.
يرى مراقبون أن "القمة فقدت قيمتها منذ لحظة انعقادها، لأن من يجلس على الطاولة نفسها بينهم أنظمة تُنسق أمنيًا واقتصاديًا مع إسرائيل، ولا يمكن أن يكونوا في موقع من يحاسبها".
فيما وصف أكاديمي مختص بالعلاقات الدولية البيان الختامي بأنه "نسخة مطابقة لبيانات سابقة لا تتجاوز خانة التوصيات"، مؤكدًا أن "الاحتلال لا يتأثر إلا بالفعل لا بالتصريحات"..
ويذهب مراقبون إلى أن غياب الإرادة السياسية العربية والإسلامية يجعل مثل هذه القمم أشبه بمسرحيات متكررة، تمنح الأنظمة المشاركة فرصة للتصوير الإعلامي، بينما تظل "إسرائيل" ماضية في سياساتها العدوانية دون رادع.
حتى الدعوات لتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وفرض عقوبات عليها، رأى محللون أنها "مزايدات سياسية" لا أكثر، خاصة أن كثيرًا من الدول الحاضرة ترتبط بعلاقات تجارية وعسكرية مع الاحتلال.
ويعلق خبير العلاقات العربية ـ العربية قائلًا: "القمة انتهت كما بدأت: عبارات تضامن، شكر للمضيف، وإدانات محفوظة. أما الفعل، فلا وجود له، لذلك فإن الحديث عن محاسبة إسرائيل لا يتجاوز كونه حبرًا على ورق".
بهذا، يظل المشهد كما هو منذ عقود: قمم عربية وإسلامية تتوالى، والبيانات الختامية تتكرر، فيما الاحتلال يواصل جرائمه بلا مساءلة، والشعوب تتساءل: إلى متى؟