بعد ضجة واسعة واعتراضات كبيرة صاحبت عرضه، قررت الأردن سحب فيلم "أميرة" من ترشيحات الأوسكار. وذلك عقب تفاعل آلاف النشطاء في أنحاء الوطن العربي عبر الكثير من الهاشتاجات أبرزها #اسحبوا_فيلم_أميرة للمطالبة بوقف عرض الفيلم الذي يتناول قضية "تهريب النُّطف" من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتعرض لانتقادات بسبب اتهامه بالإساءة للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وقضية تهريب النُّطف.
حماس ترد
في أول تعليق على الفيلم، قال رئيس دائرة الإنتاج الفني بحركة حـمـاس، محمد ثريا حول فيلم أميرة “فيلم أميرة يشوه صورة الشعب الفلسطيني، والنطف المهربة جزء من نضال الأسرى في سجون الاحتلال وندعو الدول المنتجة لمنع الفيلم من العرض".
وقف الفيلم
وفي أول رد فعل رسمي، أوقف الأردن عرض فيلم "أميرة" للمخرج المصري محمد دياب، استجابة لتنديد نشطاء عرب وفلسطينيين بالفيلم، واتهامه بأنه يسيء إلى الأسرى الفلسطينيين.
وجاء وقف عرض الفيلم استجابة لحملة إلكترونية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي طالبت الأردن بمنع الفيلم وتداوله، وسط تنديد فلسطيني به، رغم مشاركة الأردن في إنتاجه وتصويره على أراضيها وترشيحها له لتمثيلها في الأوسكار إلى جانب بطولة عدد من الممثلين الأردنيين له وفي مقدمتهم صبا مبارك وتارا عبود.
وأعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اللواء قدري أبوبكر، أن الأردن قرر سحب فيلم أميرة المسيء للأسرى ومنعه من التداول.
غضب بالسوشيال ميديا
وأطلق نشطاء فلسطينيون ومؤسسات حملة للمطالبة بسحب الفيلم، وهاشتاج #اسحبوا_ فيلم_أميرة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
من جانبها أكدت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن الاستمرار في التعاطي مع فيلم أميرة والترويج له خيانة لنضال شعبنا الفلسطيني، وفقا لبيان صحفي مشترك.
وتابعت المؤسسات، وهي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، أن فيلم أميرة وهو إنتاج مصري أردني فلسطيني مشترك، يتناول قضية "النطف المحررة" من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بطريقة تتساوى بشكل مباشر مع رواية الاحتلال، بتجني كامل على الحقيقة.
فيلم أميرة
والفيلم يتناول قصة مراهقة فلسطينية ولدت بعملية تلقيح مجهري بعد تهريب مني والدها نوار السجين في المعتقلات الإسرائيلية، تجبرها الظروف على أن تخوض رحلة لمعرفة الحقيقة وراء هويتها.
ويضم فريق عمل الفيلم عددا كبيرا من النجوم العرب، في مقدمتهم صبا مبارك وعلي سليمان، والممثلة الشابة تارا عبود التي يقدمها الفيلم لأول مرة سينمائيا في دور أميرة، وقيس ناشف ووليد زعيتر، وهو من مونتاج أحمد حافظ الذي سبق له التعاون مع دياب في فيلم اشتباك، ومن تأليف الثلاثي محمد وخالد وشيرين دياب وشارك محمد حفظي في إنتاجه.
أفلام ساندت القضية
وبرغم سوء الفيلم، فقد سبقه العديد من الأفلام، جاء عدد من الأفلام الفلسطينية إما بإنتاج أردني أو عربي تحكي معاناة شعب ومقاومته، نرصد منها مايلي:
– الزمن الباقي:
البداية من رحلة الأب مع المقاومة ضد عصابات الصهاينة في عام 1948، مرورا بكل لحظات المقاومة المسلحة والسلمية، حتى قدوم جيل الأبناء، هوية ترفض الطمس، ومعاينة عن قرب للحظة سرقة الأرض الأولى.
– باب الشمس
تم عرضه سينمائيا في عام 2004 على جزأين ، من إخراج المصري يسري نصر الله، عن رواية الأديب اللبناني إلياس خوري.
باب الشمس يصحب مشاهديه أيضا في رحلة ممتدة لقصة حب فلسطينية، يرويها مناضل فلسطيني على فراش الموت، ونرى بعيونه الحكاية من البداية، من الرحيل والتهجير والحرب، إلى العودة والمقاومة.
– الجنة الآن
للمخرج الفلسطيني هاني أسعد الفائز بالجولدن جلوي في فئة أفضل فيلم أجنبي في عام 2006، وهو صاحب الموقعة الشهيرة التي دفعت لجنة الأوسكار لتسميته مرشحا عن السلطة الفلسطينية، بعد أن أرادت اللجنة في البداية ذكره كمرشح إسرائيل كونها لم تكن تعترف – كحال العديد من الهيئات العالمية- بوجود دولة تسمى فلسطين.
فيلم هاني أسعد لم يضع فقط فلسطين على الخريطة- حرفيا- لكنه أيضا يقدم تحليلا متمهلا لدوافع منفذي العمليات الاستشهادية في فلسطين، حيث يجد بعض البشر أنفسهم بين خيار الموت بيده أو بيد المحتل.
-عيون الحرامية
مبني بشكل شبه مكتمل على أحداث حقيقية لشاب فلسطيني قام بعملية مقاومة منفردة قام من خلالها بقنص 11 جنديا إسرائيليا، الفيلم يرينا جانبا من حياة الشباب الفلسطيني الذي يختار المقاومة المسلحة ضد المسلحين من قوات الاحتلال، وكم الكُلفة التي يدفعها هؤلاء في سبيل اختيارهم هذا.
– إن شئت كما في السماء
الفيلم يروي حكاية فلسطيني مل من مضايقات الاحتلال، فحاول أن يجد له منزلا آخر حول العالم، ليكتشف بعد رحلة قصيرة أن العالم كله يعاني، العالم كله يذكره بوطنه المحتل.
– عمر
عمر هو الفيلم الفلسطيني الثاني الذي نرشحه من أعمال المخرج هاني أبو أسعد، وهو الفيلم الذي مثل ترشيح فلسطين للأوسكار في عام 2013، بعد فوزه بجائزة قسم “نظرة ما” من مهرجان كان السينمائي الدولي.
– اصطياد أشباح
الفيلم يبدأ بإعلان المخرج عن بحثه عن معتقلين فلسطينيين سابقين في أحد مراكز التحقيق الإسرائيلية، يتدفق المتطوعون، ليتم إعادة تمثيل ما عايشوه في مركز التحقيق من تعذيب وحبس انفرادي.
تجربة الفيلم الفريدة من نوعها تنقلنا لمعايشة تحبس الأنفاس لحياة الآلاف من الأبرياء في فلسطين، الذين يجبرون في كثير من الأحيان على الاعتراف بأشياء لم يروها ولم ينفذوها فقط حتى تنتهي عتمة السجن الذي دخلوه بلا سبب.
-الهدية
الفيلم يعاين المعاناة اليومية للفلسطينيين مع نقاط تفتيش ومعابر قوات الاحتلال الصهيوني، رحلة يومية لأب وابنته لشراء هدية وبعض احتياجات المنزل، تتحول لمهمة مستحيلة، قد تفقد حياتك أثناء تنفيذها.
