فضح نشطاء إمارتيون تجنيد شركات أمنية إماراتية، لشباب وأبناء من القبائل العربية بوسط إفريقيا، من أجل المشاركة في حرب اليمن، المستعرة منذ أكثر من 3 سنوات، دون أفق واضح لإنهائها.
ونقل التقرير المنشور على صحيفة “هاف بوست” نقلا عن النشطاء اليوم السبت، أن الإمارات، الدولة الغنية بالنفط، تغري شباب قبائل «التبو» و«الطوارق» المنتشرة في كل من ليبيا وتشاد والنيجر بوسط أفريقيا، والذي يعيشون على الرعي وتجارة التهريب، بجنسية إماراتية ورواتب شهرية تتراوح بين 900 و3000 دولار، موضحين أن هذه الإغراءات، قلبت حياة الشباب الأفارقة رأسا على عقب، كون أنهم فقراء يحلمون بفرصة حتى وإن كانت عن طريق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
إلا أن مصادر مقربة من عائلات المجندين، الذين سافروا إلى الإمارات مؤخرا، قالت إن أبناءها يتم خداعهم عبر إقناعهم بأنهم ذاهبون إلى الإمارات للعمل في الشركات الأمنية الموجودة هناك بمبالغ وامتيازات خرافية، وحين وصولهم يتم أخذهم وإرسالهم إلى الجبهات الساخنة مع الحوثيين كجنود إماراتيين.
وأوضحت العائلات أنه بعد اكتشاف الأمر، أصبحت الإمارات تعتمد على وكلاء في التجنيد، منهم شخصية دبلوماسية تشادية، سافرت مؤخرا إلى النيجر لإقناع القبائل العربية هناك، عبر مفاوضات مباشرة، بإلحاق أبنائها بالجيش الإماراتي مقابل امتيازات مالية.
وكشفت عن مواصفات معينة يختارها الوسطاء في المجندين، على رأسها ضرورة أن ينتموا إلى قبائل التشاديين العرب الرعاة، الذين يمكن من سحنتهم أن يتحولوا إلى إماراتيين، وخاصة على الحدود الليبية في مدينة سبها جنوبا، التي تقطنها العديد من قبائل الرحل العرب المتنقلين بين النيجر والتشاد، في حين يعرض الوسطاء على الشباب إما عقود عمل في شركات الحراسة ليجدوا أنفسهم بساحات الحرب في النهاية، وإما مبالغ مالية تصل إلى 3 آلاف دولار، تعرض عليهم مباشرةً إذا ما قبلوا الذهاب إلى القتال في اليمن.
تحذير من الإمارات
وانطلقت حملة وسط الناشطين التشاديين على الإنترنت، تحذر الشباب من العمل لصالح الإمارات، أبرزها فيديو للناشط «محمد زين إبراهيم»، حذر فيه الشباب التشادي والنيجري من عروض العمل تلك.
وفي الفيديو، قال “إبراهيم”: إن عقود العمل هذه ما هي إلا تجنيد للمشاركة في حرب اليمن ومقاتلة شعبها العربي والمسلم من أجل دولارات بخسة”.
أما الناشط الحقوقي التشادي “شريف جاكو”، المقيم في باريس، أكد هذه المعلومات، وقال: “لديَّ معلومة بأن الإمارات استطاعت، عبر وكلاء من رجال الأعمال الأفارقة المقيمين بالخليج، تجنيد أكثر من 150 شابًّا تشاديًا من الجالية المقيمة بمدينة سبها (جنوب ليبيا)، والذين يتحدثون العربية بطلاقة، وملامحهم تشبه إلى حد كبيرٍ، ملامح الإماراتيين”.
“جاكو”، أضاف أن المجندين تم الزج بهم في حرب اليمن، وأنه كناشط حقوقي يتابع هذه القضية من مدة، معتبرًا أن ما تقوم به الإمارات يندرج في إطار “الرق والاتجار بالبشر”.
وطالب الناشط الحقوقي، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لمنع هذه “الجريمة المروعة، القائمة على استغلال الفقراء وزجّهم في حروب دموية ليموتوا لصالح الأغنياء”، ويؤكد أنه يتوفر على ملفات موثقة لشباب تم “خداعهم والتغرير بهم وزجّهم في المناطق الساخنة باليمن ليموتوا”.
وتعيش في كل من تشاد والنيجر قبائل عربية كبيرة، مشتركة مع ليبيا والسودان، تقدَّر نسبتها في تشاد بـ40%، وفي النيجر بـ20%.
ورغم ذلك، فإن الدولتين خارج جامعة الدول العربية، رغم أن تشاد، على سبيل المثال، ينص دستورها على أن اللغة العربية لغة رسمية إلى جانب الفرنسية.
