البروفيسور الإماراتي “يوسف اليوسف” يدعو محمد بن زايد للتراجع عن سياساته الحالية

- ‎فيسوشيال

 

خلال الأيام الأخيرة ، أكد البروفيسور الإماراتي أ.د. يوسف خليفة اليوسف (أستاذ الاقتصاد السابق بجامعة الإمارات) على مهاجمة علاقة بلاده ب"إسرائيل" منتقدا سياسات النظام الحاكم في أبوظبي الداخلية والخارجية، مستحضرًا إرث الشيخ زايد (رحمه الله)، ومنددًا بالاستبداد والاعتقالات، ومحذرًا من مصير النفط كـ"براز الشيطان".

ووجّه نداءً مباشرًا لمحمد بن زايد رئيس الإمارات لإعادة النظر في سياساته، وتحدث عن اليمن والعراق والاستعمار والحدود، مؤكدًا أن الاستقرار لا يتحقق إلا بالعدل والابتعاد عن التدخلات الخارجية.

 

ويروج ل"بن زايد" عبر الذباب إلى أنه "حاكم صادق مع الله ومع نفسه ودينه وأمانته وأنه، وقف في وجه المشروع الإخواني التدميري للأوطان العربية".

ويدعون أن مشروع "بن زايد" من شأنه الوقوف أمام الربيع العربي وعدم تفرق العرب إلى دويلات وممالك تحكمها "الإخوان".

وقال "اليوسف" عبر إكس  @Prof_Yousif في نداء لمحمد بن زايد: "إنني وبحكم كوني أحد أبناء الإمارات، أدعو الشيخ محمد بن زايد أن يعيد النظر جذريًا في سياساته الحالية، وأن لا تأخذه العزة بالإثم، فوالله إنني لا أرغب بأن أكون شامتا فيه، وأملي في الله أن يجعله يقف وقفة تأمل وتدبر، وأن يتراجع عن مساره الحالي قبل أن يقع الفأس في الرأس، اللهم فاشهد."

ومن باب خلفيته العلمية التي تمنحه مصداقية في تحليل اقتصاديات النفط والتنمية ومواقفه العلنية تكشف رفضه للسياسات القمعية في الإمارات والخليج وكانت سببا في ابعاده القسري أو الاعتقال في سجون أبو ظبي، نشر سلسلة تغريدات بتاريخ 24 ديسمبر 2025  حول الأوضاع الحالية نابعة من مشاعر أحد أبناء الإمارات التي أصبحت حديث الساعة، عسى أن يكون فيها تنبيه لغافل وتوعية لجاهل وتذكرة لمن أعمتْه الثروة والسلطة عن حقائق التاريخ والجغرافيا والقيم والرسالات.

 

الشيخ زايد والنفط و"اسرائيل"

وقال: "أتساءل أحيانًا عن الأحداث الدائرة اليوم من منظور الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة الإمارات العربية رحمه الله.

 ماذا كان سيقول عندما يعلم أن نعمة النفط قد تحولت بعد رحيله إلى نقمة، لأننا سخرناها لقتل الأبرياء الذين كانوا في يوم ما يلوذون بنا بحثًا عن الأمن والأمان والرفاه؟"

وعن العلاقة مع “إسرائيل” أضاف، "ماذا سيقول رحمه الله عن زواجنا الكاثوليكي مع الكيان العنصري والاستيطاني الذي يرتكب المجزرة بعد المجزرة في أرض فلسطين الحبيبة على نفوسنا بمساندتنا، وهو الذي قال لثاتشر في أحد لقاءاته بأن “إسرائيل” هي مصدر الإرهاب في منطقتنا"

وعن الهوية الإماراتية، تساءل: "ماذا سيقول لأبناء الإمارات الذين كانوا أقل من ربع مليون نسمة عندما تأسست دولتهم، واليوم هم أقلية في طريقها إلى الانقراض والتهميش في محيط من الهجرة غير المبررة التي كادت أن تقضي على مقومات الوطن والهوية والدولة؟"

 

المعتقلون والمنفيون

وعن عشرات المعتقلين والمنفيين من أبناء الإمارات لموقف سياسي اتخذه محمد بن زايد، تساءل عن موقف الشيخ زايد (مؤسس الدولة وأحد البناءين): "ماذا سيقول رحمه الله إذا أُخبر بأن نخبة من أبنائه من حملة الشهادات وأصحاب الخبرة يرزحون في السجون أو يعيشون في المنفى لا لذنب ارتكبوه سوى أن حبهم لوطنهم دفعهم إلى قول الحق والوقوف أمام جبروت وحماقة الاستبداد وأكاذيب المرتزقة والمنتفعين بأطيافهم؟"

