“منديل ورقي”.. الولايات المتحدة تتجاهل طلب بن زايد الحصول على F35

- ‎فيعربي ودولي

نشرت صحيفة يني فق التركية مقالا للدكتور Abdullah Muradoğlu أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة مرمرة، سلطت خلاله الضوء على قرار الولايات المتحدة برفض طلب الإمارات الحصول على صفقة طائرات من طراز F35 على الرغم من تنفيذها طلبات واشنطن بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

وحسب المقال الذي ترجمته "الحرية والعدالة"، أعلنت الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل أنهما توصلتا إلى توافق في الآراء لتطبيع العلاقات، تحت أنظار الولايات المتحدة بالطبع. حسناً، الآن يتم رفع الحجاب عن التعاملات السرية لهذه الصفقة، التي وصفها الفلسطينيون بأنها "معاهدة الخيانة".

ومنذ فترة طويلة تمارس دولة الإمارات العربية المتحدة ضغوطاً لشراء تكنولوجيا عسكرية من الجيل الجديد، بما في ذلك الطائرات المقاتلة من طراز F-35، من الولايات المتحدة، وكانت إدارة ترامب من جانبها مستعدة لتحقيق ذلك. ومع ذلك، عندما يكون الشرق الأوسط وإسرائيل في السؤال، فهي لعبة كرة مختلفة تماماً، لأن الإدارات الأمريكية ملتزمة بالحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، ولا فرق سواء كانوا حلفاء للولايات المتحدة أو ما إذا كانوا قد وقعوا على اتفاق سري أو علني مع إسرائيل، فهذا الالتزام دائم.

إن إحدى المهام الأساسية لـ "اللوبي الإسرائيلي" في الولايات المتحدة هي منع أي صفقات أسلحة يمكن أن تقوض التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

كما أعاقت إسرائيل والكونغرس الأمريكي محاولات إدارة ترامب لنقل تكنولوجيا البنية التحتية التي من شأنها أن تساعد على تطوير القدرة النووية للمملكة العربية السعودية، ولم يحرز ترامب أي تقدم في ما يسمى بخطة السلام في الشرق الأوسط التي وصفها بأنها صفقة القرن. ومن أجل إنجاح هذه الخطة، يحتاج إلى دعم عربي. غير أن الأنظمة العربية تتبع سياسة مشتركة تقول " أننا لن نطبع العلاقات مع إسرائيل حتى يتم إقامة دولة فلسطينية مستقلة "، وقد أدى الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي إلى تدمير هذه الشراكة، وبعبارة أخرى "التضامن العربي".

أعلنت إدارة ترامب أن العديد من الدول تتطلع بشغف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ونظم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رحلة إلى المنطقة لتحقيق هذه الغاية، غير أن بومبيو عاد خالي الوفاض إلى واشنطن في نهاية زياراته، التي شملت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان والسودان. وبعبارة أخرى، انتهت رحلة بومبيو إلى الشرق الأوسط بالفشل الذريع.

إن بيع إدارة ترامب من طراز F-35 إلى الإمارات العربية المتحدة في الهواء في الوقت الراهن، وقد وردت التقارير التي تفيد بأن بنيامين نتنياهو على علم بخطة بيع الأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة بدهشة كبيرة في إسرائيل.

ووفقاً للتقارير، أخفى نتنياهو حتى قضية "إف-35" عن شركاء الائتلاف، وزير الخارجية غابي أشكنازي ووزير الدفاع بيني غانتس، ويدافع نتنياهو، الذي رفض هذه التقارير باعتبارها كاذبة، عن أن الولايات المتحدة ملتزمة بالوفاء بوعدها بالحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

من جانبه، قال وزير الزراعة الإسرائيلي تزاشي هانغبي إن الولايات المتحدة تعارض بيع حتى صاعقة من طراز F-35 إلى "أي بلد" في المنطقة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة.

ومع رد فعل تل أبيب القوي، ألغت الإمارات القمة الثلاثية التي ستعقد مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وبتشجيع من الولايات المتحدة، وافقت الإمارات على تطبيع العلاقات مع تل أبيب، لكن عندما طلبت الحصول على الأسلحة لم تعيرها واشنطن أي اهتمام.

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، لم يتم إبلاغ الوحدة في وزارة الخارجية المسؤولة عن الإشراف على صادرات الأسلحة أبداً عن احتمال بيع "إف-35" إلى الإمارات العربية المتحدة. وعلاوة على ذلك، فإن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تدار من قبل دائرة متماسكة جداً في البيت الأبيض. وبالتالي فإن أحد الانتقادات التي تُلقى به ترامب دائماً هو أنه أبطل مفعول القنوات التي تتعامل مع الشؤون الدبلوماسية.

وعلاوة على ذلك، تخضع صادرات الأسلحة لموافقة الكونجرس الأمريكي. وقد تم التعبير عن أن الكونجرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لن يفعل أي شيء من شأنه أن يضر بالتفوق العسكري الإسرائيلي. وبعبارة أخرى، تحافظ واشنطن على سياسة "إسرائيل أولاً".

وعلى الرغم من كل هذه التطورات، نشر أمس تقرير يقول إن المقاطعة الاقتصادية التي قامت بها الإمارات لإسرائيل قد انتهت. ومضى يقول ان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان وقع مرسوما يسمح لابو ظبي بإجراء اتفاقات مالية وتجارية مع تل أبيب.

وثمة تطور آخر يتعلق بالاجتماع الذي كان من المقرر عقده بين ولي عهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في 31 أغسطس. ومع ضغوط ترامب وصهره جاريد كوشنر، وافق ولي العهد على عقد اجتماع مع نتنياهو. أراد بن سلمان، الذي شوهت سمعته مع القتل الهمجي للصحفي جمال خاشقجي، أن يبقى الاجتماع مدفوناً سراً حتى يحدث بالفعل.

ومع ذلك، ومع حصول وسائل الإعلام على موعد الاجتماع، ألغى ولي العهد رحلته. لو لم يتم الكشف عنها، لكان العالم قد شهد ولي عهد بن سلمان ونتنياهو يكسران الخبز معاً.

رابط التقرير:

https://www.yenisafak.com/en/columns/abdullahmuradoglu/the-us-has-left-the-uae-out-in-the-cold-2047574