تداول نشطاء وصحفيون هاشتاج "#الدم_والنفط" وهو الكتاب الذي فضح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورفاق درب العار معه، وهو الكتاب الذي احتل المرتبة الأولى عالميا، كالأفضل مبيعا على أمازون. وقال النشطاء إن في الكتاب ما يجعل كل مسلم يشعر بالعار؛ فكيف لهذا المريض أن يكون خادما للحرمين الشريفين.
ومن بين الفضائح التي كشفها "برادلي هوب"، الصحفي بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، مؤلف الكتاب أن "بن سلمان" نظم حفلا لمدة شهر كامل في2015 احتفالا بصعوده للسلطة، وتكلف الحفل نحو 50 مليون دولار. واستمر الحفل لشهر كامل، وأقيم على متن يخت ولي العهد السعودي بمشاركة 150عارضة أزياء و"مومس" من روسيا والبرازيل في منتجع بجزر المالديف.
وقال جودت قيسي إن الكتاب وضع المسمار الأخير في نعش محمد بن زايد ومحمد بن سلمان بما يحمله، واصفا الكتاب بالـ "مُقَزِزْ وَكافِر وَمَلعونْ ، يَتَحَدَثُ عَنْ شُيوخِ السُعودِيَّة والإماراتْ وانحِلالِهِم الأخلاقي".
وأشار نشطاء إلى أن الكتاب يصف كيفية صعود "ابن سلمان" للسلطة "ونمط حياته بما في ذلك أيام مليئة بالبغاء والجنس والكوكايين والترفيه مع مشاهير المومسات العالمية والأفلام الساقطة" وفقا للكتاب.
وقال "هوب": "لم يسبق للتاريخ أن شهد هذا الكمّ من الاعتقالات لرجال الأعمال والمليارديرات وحرمانهم من حريتهم بهذه السرعة، لكن هذا الحدث مثل تقديم MBS كما يعرف محمد بن سلمان على المسرح العالمي: رجل ذو طبيعة ماكرة، ميل نحو الاستعراض المبالغ به، رغبة في المخاطرة، والضرب بوحشية".
قصة اعتقال الوليد
وتطرق الكتاب إلى سلسلة اعتقالات 2017، التي تمت للأمراء ومنهم؛ الوليد بن طلال والذي تلقى اتصالا من الديوان الملكي في نوفمبر من ذلك العام، يطلبه على نحو عاجل للقاء الملك فذهب معتقدا أن الاعتقالات التي سمع عنها في المملكة تشمل أمراء صغار فقط.
وأضاف: "حينما وصل الوليد بن طلال إلى القصر خرج أحد المساعدين ليبلغه أن اللقاء مع الملك سيكون في فندق قريب يدعى ريتز كارليتون، ودعي لركوب سيارة غير سيارته وحينما طلب هاتفه وحقيبته أبلغ بأنها ستحمل إليه".
وتابع: "حينما دخل الوليد بن طلال الفندق شاهد رجال أمن من الديوان الملكي وانتابه شعور غريب بأن الفندق فارغ كما قال لأصدقائه فيما بعد. رجال الديوان الملكي أخذوه إلى المصعد وقالوا له إنهم ينتقلون إلى جناحه".
وأردف: "حالما شغل الوليد بن طلال تليفزيونه في الجناح الخاص به في الريتز شاهد أشرطة الأخبار العاجلة عن اعتقال عدد من رجال الأعمال والأمراء على خلفية اتهامات بالفساد. الريتز تحول إلى سجن مؤقت ولم يعد فندقا".
سجن الريتز
وأضاف الكتاب أن "الريتز كارلتون" تحول إلى سجن بدءا من ٣ نوفمبر ٢٠١٧ حينما بدأ المهندسون بتغيير الأقفال في ٩ طوابق لـ ٢٠٠ غرفة وجرى تحويل أجنحة كبيرة عدة إلى غرف تحقيق. وأنه حينما وصل رجال الاستخبارات إلى فندق الريتز تم نشر رجال الحرس على مخارج الفندق وطلب من فريق الفندق إخراج من تبقى من ضيوف وإلغاء جميع الحجوزات.
وقال الكاتب: "مع اقتراب الفجر بدأ وصول ضيوف ذوي منزلة خاصة الى الفندق وتم نقلهم الى غرفة المناسبات حيث ناموا جميعا على الارض وسمح لهم بالذهاب الى الحمام بمرافقة الحراس وبعضهم تمكن من تهريب هواتف والتقاط صور".
