حشد حزب العدالة والتنمية التركي أكثر من مليون و700 ألف شخص تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أسبوع واحد من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو الجاري، حيث ينافس أردوغان 3 مرشحين على رأسهم مرشح الطاولة السداسية المعارضة، كمال كليجدار أوغلو، وتأتي قوة التجمع البشري كون إسطنبول تمثل 18% من أصوات الأتراك في الانتخابات المقبلة.
ففي حشد هائل اعتادته إسطنبول لمؤتمرات العدالة والتنمية التركي، سجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حشودا هائلة من أنصاره في تجمع وصف بالتاريخي، الأحد 7 مايو 2023، متابعته لهجوم متزامن مع الانتخابات من عدد من الدوريات الغربية على شخصه وحزبه ومشروعاته منذ مؤتمر قوي عقده بأزمير بحشود هائلة لم تعتدها الولاية التي لم ترجح أصواتها من قبل حزب العدالة والتنمية وممثليه.
https://twitter.com/i/status/1655229220497268742
الدوريات الغربية
وخص أردوغان حديثه عن هجوم غربي عبر وسائل الإعلام (موقع وصحف وفضائيات) وقال: "المجلات الغربية التي هاجمته بالأمس تشاهد هذا التجمع اليوم، وإن الشعب سيلقنهم الجواب المناسب في صناديق الاقتراع بعد أسبوع".
وأضاف الرئيس التركي، "المجلات الأوروبية تشاهد الآن هذا التجمع، تتساءل، ما الذي يحدث في مطار أتاتورك يا ترى؟"، "أنتم ستلقنونهم الجواب المناسب".
وأردف "اصدحوا بأصواتكم تسقط وجوه أولئك الذين يستهدفون هذا البلد المبارك بحساباتهم المظلمة، فهل نحافظ على مكتسبات هذا البلد وهذه المدينة في يوم 14 مايو ؟".
وذكّر أردوغان بأنه ليلة 15 يوليو 2016 خلال محاولة الانقلاب الفاشلة كان في مطار أتاتورك برفقة شعبه، بينما كان زعيم المعارضة كليجدار أوغلو مختبئا في منزل بمنطقة باكركوي، وسمحت له دبابات الانقلابيين بالمرور".
وأكد أردوغان أن الشعب سيعطي جوابه الحقيقي يوم 14 مايو، مشيرا إلى أن إسطنبول إذا قالت نعم؛ فهذا يعني أن الأمر انتهى".
سعار غربي
كانت مجلات غربية على رأسها "إيكونوميست" البريطانية، و"دير شبيغل" الألمانية، هاجمت الرئيس التركي ووصفته بـ"الديكتاتور" في تعليقهما على الانتخابات التي توصف بالمصيرية بعد أسبوع.
وقال مراقبون: إن "السعار الغربي يعكس حالة وحجم الوجع في عواصم الغرب المختلفة، ضد الرئيس التركي أردوغان، الذي نقل بلاده في أقل من عقدين من الزمن من قاع التخلف والفقر والأزمات والانقلابات، إلى مستوى آخر تماما، تحضر فيه كل ما ينتجه الحكم الرشيد والديمقراطية الحقيقية والنهضة الشاملة".
وغابت المهنية عن كبريات المؤسسات الإعلامية الغربية باستخدام أدوات الدعاية الرخيصة ضد رئيس دولة مسلم في الشرق الأوسط، ذنبه أنه صنع لشعبه شيئا، وأجاد قول "لا" لمن اعتادوا أن يقول لهم كل العالم "نعم".
وعنونت فرانس 24 و"ذي إندبندنت" وصحف أمريكية "لن نسمح لرجب طيب أردوغان بالفوز مجددا"، وصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مؤتمر صحفي بأنه "يدعم قوى المعارضة للإطاحة بأردوغان"، وسعت ألمانيا إلى عرقلة الانتخابات الرئاسية الخاصة بالجالية التركية بعد استطلاع للرأي أفرز حظوظ أردوغان على منافسيه.
هجوم متجدد
وفي 5 مايو الجاري، قال أردوغان: إن "بلاده لن تسمح بتوجيه سياستها الداخلية عبر أغلفة مجلات عالمية، وذلك تعليقا على ما كتبته مجلة "الإيكونوميست" البريطانية على صفحتها الأخيرة، وقالت إن الانتخابات التركية هي أهم استحقاق انتخابي في 2023، واصفة الرئيس أردوغان بـ"الديكتاتور"، كما طالبت برحيله".
تصريحات أردوغان جاءت في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال: إن "بلاده لن تسمح بتوجيه سياستها الداخلية وتهديد الإرادة الوطنية بأغلفة المجلات التي هي جهاز تنفيذي للقوى العالمية".
الطوفان البشري والرد
وقالت " الأناضول ": إن "شوارع مدينة إسطنبول التركية شهدت الأحد، ازدحاما كثيفا واختناقات مرورية جراء كثافة أعداد المشاركين من المواطنين الأتراك في الفعالية الانتخابية "تجمع إسطنبول الكبير" الذي دعا له حزب العدالة والتنمية، والمقام في "حديقة الشعب" خامس أكبر حديقة في العالم بمطار أتاتورك".
ووصفت صحيفة "يني شفق " التركية التجمع الجماهيري بأنه "تاريخي" لا سيما بعدما عقد مرشح الطاولة السداسية المعارض، كمال كليجدار أوغلو، تجمعا بمنطقة "مال تبة" في إسطنبول، السبت، بحضور لا يمكن مقارنته مع الحشود التي لبت دعوة أردوغان، وفق الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أن التجمع الحاشد كان "طوفانا" من الناس تجمعوا للقاء الرئيس أردوغان، في حديقة الشعب بمطار أتاتورك، التي تبلغ مساحتها خمسة أضعاف مساحة المنطقة التي اجتمع فيها أنصار كليجدار أوغلو.
