اختتمت القمة الإنسانية من أجل غزة أعمالها صباح الخميس في إسطنبول بتنظيمٍ من وقف الديانة التركي وبمشاركة من منظمات دولية لتعلن عن مبادرات ومشاريع تنموية لدعم القطاع المحاصر وذلك بيومي 11 و12 نوفمبر حيث حضرت القمة هيئات رسمية ومدنية تركية وأردنية وقطرية وقيل أن وفود مصرية حضرت في حين أن خريطة القمة تستعرض نقاط على خريطة غزة لمعابر والبحر المتوسط ليس منها معابر باتجاه مصر!
وطرحت (القمة الإنسانية الدولية من أجل غزة)؛ حزمة من المشروعات والمبادرات تشمل إعادة الإعمار، دعم التعليم والصحة، إنشاء مركز تنسيق دولي لإيصال المساعدات، وتمكين المرأة والطفل. إمكانية تنفيذ هذه المشاريع مرتبطة بمدى التوافق السياسي وفتح الممرات الآمنة، لكن وجود دعم من أكثر من 30 دولة و350 مؤسسة إغاثية يعطيها فرصة حقيقية إذا توفرت الظروف.
أهم المشاريع والمبادرات التي طرحت في القمة
إعادة الإعمار: مبادرات لإعادة بناء المساكن والمستشفيات والمدارس وأماكن العبادة التي دُمرت.
التعليم: إطلاق تحالف أكاديمي دولي لدعم التعليم في غزة، وتوفير منح ومساعدات للطلاب.
الصحة والإغاثة: مشاريع لتأمين الاحتياجات الأساسية من غذاء وماء وكهرباء ومأوى، مع دعم المستشفيات والمراكز الطبية.
المرأة والطفل: برامج لحماية الفئات الأكثر ضعفًا وتقديم دعم نفسي واجتماعي.
مركز تنسيق دولي: الدعوة لإنشاء مركز بإشراف تركيا وقطر ومصر والأردن، وبمشاركة مؤسسات محلية في غزة، لضمان وصول المساعدات بسرعة وأمان.
الممرات الآمنة: مبادرات لتسهيل دخول المساعدات عبر ممرات إنسانية، وهو مطلب أساسي طرحه المشاركون.
وقال مراقبون إن المشروعات التي أطلقتها القمة ينبغي أن ترى في ضوء التنسيق التركي الأمريكي لرفع الحصار الخانق وفي ضوء مخرجات لقاء جمع الرئيس الأمريكي ترامب ورؤساء 8 دول إسلامية منها تركيا ومصر وقطر.
وأشار المراقبون إن هناك تحديات أمام وصول المشروعات إلى هدفها بسبب استمرار الحصار "الإسرائيلي"، وإغلاق المعابر، والانقسام السياسي الفلسطيني.
واستدرك المراقبون قائلين إن المشاريع التي خرجت من قمة إسطنبول ليست مجرد شعارات، بل خطط عملية تشمل التعليم، الصحة، الإغاثة، وإعادة الإعمار. لكن تنفيذها يعتمد على فتح الممرات الآمنة وضمان وصول التمويل والدعم الدولي. إذا تحقق ذلك، يمكن أن ترى هذه المشاريع النور تدريجيًا، بدءًا من الإغاثة العاجلة وصولًا إلى إعادة الإعمار طويل الأمد.
خريطة طريق زمنية (قصيرة–متوسطة–طويلة المدى)
وبالتواصل مع (AI) اشار إلى منطقية وصول بعض المشروعات ابتداء على 3 حلول سياسية بين قريب ومتوسط وطويل المدى، لاسيما بعد أن دعت (القمة الدولية الإنسانية من أجل غزة) بمدينة إسطنبول إلى إنشاء مركز تنسيق دولي لإغاثة القطاع تحت إشراف مشترك من تركيا وقطر والأردن، وبمشاركة مؤسسات المجتمع المحلي في غزة، بهدف ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان.
قصير المدى: إغاثة عاجلة وحلول مؤقتة.
متوسط المدى: إعادة تأهيل البنية الأساسية ودعم الاقتصاد المحلي.
طويل المدى: إعادة إعمار شامل وربط غزة بمشروعات إقليمية، وهو مرتبط بالحل السياسي.
وذلك على تحديد مدى زمني لتلك المشروعات:
المدى القصير (0–12 شهرًا)
الإغاثة العاجلة:
توفير الغذاء والماء والدواء بشكل منظم عبر الممرات الإنسانية.
إنشاء مراكز إيواء مؤقتة للنازحين.
دعم المستشفيات القائمة بالأدوية والمعدات الأساسية.
الدعم النفسي والاجتماعي: برامج عاجلة للأطفال والنساء لتخفيف آثار الحرب.
التعليم الطارئ: مدارس مؤقتة أو فصول بديلة لضمان استمرار التعليم الأساسي.
