جلس السيسي واضعا كفيه بين قدميه مخاطبا “أنتوني بلينكن” وزير الخارجية الأمريكي في القاهرة: “ما حدث منذ 9 أيام هجوم حماس، كان كثيرا وصعبا، مفيش كلام، ونحن نُدينه، مفيش كلام” وهكذا أصبح السيسي أول حاكم عربي – مجازا-  يدين الفلسطينيين وعملية طوفان الأقصى بشكل واضح وصريح.
ويتفاخر وزير الخارجية الأمريكى بلينكن بأنه قدم إلى إسرائيل كيهودي وليس كوزير للخارجية، وأنه عندما يعتدى على بلده، فليس هناك خيار سوى الوقوف بجانبها، وأن اعتداء حماس ذكره بطرد جده على يد النازيين، ولم يقل لنا ماذنب الفلسطينيين؟ ولماذا لم يأخذ حق جده من النازيين؟ ولماذا لم يعوض.
ومع كل هذه الوقاحة والصلف والانحياز يقابله الحكام العرب المحكومون، ويجلسون أمامه مربعين، ولايجرؤ أحدهم أن يقول له كفُّوا أيديكم أو أغربوا عن وجوهنا، لو قالها أحدهم لطار من على كرسيه إلى المرحاض.
بالمقابل وبلغة سياسة مهذبة، أكد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، السبت، أنه لا هجرة لأبناء فلسطين من غزة إلى مصر، مشيدا بموقف مطر الرافض للهجرة والتوطين والنزوح إليها، مضيفا، مصر هي الحاضنة وترحب دائما بالفلسطينيين، ونؤكد لكي يا مصر أننا باقون على أرضنا وهو نفس موقفكم، قراركم برفض التوطين هو قرارنا.
وأوضح هنية، أن الجانب الإسرائيلي تلقى هزيمة استراتيجية أحدثت زلزالا مدويا، مشيرا إلى أن المقاومة وضعت عبر عملية طوفان الأقصى البداية الحقيقية لزوال الاحتلال عن أرض فلسطين والقدس.
وتابع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أنه :«نقول لمصر إن قرارنا هو البقاء في غزة، ونحن هنا باقون في وطننا ما بقي الزعتر والزيتون».
ومع تصاعد عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تردد اسم معبر رفح الحدودي مع مصر كمرر إنساني وحيد للمدنيين، في حين يتحدث سياسيون وإعلاميون مصريون حول توجس مصري من محاولة تصفية القضية الفلسطينية عبر نقل سكان قطاع غزة إلى سيناء.
ووصف دبلوماسيون ومحللون سياسيون موقف الانقلاب في مصر مما يجري في قطاع غزة بأنه حساس ومعقد ومرتبط بضوابط وحسابات الأمن القومي والعربي.
وترأس الجنرال السيسي اجتماعا لمجلس الأمن القومي بشأن التصعيد العسكري في غزة، وأن المجلس شدد على رفض واستهجان سياسة التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وأن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته.
كما أكد البيان الذي نشره المتحدث الرسمي باسم الانقلاب أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، وأن مصر تواصل الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين، كما تكثف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة، ووجهت القاهرة دعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.
وفي تصريحات سابقة، قال الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، رئيس حركة ثوار ضد الصهيونية إن : “العلاقات المصرية الإسرائيلية مستمرة وبقوة فى عهد عبد الفتاح السيسي بدرجة تفوق عهد الرؤساء السابقين، والدليل على ذلك العلاقات الوطيدة في سيناء بين البلدين واضحة أمام الجميع كتضييق الخناق على الفلسطنين من أجل إسرائيل وغلق معبر رفح وترك الشريط الحدودي في سيناء من القوات العسكرية، وهو مطلب إسرائيلي منذ عهد مبارك وتحقق فى العهد الحالي”.
وأضاف سيف الدولة، في مقابل ذلك شن اللوبي الصهيوني حملة للضغط على الإدارة الأمريكية لاستمرار تدفق المعونة الأمريكية لمصر، كون النظام الحالي حليفا قويا له، ينفذ طلباته كافة، بشهادة رئيس أركان الجيش الأمريكي مارتن ديمبسي، الذي أكد خلال أكثر من مناسبة جهود اللوبي في الولايات المتحدة لإقناع الإدارة ببقاء المعونة لضمان أمن إسرائيل.
وأوضح سيف الدولة، أن العلاقات المصرية الاسرائيلية تعد مخالفة في حق الشعب المصري كـالخيانة، ونجح الغرب في تحويل المقاومة الفلسطنية التي تدافع عن أراضيها المغتصبة إلى فصائل إرهابية نتيجة التلاعب في العقول من الغرب وإظهار المقاومة الفلسطينة عدوا للمواطن المصري.
وأشار سيف الدولة، إلى أن الهجوم على الشعب الفلسطيني لم يقتصر على تطبيع الحكومة مع العدو فقط، وإنما تشعب ليشمل أجهزة الإعلام لنجد أن البعض لمجرد رفض الفصائل لبعض بنود المبادرة المصرية وقت الهجوم على قطاع غزة وقصفها، إلى مباركة الهجوم والدعاء بالقضاء على القطاع، وكأن الفلسطينيين أصبحوا الأعداء وهو أمر مثير للاشمئزاز على حد قوله.
وأكمل سيف الدولة، أن القضايا التي رفعها البعض لإصدار أحكام قضائية مصرية، باعتبار فصائل المقاومة فلسطينية كحماس والقدس منظمات إرهابية، وتناسي هؤلاء أن تلك الفصائل رأس المقاومة العربية، وهي التي تحافظ على كرامة العرب وتجعلهم يرفعون رأسهم في وجه المحتل.
