مطعم بمصر الجديدة تحوّل إلى كتلة لهب…ماذا وراء انتشار الحرائق بكافة المحافظات بزمن السيسى؟

- ‎فيتقارير

 

الحرائق تشتعل في كل مكان في مصر المحروسة في زمن الانقلاب، ولا يكاد يمر يوم دون أن تندلع حرائق هنا أو هناك، يكون ضحاياها العشرات من البشر، بجانب الخسائر المادية الجسيمة .

كان قد شبَّ حريق أمس ببرج تقوية إرسال خاص بشركة اتصالات شهيرة بمنطقة القاهرة الجديدة، دون وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح.

فيما شهدت منطقة ميدان سفير بحي النزهة بمصر الجديدة ليلة من الرعب مساء  السبت إثر انفجار عنيف داخل مطعم شهير، أدى إلى اندلاع حريق هائل تسبب في سقوط ضحايا وخسائر مادية جسيمة.

الحادث وقع في مطعم شهير بالطابق الأرضي بالعقار رقم 78، شارع عثمان بن عفان، بسبب انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل المطعم، مما أدى إلى وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين، وامتدت النيران إلى شرفات الطوابق من الأول إلى الثالث، وتفحمت محتويات محل أحذية مجاور.

 

نهج استباقي

 

تعليقا على هذه الحرائق قال الأكاديمي المتخصص في إدارة المخاطر والأمن الصناعي الدكتور محمود فهمي: إن "التحدي الأكبر الذي يواجه الأمن الصناعي لدينا يكمن في تطبيق المفاهيم الشاملة التي تتجاوز الجانب الأمني التقليدي، مطالبا بضرورة أن تتكامل استراتيجيات الأمن الصناعي مع استراتيجيات الأعمال الأساسية للمؤسسات".

وشدد فهمي في تصريحات صحفية على أهمية تبني نهج استباقي في إدارة المخاطر من خلال تحديد وتقييم المخاطر المحتملة قبل وقوعها ووضع خطط للتعامل معها، مشيرا إلى أن التعاون بين القطاع الصناعي والمؤسسات التعليمية والبحثية ضروري لتطوير الكفاءات في مجال الأمن الصناعي، وتطبيق أحدث التقنيات والممارسات العالمية .

وأعرب عن اعتقاده بأن التركيز على بناء القدرات وتطوير الكوادر المتخصصة، هو مفتاح تحقيق أمن صناعي مستدام وفعّال، معترفا بأن الأمن الصناعي في بلادنا يواجه بعض التحديات، مثل محدودية الموارد في بعض المنشآت الصغيرة والمتوسطة،  والحاجة إلى تحديث البنية التحتية الأمنية في بعض المصانع القديمة، وضرورة رفع مستوى الوعي بأهمية الأمن الصناعي على جميع المستويات.

وطالب فهمي بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجالات المراقبة والإنذار والاستجابة للطوارئ، وتطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتبادل الخبرات وتشجيع الاستثمار في التدريب والتأهيل المتخصص في مجالات الأمن الصناعي المختلفة.

 

معايير السلامة

 

وقال خبير السلامة والصحة المهنية المهندس أحمد سليم: إن "هذه الحرائق ترجع إلى عدم  توافر عوامل السلامة المهنية تلك التي تهدف إلى توفير بيئة عمل صحية وآمنة من خلال تطبيق معايير السلامة، وتوفير معدات الوقاية الشخصية، والتدريب على إجراءات السلامة، وتقييم المخاطر المهنية والحد منها".

وأضاف سليم في تصريحات صحفية، مكافحة الحريق تتطلب تركيب أنظمة إنذار وإطفاء، وتدريب العاملين على إجراءات الإخلاء ومكافحة الحرائق الأولية، وإجراء الصيانة الدورية لمعدات السلامة من الحرائق.

وأوضح أن الأمن المادي يركز على حماية المنشأة من السرقة والتخريب والاقتحام من خلال تطبيق إجراءات التحكم في الدخول، واستخدام أنظمة المراقبة بالكاميرات وتعيين أفراد أمن مؤهلين.

وطالب سليم بوضع خطط للتعامل مع الحالات الطارئة مثل الحوادث الكبرى والكوارث الطبيعية، وتدريب العاملين على هذه الخطط، وإجراء تدريبات دورية لضمان الاستعداد الفعال، لافتا إلى أن  الأمن البيئي يهدف إلى تقليل الآثار السلبية للعمليات الصناعية على البيئة من خلال تطبيق إجراءات للتعامل الآمن مع المواد الخطرة، وإدارة النفايات بشكل صحيح، ومنع التلوث.

وشدد على ضرورة تطوير الأمن الصناعي لدى الشركات والجهات الحكومية ، خاصة في تطبيق المعايير الدولية وتحديث التشريعات القائمة لتواكب التحديات الجديدة مثل الأمن السيبراني في القطاع الصناعي، وتعزيز ثقافة السلامة بين العاملين من خلال التدريب المستمر والمشاركة الفعالة في تطبيق إجراءات الأمن.