رشوة أوروبية في ملفي الهجرة وغزة.. أبرز نتائج زيارة المنقلب السيسي إلى بلجيكا

- ‎فيتقارير

 

استضاف الأوروبيون في العاصمة البلجيكية بروكسل عبد الفتاح السيسي للمشاركة في القمة المصرية الأوروبية الأولى، في خطوة وُصفت بأنها "رشوة أوروبية" جديدة، بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة دعم مالي لمصر بقيمة 5 مليارات يورو خلال أكتوبر 2025، لدعم اقتصاد نظام الانقلاب والتعاون في ملفي الهجرة غير النظامية وإعادة إعمار غزة، وفق ما أوردته صحف محلية.

يهدف الاتحاد الأوروبي من هذه الخطوة إلى تقليص تدفقات المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا والشرق الأوسط، وتُعد مصر دولة عبور رئيسية، لذا يسعى الأوروبيون إلى شراء تعاون النظام المصري عبر ضخ أموال لتقوية البنية التحتية وتوفير فرص عمل تخفف من دوافع الهجرة، وفق الخطاب الأوروبي المعلن.

لكن السيسي، وكعادته، يستغل هذه المخاوف الأوروبية لابتزازهم سياسياً ومالياً؛ إذ حذّر في سبتمبر 2025 من أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قد تُطلق موجات نزوح غير مسبوقة نحو أوروبا، في تلويح واضح باستخدام ورقة اللاجئين للضغط على الغرب.

ورغم حالة الغضب الشعبي الواسع من زيارة السيسي، شهدت عواصم أوروبية عدة تظاهرات منددة بنظامه، أبرزها في هولندا، بلجيكا، فنلندا، الدنمارك، النرويج، إسبانيا، ألمانيا، إيرلندا، التشيك، كندا، لبنان، السويد، تونس، إنجلترا وليبيا، حيث رفع المتظاهرون لافتات تندد بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر وتطالب بوقف تمويل النظام العسكري.

في المقابل، ركّزت لقاءات السيسي في بروكسل مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس على التعاون الأمني وملف الهجرة غير الشرعية، حيث قال إن “مصر تحمي أوروبا من الهجرة منذ عام 2016”، وهو ما قابله الاتحاد الأوروبي بإعلان تقديم 4 مليارات يورو إضافية دعماً للنظام المصري!

وتأتي هذه المنح ضمن ما يسمى "الشراكة الاستراتيجية" التي أُعلنت في مارس 2024، والتي تجاهلت كلياً ملف حقوق الإنسان، إذ ذكرت منصة @Meemmag أن "رغم تصاعد الانتهاكات الحقوقية في مصر، أعلن الاتحاد الأوروبي تمويل نظام السيسي بأربعة مليارات يورو، خلال مؤتمر صحفي في بلجيكا لم يُذكر فيه الملف الحقوقي إطلاقاً، في ظل حكم العسكر".

في الوقت نفسه، نظمت السفارات المصرية في أوروبا حشوداً مصطنعة لاستقبال السيسي في بروكسل، حيث ظهر تمثال ذهبي مجسم له وضعه ما يُسمى بـ"اتحاد شباب مصر في الخارج"، الذي يرأسه المتهم أحمد عبد القادر ميدو، أمام مقر إقامة السيسي بالتزامن مع زيارته الرسمية، في مشهد أثار سخرية واسعة.

وأظهرت مقاطع مصورة أن أغلب الحاضرين كانوا أطفالاً لا يعرفون حتى من هو السيسي، وفق ما ورد في مقابلة أجراها أحدهم مع مذيع النظام نشأت الديهي.

في المقابل، ترددت أنباء عن اعتقال الناشط المصري أنس حبيب وشقيقه طارق من قبل الأمن البلجيكي، بناء على بلاغ رسمي من السيسي بدعوى وجود تهديدات أمنية أثناء زيارته للعاصمة، بينما وصف النشطاء الإجراء بأنه تحرك وقائي بلا سند قانوني واضح، ولم تصدر السلطات البلجيكية تأكيداً رسمياً حول الواقعة.

لكن أنس حبيب ظهر لاحقاً في بث مباشر أمام مقر إقامة السيسي في بروكسل، مؤكداً أنه حجز غرفة في الفندق المقابل لمتابعة الحشود التي جاءت بدعم من السفارة المصرية.

وتعليقاً على المشهد، كتب الأكاديمي ووزير خارجية تونس الأسبق د. رفيق عبد السلام (@RafikAbdessalem):

"هذه الأيام هناك فائض مديح وثناء على السيسي في واشنطن وسائر العواصم الأوروبية، مع دعم مالي كبير من بروكسل، لكن السؤال: ما السر في هذا السخاء الحاتمي مع مصر السيسي؟"

كما أضاف الكاتب حسين عبد الرازق أحمد (@Hussein61Ahmed) قائلاً:

"عبد الفتاح السيسي، أقول لك بصدق، كل من توافدوا لاستقبالك في بروكسل ما هم إلا حشود مهزوزة نفسياً جمعتهم المخابرات المصرية إمعاناً في النفاق. هؤلاء منافقون منتفعون مادياً وأمنياً، لا يحبونك ولا يحبون مصر، بل هم السوس الذي ينخر في جسد الوطن. أنت بحاجة إلى مخلصين، لا إلى منافقين يحيطون بك ليل نهار".