المدى المتوسط (1–3 سنوات)
إعادة بناء البنية الأساسية الحيوية:
إصلاح شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
إعادة تأهيل المستشفيات والمدارس المدمرة.
مشروعات اقتصادية صغيرة:
دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص عمل.
برامج تدريب مهني للشباب.
مركز تنسيق دولي: بدء عمل المركز المقترح في إسطنبول/غزة لتنسيق المساعدات بشكل مؤسسي.
المدى الطويل (3–10 سنوات)
إعادة الإعمار الشامل:
بناء مساكن دائمة بدلًا من المؤقتة.
تطوير البنية التحتية الحديثة (طرق، موانئ، مطارات).
مشروعات استراتيجية:
استصلاح أراضٍ زراعية جديدة لتأمين الغذاء.
إنشاء مناطق صناعية لتقليل الاعتماد على الخارج.
التكامل الإقليمي: ربط غزة بمشروعات تنموية مع مصر والأردن وتركيا وقطر لضمان الاستدامة.
حل سياسي دائم: أي إعادة إعمار شاملة ستظل رهينة بوجود تسوية سياسية تضمن حرية الحركة وفتح المعابر.
وقال "عثمان شاهين"، نائب رئيس "رئاسة الشؤون الدينية التركية"، في كلمته الافتتاحية إن هذه القمة تمثل "تجسيدًا لعزة الإنسانية ووعي الأخوة والضمير المشترك للأمة الإسلامية"، مؤكدًا أن "غزة ليست رمزًا للمقاومة الجسدية فحسب، بل للمقاومة الإنسانية والروحية أيضًا".
وأضاف "شاهين" أن ما يجري في غزة هو "اختبار للبشرية جمعاء"، مشيرًا إلى أن "الملايين في القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي ونقص الرعاية الصحية والمأوى"، داعيًا إلى مواصلة دعم غزة وعدم السماح بنسيانها، لأن "النسيان هو الخطوة الأولى نحو الظلم، والتذكّر هو بداية المقاومة".
ومن جانبه، أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال مشاركته في القمة في إسطنبول بعنوان "من أجل غزة"، أن "دعم غزة كان ولا يزال أولوية منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيليّ".
وقال المفتي دريان إن "دار الفتوى كانت ولا تزال رائدة في دعم القضية الفلسطينية منذ عقود، من خلال إنشاء صندوق الخير لتقديم مساعدات غذائية ومالية وعينية لأهل غزة"، مؤكداً "استمرار الصندوق في إيصال الدعم حسب الإمكانات المتاحة".
وأشار المفتي إلى "إصدار توجيهات لجميع العلماء في لبنان لتخصيص الخطبة الثانية يوم الجمعة للدعاء لفلسطين، ودعوة جميع المسلمين لدعم غزة"، موضحاً أن "التبرعات التي جُمعت في لبنان سلمت بأمانة لصندوق الخير".
وختم قائلاً: "لن تستطيع إسرائيل كسر إرادة أهل غزة، وبفضل دعم الجميع ستظل غزة صامدة في وجه العدوان".
وأكد وقف الديانة التركي أن الهدف من هذه القمة هو تحويل التضامن العالمي مع غزة إلى خطوات عملية على الأرض، من خلال شراكات إنسانية مستدامة تضمن استمرار الاستجابة ودعم الفئات الأكثر تضرراً.
وأكد البيان الختامي الصادر الأربعاء، أن الأزمة الإنسانية في غزة "تجاوزت كونها قضية إقليمية لتصبح مسؤولية عالمية تمس الضمير الإنساني المشترك".
البيان لفت إلى أن هجمات الاحتلال على القطاع أسفرت عن دمار واسع النطاق شمل المساكن والمستشفيات والمدارس وأماكن العبادة، مما أدى إلى أوضاع معيشية مأساوية تتطلب تحركًا عاجلًا لتأمين الاحتياجات الأساسية للسكان من غذاء وماء وكهرباء ومأوى.
البيان أشار إلى أن هذه المأساة الإنسانية تفرض على المجتمع الدولي مسئولية أخلاقية وإنسانية لإعادة إعمار غزة وتمكين سكانها من استعادة حياتهم الطبيعية. كما أكد على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وأوصت القمة بإطلاق برامج عاجلة لرعاية الأيتام، وإنشاء مراكز إيواء مؤقتة، وتفعيل المستشفيات الميدانية ووحدات التدخل السريع لتقديم الخدمات الصحية، إضافة إلى إعادة بناء المدارس والمراكز الصحية والمساجد التي دُمّرت، وتوفير منح دراسية وبرامج تدريب مهني لدعم الشباب والطلبة.
ودعت القمة إلى تعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الدولية لضمان استمرارية العمل الإنساني وتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية في القطاع.