أديس أبابا تتهم السودان بتأجيج الصراع في إقليم تيجراي.. ما التداعيات على أزمة سد النهضة؟

- ‎فيأخبار

رفضت الخارجية السودانية اتهامات مسؤولين إثيوبيين بعدم الحياد في التوسط بشأن النزاع في إقليم تيجراي واعتبرت الخرطوم أن الإيحاء بأنها تلعب دورا في نزاع تيجراي وإدعاء احتلال السودان أراض إثيوبية مزاعم لا سند لها.

كما أعلنت الخارجية السودانية استدعاء سفيرها في إثيوبيا للتشاور بعد تصريحات لمسؤولين إثيوبيين بشأن النزاع في تيجراي. وأكدت أن اهتمام السودان بحل نزاع تيجراي جزء من التزامه بالسلام الإقليمي واستقرار الوضع في إثيوبيا.

من جانبها قالت أديس أبابا إن أكثر من 200 مدني قتلوا جراء قصف مدفعي نفذته جبهة تحرير تيجراي على إقليم عفر الواقع شمال شرقي البلاد.

وسبق أن أكدت وزيرة الخارجية السودانية أن نقص المعلومات عن تدفقات سد النهضة الإثيوبي تعد تهديدا وشيكا لمحطات الكهرباء بسدود بلادها معبرة عن ترحيبها بالمبادرة الجزائرية التي تتوافق مع إعلان المبادئ بين الدول الثلاث.

فهل تكون الاتهامات الإثيوبية للسودان بممارسة دور في نزاع إقليم تيجراي سببا في تعميق أزمة سد النهضة؟

 

مبادرة عاجلة

وقال الدكتور محمد أحمد ضوينا، المحلل السياسي السوداني، إن أديس أبابا تتعرض لضغط كبير جدا من تحقيق إقليم تيجراي أهداف كبيرة جدا وتوغلوا إلى العمق الإثيوبي وسيطرتهم على مدن كبيرة وهو ما أثر سلبا على الجانب النفيس والمعنوي للإثيوبيين وبدأت السلطات الإثيوبية محاولة معالجة هذا الفشل بإقحام السودان في أزمة التيجراي واتهامه بأنه يناصر قضيتهم.

وأضاف ضوينا في حواره مع تليفزيون وطن، أن السودان تقدم بمبادرة لمعالجة أزمة إقليم التيجراي والتوسط بين الطرفين لكن الجانب الإثيوبي رفض بحجة ا، السودان أقرب لأهالي التيجراي منهم إلى الجانب الإثيوبي بسبب موقف إثيوبيا المتعنت في أزمة سد النهضة وتعنت إديس أبابا في توفير البيانات والمعلومات المتعلقة بالسد وهو ما تسبب في حدوث أضرار بالسودان، مضيفا أن المزاعم الإثيوبية جعلت السودان يأخذ موقفا جادا تجاه تصريحات بعض المسؤوليين الإثيوبيين.

وأوضح أن أزمة التيجراي موجودة منذ فترة لكنها شهد تصعيدا خلال الفترة الماضية وحقق سكان الإقليم نجاحات غير مسبوقة ما جعل إثيوبيا تتخيل أن الجبهة تلقت دعما من أطراف خارجية، مضيفا أن السودان لا يمكنه الدخل في مثل هذه الأزمات فلديه من يكفيه من الصراعات الداخلية التي تكفيه التدخل في شؤون الآخرين، فهو طرف في الصراع الموجود في إقليم الأمهرا وإقليم الفشقة والمناطق الحدودية.

وأشار إلى أن الدول التي تتعرض لخسائر من حركات التمرد الداخلي تعلق فشلها على أطراف خارجية، مضيفا أن السودان حاول منذ بداية الأزمة قبل عامين التدخل للحل وعرض الوساطة بين الطرفين ورفضت أديس أبابا كما تقدم السودان بمبادرة إلى منظمة الإيجاد أحد مؤسسات الاتحاد الإفريقي ويترأسها السودان للتدخل في هذا الصراع لكن إثيوبيا دائما ترفض أي محاولات للوساطة ما جعل السودان يبتعد عن هذا المعترك.

 

موقف حرج

ولفت إلى أن الأزمة بين البلدين تذهب إلى موقف حرج بسبب التداعيات التي حدثت بعد الملء الثاني لسد النهضة وتضرر السودان من تدفقات المياه الكبيرة ما دفعه لفتح الممرات المائية في سدود الرصيرص ومروي وسط توقعات بحدوث فيضانات مدمرة بعد أن زعمت إثيوبيا أنها ستملأ 13.5 مليار متر مكعب ثم ملأت حوالي 4 مليارات متر مكعب وفتحت بوابات سد النهضة ما تسبب في تدفق كميات كبيرة من المياه غير متوقعة نحو السودان.

بدوره قال الدكتور عبدالتواب بركات، الباحث في شؤون الزراعة والري، إن إثيوبيا تردي حل أزمة التيجراي عسكريا وترفض كل محاولات الوساطة لهذا السبب، كما أنها لا تريد أن تعطي للسودان موطئ قدم في الأزمة باعتبار أن السودان على نزاع مع أديس أبابا في سد النهضة وفي إقليم الفشقة التي تعتبرها أديس أبابا أراض إثيوبيا على عكس الحقيقة.

وأضاف بركات أن الخلاف الجديد بين الحكومتين له تأثير غير مباشر على الأزمة الرئيسية بين البلدين وهي أزمة سد النهضة، وهو ما يشير إلى أن أزمة سد النهضة ستظل تراوح مكانها وتستمر إثيوبيا في فرض الأمر الواقع وسط رفض القاهرة والخرطوم اتخاذ خطوات عملية للحفاظ على حقوق الشعبين في مياه النيل .

وأوضح بركات أن التعنت الإثيوبي في أزمة سد النهضة كان يجب أن يقابله انسحاب السودان ومصر من اتفاقية المبادئ ومن المفاوضات أيضا، لإجبار إثيوبيا على الإنصات لصوت العقل، مضيفا أن موقف أديس أبابا من المبادرة الجزائرية يبعث رسالة للعالم بعدم تعنتها لكن أديس أبابا لن تقدم على توقيع اتفاق ملزم يعطي الحق لمصر والسودان في التدخل في إدارة سد النهضة بعد أن حصلت إثيوبيا على كل ما أرادت في اتفاق المبادئ في مارس 2015.