وعن سمعة الإمارات التي مرمغها المستبدين، "ماذا كان سيقول لو علم أن اسم الإمارات – الدولة التي أسسها بجهوده المضنية وحازت على احترام العرب والمسلمين في عهده – أصبح مقرونًا بالإرهاب والتعاون مع الأعداء وقتل الأبرياء والحرب على دين الله في كل بقاع العالم؟"

 

وبحكم رؤيته أن الديمقراطية هي الوسيلة الأكثر فعالية لمواجهة الإرهاب ووقف إراقة الدماء والعنف السياسي في الدول العربية توجه لأهل أبو ظبي (مسقط رأسه) قائلا: "وهل يا ترى يتحمل أهل أبو ظبي – وأنا أحدهم – جزءًا من هذه الذنوب بصمتهم الذي أصبح أشبه بصمت أهل القبور؟ ألم يكن أجدادهم يحترمون الحاكم ولكنهم لا يقدسونه، فإذا أخطأ كانوا على مستوى من الشجاعة بمواجهته بالحق وإجباره على العودة عن الخطأ حتى لا تغرق السفينة بجميع من فيها؟"

 

وعن تفسير كلمة (براز الشيطان) والتي وصف بها النفط أوضح "لقد صدق ألفونسو – وزير نفط فنزويلا السابق – بمقولته المشهورة والمعبرة وهو يخاطب شعبه: (إن النفط هو براز الشيطان… انتظروا عشرين سنة أو ثلاثين سنة وسترون ما سيحدثه فيكم من دمار). والمتأمل لحال فنزويلا اليوم يدرك قيمة نصيحته وما تعنيه لكل بلدان النفط حكامًا وشعوبًا."

اليمن أصل العرب

وباعتبار اليمن أصل العرب نشر متعجبا من موقف محمد بن زايد من اليمن، وفي تغريدات حديثة (25 ديسمبر 2025) أشار إلى حقيقة تاريخية: لم يدخل اليمن غازٍ إلا وعنده أجندته الخاصة به في اللعبة السياسية ولخدمة مصالحه لا مصالح أهل اليمن، ولم يدخل اليمن غازٍ إلا وتم إخراجه منها مرغمًا طال الزمن أم قصر… ويا ليت قومي يعلمون أو يتعلمون من التاريخ!"

 

وأضاف، "يقال في لغة الطب إن التشخيص يسبق العلاج وأحيانًا إن الوقاية هي نصف العلاج، ولو تأملنا الصراعات في العالم لوجدنا أنها نتيجة للرغبة في السيطرة أو الخوف من الوقوع تحت السيطرة، ولذلك لو تمكنا من علاج هذه الإشكالية فمن الممكن تحقيق درجة من الاستقرار في أي إقليم، وهذا موضوع سنعود إليه."

وتابع: "قبل أن يأتي الاستعمار لم تكن هناك حدود بين شعوب منطقتنا، وكان الجميع يعيشون بأعراف وقيم تحكم علاقاتهم وكانت التجارة مزدهرة، وحتى الخلافات التي تنشأ بين الحين والآخر يتم ضبطها بالقيم الإسلامية وبالأعراف، وما إن جاء الاستعمار ورسم الحدود وتم اكتشاف النفط بدأت الصراعات بأشكالها."

ولفت إلى أن "تدمير العراق لم يحقق استقرارًا في المنطقة العربية، بل إنه قدم عاصمة الرشيد على طبق من ذهب لإيران، وبذلك أصبحت موازين القوى في العالم العربي وفي الخليج مختلة لصالح إيران، وهذا ما سيحصل إذا لم تحرص بلدان الخليج على استقرار وازدهار اليمن عبر إعداده لعضوية مجلس التعاون الخليجي."