وكشف الكتاب أنه من بين المشمولين بالاعتقال كان الأمير متعب بن عبد الله الذي قاد ١٢٥ ألف رجل حول البلاد واحد ادواره منع وقوع انقلاب عسكري. عدد المعتقلين بدأ بـ ٥٠ وزاد خلال أسابيع بـ ٣٠٠ آخرين.
مبينا أن "خياط تولى تصميم أثواب للسجناء وسمح لهم باستخدام المسبح ولم يسمح لهم بالكلام مع بعضهم، موعد إجراء التحقيق كان غير ثابت، بعضهم تم إيقاظه الثانية فجرا ليقولوا له لقد حان وقت الحديث".
السعي نحو السلطة
وتطرق الكتاب أيضا إلى سعي الجميع في المملكة نحو السلطة حتى إنه "في نوفمبر ٢٠١٤ سأل محمد بن نايف أحد الأطباء الأمريكيين من أصدقائه كم من الزمن يمكن أن يعيشه المصاب بسرطان الرئة في المرحلة الرابعة، ليجيب الطبيب أن ذلك قد يستغرق ٣ أشهر. إلا أن أحدا أبلغ الملك عبد الله بذلك".
وكشف أنه "بعد اقل من ٨ اسابيع نقل الملك عبد الله بن عبدالعزيز (والد الأمير متعب) إلى مستشفى ميداني بعد تراجع صحته فيما تجمع أبناءه حوله يناقشون الخطوة التالية".
وأضاف الكتاب أن الملك عبد الله كان يفكر في تولي أحد أبنائه الحكم في المملكة لكنه وجد أن "متعب" مهتم بإسطبلاته أكثر من أي شيء آخر وسخر من وزن الأمير تركي الذي قال إنه يحرمه من قيادة طائرات F15.
كارثة بن سلمان
وعن عينة التعامل مع أبناء الملوك قال "الدم والنفط" إنه مع مجيء كل ملك كان أبناؤه يتحولون إلى أشخاص لا يمكن المساس بهم، ويتلقون رواتب كبيرة والميزات الأخرى وأدوار قوية في أفرع الحكومة إلا أبناء الملك عبد الله؛ لأنه شعر بأن آل سعود بدؤوا يخرجون عن السيطرة. موضحا أنه في المقابل اعتقد أبناء الملك عبد الله أنهم لم يحصلوا على ما يكفي من المال وأن انتقال السلطة إلى ملك جديد سيهدد سلطتهم وطموحاتهم وإذا كان الملك الخطأ فلن يصبحوا أغنياء أبدا.
وأشار الكتاب إلى أن الملك عبد الله حاول قبل وفاته تنظيم انتقال السلطة عبر مجلس البيعة لكن أبناءه وجدوا المجلس أداة للحد من سلطات ولي العهد الأمير سلمان. كانوا يعرفون أن سلمان يريد وضع ابنه "محمد" في خط وراثة الحكم وأنه سيكون كارثة على أبناء عبد الله.
وأوضح أن أبناء عبد الله كانوا يعرفون أن سلمان دائم المواجهة مع أشقائه ومساعديهم الكبار وأن نيل ابنه محمد القوة سيعني قطع المال والسلطة عنهم وفي أسوأ الأحوال سيسلب منهم حرياتهم ولكي يحدوا من قوة الأمير سلمان استخدموا خالد التويجري.
لهذا عزل التويجري
وكشف الكتاب أسباب الإطاحة بخالد التويجري، في شكل الانقلاب عليه، فقال الكتاب: "مع تراجع صحة الملك عبد الله نمت قوة التويجري حتى بات يوقّع القوانين باسم الملك، وكان أقوى أدواره هو التحكم بمن يلتقي الملك الذي لا يحب استخدام الهاتف بحيث إن سفير المملكة في واشنطن كان يأتي بالطائرة للحديث إلى الملك حتى لا يستخدم الهاتف.
وأضاف: "بعض الذين يعملون في الديوان الملكي كانوا يسمون خالد التويجري الملك خالد، هذه القوة من رجل ليس من العائلة المالكة أغضبت الأمير سلمان وابنه، كما أن "خالد" كان يدرك مصير قوة أبناء الملك عبد الله في حال عدم وضع حد لقوة سلمان". وتابع: "مع هذه القوة والسلطة بدأ خالد التويجري في توسيع قائمة ممتلكاته ويتصرف كأنه أمير وهذا ما أغضب الأمير سلمان أكثر".
وأردف: "محمد بن سلمان قال لأصدقائه إن التويجري صاحب وجهين "لقد وضع الفخاخ دائما في طريقي" في مسعى منه لإخراجه من الحكومة وأنه فشل في رشوته".
