من “روليكس” إلى “تيسو”.. رشاوى بن سلمان لنواب السيسي رفضها الكتاتني سابقًا

- ‎فيتقارير

زكمت رائحة فساد علي عبد العال، رئيس برلمان العسكر ونوابه، الأنوف، بعد أن أصبحوا يتسابقون على عطايا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة، لنيل رضاهم مما ينعمون به عليهم من خزائنهم التي تمتلئ بأموال المسلمين، في ظل الفضائج المتوالية لنواب البرلمان عن الهدايا والساعات والأموال التي تم توزيعها على عبد العال ورفاقه، فضلا عن الفضيحة الأخيرة التي كشفت زيارة علي عبد العال ووفد من نواب البرلمان لمقر إقامة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته للقاهرة يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، وحصولهم على هدايا من السفير السعودي بالقاهرة باسم ابن سلمان.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحظى فيها عبد العال ورفاقه بمثل هذه الهدايا والعطايا من العائلة المالكة بالسعودية، فقد استغل عبد العال زيارة الملك سلمان خلال صفقة التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وقاموا بشرعنة سرقة الجزيرتين، مقابل رشاوى تشريعية قام بها برلمان عبد العال، من خلال الموافقة على اتفاقية ترسيم الحدود التي تنازل بمقتضاها عبد الفتاح السيسي عن تيران وصنافير.

وكشف صحفيون معنيون بتغطية أخبار البرلمان، ومقربون من علي عبد العال، في تصريحات خاصة لـ “الحرية والعدالة”، أن هدايا بن سلمان لم تكن الأولى، فقد سبقته هدايا الملك سلمان عام 2016 في فضيحة مدوية، بعد ان كشفت وثائق عن تلقي رئيس برلمان العسكر علي عبد العال وعدد من نواب البرلمان، ساعات روليكس” بقيمة تتراوح ما بين 185 ألفا إلى 300 ألف دولار، كهدايا للنواب في مصر، ومنح مالية للوزراء وصحفيين وإعلاميين وعاملين بمؤسسة الرئاسة.

وأشار إلى تسريب وثائق تكشف عن تلقي كبار المسئولين ونواب برلمان العسكر، “هدايا ملكية” خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة، التي أجراها 2016، كما أظهرت الوثائق حصول علي عبد العال على ساعتي “روليكس” تبلغ قيمة الواحدة حوالي 195 ألف دولار، كما أظهرت الوثائق، أن 508 من أعضاء مجلس النواب حصلوا على ساعات تبلغ قيمة الواحدة منها 1500 دولار، كما أن 87 برلمانية حصلن على ساعات تبلغ قيمتها 4500 ريال سعودي.

إلا أن الجديد في زيارة محمد بن سلمان ولي العهد، بحسب ما كشفه الصحفيون، أن زيارة سرية قام بها وفد برلماني من علي عبد العال وعدد من نواب البرلمان، بزعم تقديم واجب الضيافة إلى ولي العهد، في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أن الزيارة كانت بهدف الحصول على عطايا بن سلمان.

وقام عدد من النواب الذين وردت أسماؤهم وذهبوا لزيارة بن سلمان وحصلوا على الهدايا، بإغلاق هواتفهم بعد تساؤلات الإعلام.

فيما نقلت صحف الانقلاب عن وكيل برلمان العسكر سليمان وهدان، زعمه أن الزيارة كانت بهدف الترحيب فقط، كخطوة هامة لدعم استقرار السعودية، في ظل الحرب الإعلامية التي تتعرض لها، وأن مصر لا يمكن أن تنسى وقوف القيادة السعودية بجانبها في الكثير من المواقف، بحسب زعمه

إلا أنه لم يستطع أن يرد على تقارير إعلامية أكدت زيارة وفد البرلمان لمقر إقامة ولي العهد السعودي خلال تواجده بالقاهرة، وظلوا في انتظار نزوله من جناحه الملكي لأكثر من ساعة، وقد سلمهم السفير السعودي بالقاهرة، أسامة بن أحمد، هدايا باسم ولي العهد عبارة عن ساعة يد ماركة “تيسو”، على غرار ساعات الملك سلمان خلال زيارته للبرلمان قبل التصويت على اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير.

وكشفت مصادر صحة زيارة وفد البرلمان لجناح ولي العهد في فندقه، وحصول بعض النواب على هدايا مقابل الترحيب بولي العهد السعودي، بعد أن تم تشكيل تشريفة بن سلمان من نواب معروفين على رأسهم مصطفى بكري ومرتضى منصور وسليمان وهدان والسيد الشريف بتكليف من رئيس البرلمان نفسه، وبتعليمات من ” رئاسة الجمهورية” التي أرادت إيصال رسالة لولي العهد بأن كل فئات الشعب المصري تقف في صفه.

وبالرغم من أن الدستور ولائحة البرلمان تحتم على الأعضاء تسليم هذه الهدايا لخزانة البرلمان باعتبارها ملكا للدولة، ولكنهم لم يفعلوا واحتفظوا بها لصالحهم، فضلا عن الاحتفاظ بهدايا أخرى، تم إرسالها لمسؤولي البرلمان البارزين باعتبارها مكرمة من المسئول السعودي.

وقال الباحث السياسي عصام سعدون في تصريحات صحفية: إن نواب البرلمان الذين وردت أسماؤهم ضمن الذين قاموا بزيارة مقر ولي العهد وحصلوا على هدايا، يمثلون رأس الحربة لنظام الانقلاب عبد الفتاح السيسي، كما أنهم بمثابة مندوبي الأجهزة الأمنية المختلفة داخل البرلمان، سواء المخابرات العامة والحربية أو وزارة الداخلية.

وأضاف سعدون أن النائب مصطفى بكري عضو برلمان العسكر معروف عنه أنه كان ضمن كشوف البركة التي كان يوزعها الرئيس العراقي صدام حسين على بعض الكتاب والشخصيات السياسية لدعم نظامه، كما فضحت كشوف الرشاوي التي كان يدفعها أحمد قذاف الدم عن تلقي بكري تمويلا من ليبيا في قناة الساعة التي كان يرأسها قبل رحيل القذافي، وحصل كذلك على دعم من أمير قطر السابق، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

وأكد أن هؤلاء النواب يعلمون جيدا أنهم يقدمون خدمات بمقابل للانقلاب، وهو ما يجعلهم آمنين من العقاب أو الفضيحة، في ظل فرض رقابة صارمة من الأجهزة الأمنية على وسائل الإعلام بما يمنع نشر أي أخبار حول هذا الموضوع.

الكتاتني رفض الرشاوى

في الوقت الذي ضرب سعدون مثالا بالوفد الشعبي الذي ترأسه الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس البرلمان السابق، الذي التقى بالعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله وولي عهده الأمير نايف في الرياض، أثناء أزمة اقتحام السفارة السعودية بالقاهرة 2012، ورفض الوفد وقتها قبول مكرمة من الملك السعودي بأداء العمرة على نفقته في إطار ترحيبه بالوفد، وأعلن الكتاتني وقتها أن الوفد المصري جاء لمهمة محددة ولم يكن ضمن جدول أعماله أداء العمرة.