أثارت مقاطع فيديو تظهر مسؤولا مصريا يشرف على أعمال الترميم في هرم منقرع بالقرب من أبو الهول في الجيزة غضب دعاة الحفاظ على البيئة ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما أفاد موقع “ميدل إيست آي”.
وفي أحد مقاطع الفيديو، الذي نشر على فيسبوك يوم الجمعة، أشاد مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، بمشروع القرن، حيث وضع العمال كتلا من الجرانيت على قاعدة الهرم.
هرم منقرع ، الذي بني في القرن 26 قبل الميلاد، هو أصغر الأهرامات الرئيسية الثلاثة في مقبرة أهرامات الجيزة غرب القاهرة.
وأوضح وزيري، وهو رئيس بعثة مصرية يابانية مكلفة بالمشروع، أن المشروع يهدف إلى إعادة بناء طبقة الجرانيت التي غطت الهرم عندما تم بناؤه في الأصل قبل آلاف السنين، وقال: إنه “من المقرر أن يستمر العمل لمدة ثلاث سنوات، وسيكون هدية مصر للعالم في القرن ال21”.
ومع ذلك ، أثار الإعلان رد فعل عنيف من علماء الآثار، الذين حذروا من أن المشروع قد يكون مخالفا لمعايير الحفظ الدولية.
وقال إبراهيم بدر، الأستاذ المشارك في ترميم الآثار والحفاظ عليها في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في القاهرة: إنها “كارثة محزنة، إنهم بحاجة إلى قراءة الاتفاقيات الدولية للترميم، وتلك التي تتعامل مع الآثار المصرية على وجه الخصوص.”.
وانتقد بدر سلطات الانقلاب لموافقتها على المشروع دون التشاور مع الخبراء.
وكتب: “لقد أصبح مقدار العبث بآثار مصر وتراثها يفوق الخيال”.
وتساءل “كيف يمكن إعادة تغطية الهرم بقرار أحادي دون أخذ رأي المتخصصين في علوم الترميم والآثار؟”، مضيفا “هذا جهل مطلق، يظهر كما لو أن بلدنا يدمر تاريخه وتراثه بعقول حمقاء لا تعرف أساسيات العمل الأثري وحدوده”.
وفي الوقت نفسه، قالت سليمة إكرام، أستاذة علم المصريات في الجامعة الأمريكية في القاهرة، إنه على الرغم من أن الترميم يبدو فكرة جيدة للغاية، إلا أن الأفكار حول الترميم والحفظ تتغير كثيرا، وما كان يعتقد أنه عظيم عندما تم القيام به غالبا ما يتم انتقاده بعد 10 سنوات.
وأضافت في منشور على Facebook، “إنه خط رفيع للمشي”.
ودعت عالمة مصريات أخرى تدعى مونيكا حنا أساتذة الجامعات في مجال الآثار والترميم إلى التعبئة ضد هذا المشروع فورا.
وقالت: “متى سينتهي العبث بالآثار المصرية؟ وترفض جميع الاتفاقيات الدولية في مجال الاستعادة هذا التدخل بجميع أشكاله”.
رد عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المصريين على المشروع بسخرية، حيث نشر أحدهم صورة لبرج بيزا مع تعليق: “مشروع إيطاليا لتقويم برج بيزا المائل”، وأوصى آخر بأن يكون وزيري مسؤولا عن مثل هذا المشروع.
وردا على وابل الانتقادات، ظهر وزيري في العديد من البرامج الحوارية خلال عطلة نهاية الأسبوع للدفاع عن الفكرة، وأصر على أن المشروع سيستخدم فقط الأحجار الموجودة المنتشرة حول الهرم أو تحت الأرض.
في مقابلة هاتفية مع الحكاية على قناة MBC المملوكة للسعودية، أخبر مقدم البرنامج عمرو أديب أن المشروع سيستخدم الحجارة الأصلية التي غطت ذات مرة حوالي نصف هرم منقرع وسقطت خلال زلزال قبل أقل من ألف عام.
وأضاف أنه في السنة الأولى من المشروع ، سيقوم الفريق الياباني بإجراء مسح لتحديد المكان المناسب للأحجار.
مشروع ترميم الهرم ليس الأول الذي يثير انتقادات في مصر، تم التنديد بحكومة عبد الفتاح السيسي لإشرافها على أعمال الترميم التي أثرت على المواقع التاريخية الأخرى ، بما في ذلك مدينة الموتى المدرجة في قائمة اليونسكو ومحمية سانت كاترين الطبيعية ، وكذلك المساجد مثل مسجد الحسين ومؤخرا مسجد المرسي أبو العباس.
رابط التقرير: هنا