قال مصدر دبلوماسي لفضائية الجزيرة إن فريقا دوليا وثّق تسيير روسيا أكثر من 300 شحنة عسكرية لدعم حفتر فى ليبيا. وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن تقرير أممى تأكيد تقارير أمريكية بإرسال روسيا والإمارات مئات الشحنات الجوية من المرتزقة والأسلحة لحفتر.
ما دلالة خرق موسكو وأبو ظبي قرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا بهذا المستوى رغم كل التعهدات بتنفيذ قرار الحظر وكيف سيتعامل مجلس الأمن الدولي مع مثل هذه المعلومات وما مستقبل جهود التسوية فى ليبيا مع استمرار تدفق الدعم لحفتر.
وفق مصدر دبلوماسي تحدث للجزيرة فان فريق خبراء العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا وثق تعزيز روسيا دعمها اللوجيستى المباشر لمجموعة فاجنر فى ليبيا وذلك عبر إرسال ثلاث مائة وثمانية ثلاثين رحلة شحن عسكرية أقلعت من سوريا بين نوفمبر من العام الماضي ويوليو من العام الحالي.
المصدر الدبلوماسي أضاف أن التقرير السري الذي قدمه الخبراء إلى لجنة العقوبات أكد أن الدعم اللوجستى العسكري من روسيا لمجموعة فاجنر وربما لشركات عسكرية خاصة أخرى زاد بشكل كبير منذ بداية العام الجاري حتى منتصف هذا العام. وأوضح أنه ومنذ أن بدأت تركيا الانخراط فى ليبيا ديسمبر 2019وانخراط الإمارات كانت عمليات نقل الأسلحة إلى ليبيا من قبل هاتين الدولتين واسعة النطاق وتجاهلت العقوبات الدولية.
ما قاله المصدر الدبلوماسي للجزيرة جاء تأكيدا ما كانت قد نشرته صحيفة نيويورك تايمز التى نقلت عن تقرير أممى سرى أن تقديرات أمريكية أكدت انتهاك روسيا والإمارات حظر توريد السلاح إلى ليبيا عبر نقل نحو خمسة ألاف من المرتزقة وأسلحة لدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وأظهر التقرير أن روسيا سيرت ثلاثة مائة وثمانية وثلاثين رحلة جوية من قاعدة حميم الجوية فى روسيا إلى قوات حفتر بينما أرسلت الإمارات منذ بداية العام الجاري نحو مائة طائرة شحن دعم يبدو أنه انعكس على الأرض فى مواقف حفتر.
وقال أحمد الروياتى، المحلل السياسي الليبي، إن السياسة الروسية تقوم على الازدواجية فى التعامل مع القضايا الدولية والقضية الليبية لم تكن استثناء، فهى تحاول بشكل رسمي أن تعول على الخيار العسكري كضامن دائم فى وجودها ومحاولة زعزعة وجودها من القوى الدولية الأخرى وذلك ستعول علية كثيرا بحيث أنها ستستمر فى التحشيد العسكري إلى ما لا نهاية.
وأضاف أن هذا الرقم الذي قيل أنه يتجاوز 50 رحلة فى الشهر هذا يؤكد أن روسيا لازلت تنتهج نفس السياق وتحاول أن تناور سياسيا مع تركيا فى الاجتماع الأخير الذى عقده شاويش أوجلوا فى موسكو حول تقارب وجهات النظر وما زالت تسير فى النهج العسكري بزيادة التحشيد وأنها غير مضمونة على الطاولة الدولية والوصول إلى تسوية سياسية وليست لديها الإرادة الكافية للتسوية السياسية.
وأوضح أن روسيا غير موجودة بشكل رسمي ولازالت تتمسك بهذا التصريح وأنها تدعم الخيار العسكري ولن على الأرض هناك أفعال أخرى ولاشك أنها مسنودة من الإمارات ماليا فى هذا المجال ولاشك أن روسيا لها طموح كبير بعدم الابتعاد عن ليبيا فى القريب العاجل كما تريد الولايات المتحدة.
من جانبه، قال الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام إن هناك فريقا دوليا بتفويض من مجلس الأمن يراقب الوضع في ليبيا ويقدم تقارير دورية بكل حيادية ومصداقية، موضحا أن تاريخ الرحلات والوثائق والصور المرفقة بالتقارير لا يمكن دحضه.
وأضاف صيام أن هناك دولا لا تأخذ القانون الدولي بجدية من خلال عدم التزامها بوقف تسليح قوات حفتر وإصرارها على ممارسة أنشطتها غير الشرعية، مشددا على أن الإمارات هي التي تمول تلك الأسلحة، وهي التي أقنعت روسيا بالتدخل في ليبيا.
