خطوات قليلة وينتهي مارثون الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتواجه الجمهوري دونالد ترامب مع الديمقراطية كامالا هاريس في سباق يتميز بتقلبات وتحولات غير مسبوقة، ما يضع مستقبل السياسة الأمريكية على المحك.
وغدا الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024، سيصوّت ملايين الأمريكيين لاختيار رئيس جديد، إلى جانب انتخابات تشريعية لملء مقاعد في مجلس النواب الأمريكي وأخرى في مجلس الشيوخ.
ومن المتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات على توجهات السياسة الأمريكية في مجالات رئيسية، مثل الاقتصاد والسياسة الخارجية وحقوق الإنسان.
مشهد هوليودي أمريكي بامتياز
ورغم أن الخلاف بين المتنافسين هو على شخصهم، وليس سياساتهم لتكون الانتخابات القادمة هي مشهد هوليودي أمريكي بامتياز، فالديمقراطيون والجمهوريون يتفقون على حد سواء في دعم إسرائيل، فترامب لن يتردد في تقديم دعم أكبر وأوسع لبنيامين نتنياهو، وحول هذه النقطة سيكون التصويت الديني المتطرف لصالح دونالد ترامب بدون أدنى شك، وكذلك هاريس، فإن حزبها هو الداعم الأكبر لإسرائيل في الإبادة التي تشنها على غزة.
بالنسبة للملف الأوكراني فإن الكونغرس هو صاحب الكلمة الأخيرة، وهو من يصوت على الميزانية ما زال قادرًا على إيجاد أغلبية لصالح دعم أوكرانيا، أما ما يتعلق بالعلاقة مع الصين، أن العدو الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة ليس روسيا، بل الصين وهو ما يتفق عليه المرشحان.
وعن العواقب التي قد تتحملها أوروبا نتيجة فوز ترامب أو هاريس، يرى الوزير الفرنسي الأسبق بيار لولوش أن أوروبا تعيش حالة من الشك والترقب في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا إن الفرق في السياسة الخارجية لن يكون كبيرا، هناك ميل إلى تقديم ترامب باعتباره الشيطان، وكامالا هاريس باعتبارها استمرارا للسياسة الأميركية الخيرة تجاه القارة القديمة، لكن بالنظر إلى التفاصيل، فإن إدارة بايدن لم تكن سخية بشكل خاص أو مهتمة بالأوروبيين.
الفارق بين المرشحين بسيط
وقبل أيام قليلة من الموعد المصيري في 5 نوفمبر 2024، بات من المستحيل التنبؤ بنتيجة الانتخابات الرئاسية، وهناك أمر واحد مؤكد، يبدو أن الديمقراطية الأميركية في حالة سيئة للغاية.
وأوضح متابعون أن الفوز يعتمد على بضع عشرات الآلاف من الأصوات الموزعة في الولايات المحورية التي لم تختر معسكرها مثل بنسلفانيا؛ وأريزونا، وجورجيا، وميشيغان، وويسكونسن، وقد يؤدي إلى اندلاع احتجاجات عنيفة خاصة من قِبَل أنصار ترامب إذا هُزم بفارق ضئيل.
وفي السنوات الأخيرة، كان لولاية بنسلفانيا، بأصواتها الـ19 في المجمع الانتخابي، تأثير بالغ في تحديد الفائز في الانتخابات، بينما شهدت ولايات أخرى، مثل فلوريدا وأوهايو، توجهًا أكثر ثباتاً نحو الجمهوريين.
الصراع حول حل المشاكل الداخلية
وكما اتفق الجميع على أن السياسات الخارجية لن تتغير، فالمتنافسان لهما نفس التوجه، يسيطر الصراع على حل بعض المشاكل الداخلية، والصراع على قضايا التي تشغل اهتمام الناخبين كالاقتصاد الأمريكي، الذي يواجه تحديات التضخم وتباطؤ النمو.
كما تحتل قضايا مثل تغير المناخ، والرعاية الصحية، والهجرة، وحقوق الإجهاض مكانة بارزة في النقاشات الانتخابية، حيث يسعى كل من المرشحين لتقديم رؤيته حول هذه القضايا الشائكة التي تهم مختلف فئات الشعب الأمريكي.
استطلاع الرأي
ووفقا لاستطلاعات الرأي، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات السبع المتأرجحة، يخوض ترامب سباقًا قريبا للغاية مع هاريس ، وفقا لصحيفة “يو اس ايه توداي” الأمريكية.
وتعمل كلتا الحملتين بجد لكسب أصوات الناخبين غير الحاسمين والمستقلين في الولايات التي قد تتأرجح في أي اتجاه يوم الثلاثاء، وهي ولايات حزام الصدأ في ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن ورباعي حزام الشمس في أريزونا وجورجيا ونيفادا ونورث كارولينا.
وصوت أكثر من 70 مليون شخص بالفعل من خلال التصويت المبكر الشخصي والتصويت بالبريد، وفقًا لمختبر الانتخابات بجامعة فلوريدا يوم الجمعة.
ووفقا لاستطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة “ذا هيل”، ومكتب القرار ، يتفوق ترامب على هاريس في ولاية نورث كارولينا، بنسبة 49.1 % مقابل 47.7 %.
كما أظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة إيمرسون كوليدج بولنج، للناخبين المحتملين في ولاية آيوا الأمريكية، أن 53% يؤيدون الرئيس السابق دونالد ترامب و43% يؤيدون نائبة الرئيس كامالا هاريس للرئاسة في عام 2024.
وأن هناك ثلاثة في المائة غير حاسمين موقفهم، بينما 1% يخططون للتصويت لحزب ثالث،مع الأخذ في الاعتبار دعم الناخبين غير الحاسمين، يرتفع الدعم الإجمالي لترامب إلى 54% وهاريس إلى 45%.
وقال سبنسر كيمبال، المدير التنفيذي لمؤسسة إيمرسون كوليدج بولنج: “يدعم كل من الناخبين من الإناث والذكور في ولاية آيوا ترامب، النساء بهامش خمس نقاط، 51% مقابل 46%، والرجال بهامش كبير يبلغ 17 نقطة، 56% مقابل 39%، كما يتقدم ترامب بين المستقلين، 53% مقابل 36%”.