وخلص إلى أنه يكفي فخرًا لليمن أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف أهله بأنهم أهل الحكمة. واليمن كان سعيدًا وسيعود سعيدًا بإذن الله إذا رفعت البلدان المجاورة والبعيدة يدها عنه وتركته يرسم مسار نهضته بتوافق مكوناته، ولا مانع من تقديم العون الذي يطلبه أهل اليمن أنفسهم من غير تدخل في شؤونهم."

https://x.com/Prof_Yousif/status/2003851002374742260

أين يعيش ؟

والدكتور يوسف خليفة اليوسف هو أستاذ اقتصاد إماراتي سابق بجامعة الإمارات، ويُعرّف اليوم كـ"زميل غير مقيم" في مؤسسة DAWN الأميركية، تشير المعلومات المتاحة إلى أنه يقيم خارج الإمارات منذ سنوات بسبب مواقفه المعارضة، ويواصل نشاطه الفكري والإعلامي من الخارج.

ويدير موقعًا إلكترونيًا باسم دار السلام، مقره الإمارات، لكنه شخصيًا يقيم خارجها، ولم تُذكر دولة محددة لإقامته الحالية، لكن من المعروف أنه يعيش في المنفى منذ سنوات بسبب انتقاداته العلنية للسياسات الإماراتية.

 

وعمل اليوسف أستاذًا في جامعة الإمارات أكثر من 19 عامًا وحصل على الدكتوراه من جامعة إسيكس في بريطانيا، ودرّس الاقتصاد الدولي والتنمية، وكان حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية، وماجستير في الاقتصاد التطبيقي ودراسات الشرق الأدنى وشمال إفريقيا من جامعة ميشيجان (الولايات المتحدة).

وله مؤلفات بارزة مثل: الفساد في الدول العربية المنتجة للنفط، ودول مجلس التعاون الخليجي: الخلافة الوراثية والنفط والقوى الأجنبية، ويكتب باستمرار عن قضايا الخليج والنفط والديمقراطية، ويُعرف بمواقفه المعارضة للسلطات الإماراتية.

ومن مؤلفاته: (الفساد في الدول العربية المنتجة للنفط)، و(دول مجلس التعاون الخليجي: الخلافة الوراثية والنفط والقوى الأجنبية)، و(التحول الديمقراطي في دول مجلس التعاون الخليجي)،

رسائل سياسية

وانتقد "اليوسف" الحكومة الإماراتية بسبب مواقفها الحقوقية وسياساتها القمعية بحق الناشطين والحقوقيين، وسبق أن خصّ بالذكر قضية المعتقلة علياء عبد النور المصابة بالسرطان، التي تعرضت لإهمال صحي متعمد حتى وفاتها ناصحا حكام أبو ظبي بالابتعاد عن وسائل الضغط على الأقارب، وذكّرهم بمطالب "أحرار الإمارات" لإعادة الدولة إلى مكانتها وإطلاق سراح المعتقلين.

وسبق للبروفيسور اليوسف أن كتب عبر حسابه في إكس، "نقول للقيادات في أبوظبي استمعوا إلى ناصح أمين وابتعدوا عن وسائل الضغط على الأقارب الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الخلاف بيننا وبينكم، أنتم تعلمون أن هذه الوسائل قد تجدي مع المرتزقة الذين حولكم والجهلاء، ولكنها لن تجدي معي شخصيًا، فأنا لا أساوم على مبادئي ولن أتوقف عن كشف واقعكم".

ويرى أن النفط في الخليج تحول إلى أداة فساد واستبداد بدلًا من أن يكون وسيلة للتنمية، وأن الخلافة الوراثية في دول الخليج تعيق أي تحول ديمقراطي حقيقي.

وأكد أن القوى الأجنبية (الغربية خصوصًا) تستغل النفط للحفاظ على أنظمة غير ديمقراطية في المنطقة، معتقدا ان ربطا بين غياب الديمقراطية واستمرار العنف السياسي والإرهاب، معتبرًا أن الإصلاح السياسي هو الطريق الوحيد للاستقرار.

وفي يوليو 2020 قال يوسف خليفة اليوسف تصريحا خطيرا أشار فيه إلى أن محمد بن زايد زوّر مرسوم توليه ولاية العهد ووالده الشيخ زايد كان في ثلاجة الموتى في المستشفى، فهو ولي عهد مزور، وأضاف لو بقيت مئة عام لما أصبحت ولي عهد بحسب النظام الحالي.

وكشف في سلسلة تغريدات تفاصيل وفاة الشيخ زايد والمؤامرة التي حاكها ولي عهد أبوظبي وأشقائه للاستيلاء عن ولاية العهد وتحييد أخوتهم غير الأشقاء الشيخ خليفة والشيخ سلطان (رحمه الله).