يومًا بعد يوم تتصاعد جرائم مليشيات أمن الانقلاب ضد المصريين، وتتنوع ما بين الاعتقال والإخفاء القسري والتصفية الجسدية والإهمال الطبي المتعمّد وقتل المعتقلين بالبطيء، ومن بين تلك الجرائم تعرض المعتقلة بسجن القناطر “مريم سالم” من محافظة شمال سيناء، لجريمة الإهمال الطبي المتعمد، جراء معاناتها من التليف الكبدي وارتفاع نسبة واستسقاء البطن.
وفي الإسكندرية، جدَّدت نيابة الدخيلة والعامرية حبس 14 من معتقلي الهزلية رقم 1338 لسنة 2019، والمعرفة باسم “مظاهرات 20 سبتمبر” المطالبة برحيل عصابة العسكر، لمدة 15 يومًا، فيما صدر حكم قضائي بإلزام الداخلية بالإفصاح عن مكان المختفين قسريًّا.
والمعتقلون الذين صدر قرار بتجديد حبسهم، هم: أحمد سعد، وائل محمد السيد، كريم محمد السيد، حسام أحمد موسى، أحمد محمود رؤوف، أيمن غازي، خميس محمد فرج، محمد سعيد محمد، محمد عبد النبى، سعيد صاعقة.
من ناحية أخرى، كشف محامي المفوضية المصرية للحقوق والحريات عن صدور قرار من الدائرة الأولى حقوق وحريات بمحكمة القضاء الإداري، والمنعقدة بمحكمة مجلس الدولة، بوقف تنفيذ قرار وزير الداخلية في حكومة الانقلاب بعدم الإفصاح عن مكان أحمد شاكر عبد اللطيف، وذلك عقب إقامة محامي المفوضية دعوى نيابةً عن فاطمة عبد اللطيف، ضد وزير الداخلية في حكومة الانقلاب بصفته، للإفصاح عن مكان احتجاز زوجها السيد أحمد شاكر عبد اللطيف، وحملت الدعوى رقم ٤٢٧٣٣ لسنة ٧٣ ق شق مستعجل.
ومر على اختفاء أحمد شاكر سنة و9 شهور، منذ اعتقاله في 21 مارس 2018، من كمين على بعد 50 مترًا من مسكنه الكائن في زهراء مدينة نصر أثناء توجهه لعمله، ومنذ ذلك الحين تقدمت أسرته بالعديد من البلاغات والتلغرافات لمعرفة مكان احتجازه.
وقررت محكمة جنايات الانقلاب بالقاهرة، تجديد حبس المحامية “هدى عبد المنعم”، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقا، و”عائشة خيرت الشاطر”، والمحامي “محمد أبو هريرة”، 45 يوما على ذمة الهزلية رقم 1552 لسنة 2018.
واعتُقلت هدى عبد المنعم وعائشة الشاطر وأبو هريرة، يوم السبت 1 نوفمبر 2018، بعد اقتحام قوات أمن الانقلاب منازلهم وتحطيم محتوياتها، وتم اقتيادهم لجهة مجهولة، ضمن حملة أمنية مسعورة استهدفت عددًا من الحقوقيين والناشطين بمجال حقوق الإنسان.
من جانبها، انتقدت “أم الزهراء” عزة توفيق، زوجة المهندس خيرت الشاطر، استمرار سلطات الانقلاب في منع الزيارة عن نجلتها عائشة، متسائلة: هل أصبح رؤية عائشة وزوجي وأولادي وأزواج بناتي يهدد الأمن؟”.
وكتبت أم الزهراء- عبر صفحتها على فيسبوك- “كان نومى أمس تخاطيف مثل ما يُقال.. اليوم موعد جلسة تجديد عائشة.. من أذان الفجر أيقظتُ أولادها وأعددتُ للصغير ملابسه، وصلَّينا الفجر وانطلقنا لسجن القناطر لنصل قبل السابعة بدقائق.. أبواب السجن مغلقة لم تُفتح بعد.. انتظرنا في الطابور، لم ندخل إلا فى الثامنة والنصف، وصلنا للباب الداخلي لسجن النساء.. انتظرنا خروج ابنتي عائشة من البوابة حيث تستقل السيارة لتنقلها إلى معهد الأمناء لحضور الجلسة، بعد قليل أرسلوا لنا ٤ أشخاص وأصّروا على مغادرتنا للمكان، وترجّينا المسئولين أننا سنقف من بعيد فقط ننظر إليها من بعيد لنطمئن على صحتها، لن نقترب ولن نتكلم معها، فقط نراها من بعيد، اعتذروا رغم الوعود، قلت لهم جئنا قبل ذلك ولم نعمل مخالفة واحدة، قال أحدهم: فعلا أنتم محترمون ولكن تعليمات”.
وأضافت أم الزهراء: “طلبتُ أستأذن من أعطى الأوامر لعلّ إنسانيته تتحرك داخله، فرفض أنْ أتصلَ به، خرجنا ووقفنا إلى أذان الظهر، وأوشكتُ أبدأ فى صلاته، بعدما صدق من صدق وكذب علينا من كذب، وإذا بعربة الإسعاف وبداخلها عائشة وخلفها عربات أخرى تأمين وترحيلات، وبأقصى سرعة انطلقوا للمعهد، وانطلقنا نحن أيضًا، وتعمّدنا أن نسلك طرقًا غير طريقهم؛ حتى لا نوتر الأمور، ودخلت العربة بعد وصولنا بثوانٍ كالصاروخ، لم نرَ غير طيفها داخل عربة الإسعاف، وها نحن الآن في انتظارٍ فى الشارع أمام مكان خروجها على أمل جديد”.
وتساءلت “أم الزهراء”: “لماذا كل هذا؟ هل رؤية عائشة تهدد أمن أي أحد أو أي شيء؟ هل حرماننا من زوجي وأولادي وأزواج بناتي سيحرك الساكن أو يهدد الأمن”، مضيفة: “عقيدة داخلنا أن الله معنا، والله هو القوى وهو حسبنا ونعم الوكيل”.
