حكومة الانقلاب تتجاهل الأزمة..من يحمى المصريين من أدوية السوشيال ميديا المضروبة ؟

- ‎فيتقارير

 

 

مع تصاعد أزمة نقص الأدوية وارتفاع أسعارها فى الأسواق والصيدليات فى زمن الانقلاب، يلجأ بعض المصريين إلى شراء الأدوية من صفحات السوشيال ميديا التى لا تخضع لأى رقابة ولا يعرف مصدر هذه الأدوية وللأسف تترك لها حكومة الانقلاب الساحة للعمل دون مساءلة أو حساب .

 ورغم التحذيرات المتكررة من خطورة هذه الممارسات، إلا أن الواقع يفرض نفسه، حيث يجد كثير من المرضى أنفسهم مضطرين للجوء إلى هذه الوسيلة بحثًا عن دواء مفقود أو علاج ضرورى لا يمكنهم الاستغناء عنه.  

 

مريض قلب

 

حول هذه الأزمة قال فتحى عبدالحليم، موظف على المعاش مريض قلب : كنت احصل على علاجي الشهرى من الصيدلية القريبة من منزلى، لكن مؤخرًا بدأت أواجه صعوبة فى إيجاده.

وأضاف « عبدالحليم »: لفّيت على ٦ صيدليات فى يوم واحد للبحث على علاج القلب أتناوله بانتظام، ولم أجده. مشيرا إلى أن الصيدلى قال لع لا يوجد وممكن تدخل فى أزمة لو منعته فجأة .

وأشار إلى أن أحد أصدقائه اقترح عليه البحث فى مجموعات «فيسبوك»، وبالفعل تواصل مع صفحة تروّج لأدوية مستوردة، وتمكن من الحصول على العلاج المطلوب.

وأعرب « عبدالحليم »عن قلقه من هذا الدواء قائلا : أنا خوفت. بس قلت يا نموت من الوجع يا نموت من الدواء المغشوش . 

 

اتجار بصحة الناس

 

وقال سامى جاد، موظف فى شركة خاصة : بعد اختفاء علاج القولون الذى استخدمه من الصيدليات، اضطررت إلى البحث عبر الإنترنت، ووجدته متوفرًا فى إحدى الصفحات المتخصصة فى بيع الأدوية المستوردة، إلا أن السعر كان مبالغًا فيه للغاية .

وأضاف جاد : كنت باخده بـ١٢٠ جنيه، لقيته بـ١٥٠ ده غير الشحن موضخا أن المشكلة الأكبر إنه لا توجد جهة تضمن أن الدواء أصلى .

وأكد إن غياب الرقابة الفعالة فتح الباب أمام التجار الجشعين الذين استغلوا الأزمة لصالحهم «بقى فى ناس بتتاجر بصحة الناس ودولة العسكر سايبة الساحة لهم . 

 

الطبيب حذرنى

 

وقالت إيمان، أم لطفل مصاب بالصرع، انها تتابع علاجه باستمرار، وتعتمد على أحد الأدوية التى من المفترض أن تكون متوفرة فى المستشفيات الحكومية، لكن الواقع مختلف .

وأضافت : رحت المستشفى كذا مرة، قالوا مش موجود. والصيدليات لا يوجد بها. فوجئت بأم أخرى على جروب فى فيسبوك تقول إنها تحصل على الدواء من الخارج .

وأشارت إيمان إلى أنها أشترت الدواء ذات مرة، لكنها ترددت فى تكرار التجربة خوفًا من أن يكون مغشوشًا أو منتهى الصلاحية.

وتابعت : الطبيب حذرنى من استخدام أى دواء غير معروف المصدر، بس أعمل إيه؟ حياتنا كلها بقت مخاطرة.

 

دواء حساسية صدر

 

وكشف محمد عادل، شاب فى الثلاثين من عمره، عن تجربته التى بدأت بمحاولة بسيطة لشراء دواء لحساسية صدر مزمنة تعانى منها والدته.

وقال عادل : بعد بحث طويل فى الصيدليات دون جدوى، صادفت إعلانًا على «فيسبوك» لصفحة تبيع أدوية «أصلية ومستوردة».

واضاف : تواصلت معاهم، وشرحولى إن الدوا ألمانى ومضمون، وطلبوا تحويل المبلغ كاملًا على فودافون كاش قبل الشحن .

وأشار عادل إلى أنه بالفعل قام بالتحويل، لكنه فوجئ بعد أسبوع بطرد بريدى يحتوى على عبوة غير مطابقة للشكل الأصلى، ولا تحمل أى بيانات واضحة.  

وتابع : حاولت أتواصل معاهم، لكن فوجئت ببلوك على الفور ولا فى فاتورة، ولا رقم ضريبى، ولا جهة أشتكيها. مش بس اتنصب عليا، ده ممكن يكون الدوا اللى خدناه مضروب!

وأكد عادل أنه اضطر إلى لقاء الدواء فى القمامة بناءً على نصيحة طبيب، وتحمّل خسارة مالية ومعنوية، بينما والدته لا تزال تبحث عن العلاج الحقيقى.  

 

إنستجرام

 

وأوضحت نرمين حسن، ربة منزل وأم لطفل مريض بالربو انها وجدت إعلانًا على إنستجرام لدواء يُقال إنه مستورد وآمن للأطفال.

وقالت : تواصلت مع الصفحة، واشتريت العبوة بسعر مضاعف، لكن ما إن استخدم الطفل الجرعة الأولى حتى ظهرت عليه أعراض غريبة «وشه احمر، ونفسه اتقل جدًا، أخدناه على الطوارئ، والدكتور قال إن الدوا مش معروف وممكن يكون فيه مادة ضارة»

وأشارت نرمين حسن إلى أنها لم تجد وسيلة لاسترجاع المبلغ أو التواصل مع البائع، رغم محاولاتها المستمرة.  

 

تيك توك

 

وأكد منال شوقى، سيدة أربعينية تعانى من مرض مزمن فى الغدة الدرقية أنها وقعت ضحية إعلان على تطبيق «تيك توك»، يروّج لدواء قالت الصفحة إنه أمريكى الصنع ومتوفر فقط لديهم

وأشارت منال شوقى إلى انها اشترت العبوة بعد أن شاهدت عشرات التعليقات الإيجابية التى اكتشفت لاحقًا أنها مزيفة.

وأضافت: الدوا وصلنى بدون علبة، فى كيس بلاستيك! ولما قرّبته للدكتور قالى ده مش علاج، دى أقراص مكملات مغشوشة .

وكشفت منال شوقى أنها عندما حاولت استرجاع المبلغ، تجاهلها البائع تمامًا ثم أغلق الصفحة بالكامل.