تتواصل المفاوضات بين وفدي حركة حماس ودولة الاحتلال، اليوم، الثلاثاء في مدينة شرم الشيخ لليوم الثانى على التوالى ، في إطار بحث آلية تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة، والتي عرفت بمقترح الـ20 بندا، وتتمحور حول تسليم الأسرى الصهاينة وجثث القتلى منهم مقابل الإفراج عن عدد من السجناء الفلسطينيين.
كانت الجولة الأولى من المفاوضات قد انتهت مساء أمس، الاثنين، وبحسب مصادر فإن الجلسة تركزت على تهيئة الظروف الميدانية لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين فيما يظل موقف حماس غير واضح بشأن بندين من بنود خطة ترامب الأول الخاص بنزع السلاح والثاني بعدم المشاركة في حكم قطاع غزة في مرحلة ما بعد إنهاء الحرب.
3 عقبات
يشار إلى أن المفاوضات تواجه 3 عقبات من الصعب التغلب عليها تتمثل فى وقف القتال والانسحاب الصهيونى الكامل من قطاع غزة ونزع سلاح حركة حماس الذى يعد عقدة العقد في مفاوضات شرم الشيخ وفي حال تم تجاوز كل هذه العقبات، فإن خرائط الانسحاب تشكل مشكلة أخرى، لذلك تدخل فريق البيت الأبيض وأعد خريطة نشرها ترامب وزعم ان دولة الاحتلال وافقت عليها، وأنه عندما توافق عليها حماس سيكون وقف إطلاق النار ساريًا على الفور، وسيبدأ تبادل الأسرى مما يمهد الطريق للمرحلة التالية من انسحاب الاحتلال من القطاع.
فيما كشفت تقارير أن دولة الاحتلال ترفض الانسحاب من ثلاث مناطق بينها محور فيلادلفيا، وهو الأمر الذي يعد انتهاكا لاتفاق السلام مع مصر.
في خريطة ترامب مطلوب من دولة الاحتلال الانسحاب من مناطق محددة وليس من كل أرجاء القطاع، ولكن "حماس" تسعى إلى دفع الخطوط الصهيونية إلى الوراء أكثر، ويعرف نتنياهو أن ذلك قد يحدث، لذلك قال ستفرج حماس عن جميع الأسرى، وستعيد قواتنا انتشارها بطريقة تمكن الجيش الصهيونى من مواصلة الاحتفاظ بجميع المناطق الخاضعة لسيطرته في عمق القطاع .
ضمانات أمريكية
فى هذا السياق قال مصدر من حركة حماس إن الحركة بدأت في تجميع جثث الأسرى الصهاينة، وطلبت وقف القصف الجوي في مناطق محددة لإتمام المهمة، موضحا أن تسليم الأسرى الأحياء سيكون على مرحلة واحدة، فيما سيستغرق تسليم الجثث بعض الوقت، مع وجود مرونة أمريكية في هذا الشأن.
وأضاف المصدر أن الحركة تلقت ضمانات أمريكية عبر قطر تقضي بانسحاب صهيونى دائم من قطاع غزة، مؤكدًا أن حماس وافقت على تسليم السلاح لهيئة فلسطينية – مصرية بإشراف دولي، وأبلغت الولايات المتحدة بموافقتها على ذلك.
وأشار إلى أن خروج قيادات الحركة من القطاع مرهون بقرار منهم، وأن هناك ضمانات أمريكية بعدم المساس بهم، مؤكدًا أن حماس زودت الوسطاء بقائمة الجثث والأسرى لعرضها على دولة الاحتلال التي لا تعرف تمامًا عددهم.
وأوضح المصدر أن المفاوضات ستكون سريعة ومكثفة، وأن من مصلحة الحركة تنفيذ البنود بسرعة، متهما دولة الاحتلال بعرقلة خطة ترامب من خلال استمرار القصف والتدمير، رغم أن حماس ملتزمة بوقف القتال ولن تنجر إلى مصيدة دولة الاحتلال .
الأسرى الصهاينة
وأكد حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، أن هناك الكثير من النقاط التي تحتاج إلى توضيح ومن بينها إطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة .
وبالنسبة لبند إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء والجثامين، خلال 72 ساعة، قال بدران فى تصريحات صحفية ان المشكلة في هذا البند مركبة، مشيرا إلى أن مدة الثلاثة أيام ليست كافية لتستطيع الفصائل الفلسطينية الوصول إلى جميع الأسرى الذين تخفيهم في مناطق متفرقة في أنحاء القطاع.
وكشف أن حماس لا تريد التفريط بجميع الأسرى مرة واحدة، إذ يعدون ورقة مساومة في يدها، وتتخوف من تسليم كرتها الرابحة لدولة الاحتلال وبعد ذلك يتنصل نتنياهو من بقية مراحل إنهاء الحرب ويعود إلى القتال بشراسة مرة أخرى، من دون أن يكمل تنفيذ خطة ترامب للسلام.
شكوك حماس
وقال الباحث السياسي فتحي صباح، ان نتنياهو أوعز لجيشه بالاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة وهي إطلاق سراح الأسرى الصهاينة ، ولم يصدر تعليمات لتنفيذ مقترح ترامب للسلام، مؤكدا أن هذه التعليمات تثير شكوك حماس بأن دولة الاحتلال تريد الأسرى فقط وهذا ما يعنيها من كل الاتفاق، وبعد ذلك ستكون مخادعة وتواصل الحرب .
وأوضح صباح فى تصريحات صحفية أن هناك احتمالين متوقعين بعد إطلاق سراح الأسرى الصهاينة : الأول : أن يصدق ترامب ونتنياهو فى الالتزام بتنفيذ بنود الخطة، مما يعكس حينها رغبة وجدية في إنهاء الحرب، والثاني أن تكون الخطة خدعة متفقًا عليها تمامًا كخدعة الهدنة السابقة وبعدها يستأنف نتنياهو الإبادة.
وأشار إلى أن حماس الآن تبحث عن ضمانات تحققها بنفسها، لتتأكد من وقف الحرب بعد تسليم الأسرى، مثل أن تحتفظ بثلاثة جنود من الأسرى حتى إتمام الاتفاق، أو أن تحصل على تعهدات دولية لضمان إنهاء الحرب بعد إطلاق سراح المحتجزين.
وأوضح صباح أن إذاعة إسرائيل الرسمية نقلت عن البيت الأبيض أن ترامب يريد التمسك بخطته الأصلية، ولن يربط عملية الإفراج عن الأسرى بأي بند آخر من بنود الاتفاق، مشيرا إلى أن هذا قد يعرقل محاولة حماس ربط الإفراج عن المحتجزين بنهاية الحرب.
مروان البرغوثي
وقال الباحث في شؤون إدارة المفاوضات سليم الدسوقي إن حماس قد تطلب إطلاق سراح مروان البرغوثي وأحمد سعادات وغيرهما من القيادات الفلسطينية التي ترفض دولة الاحتلال خروجها من السجن، وهذا قد يصعب المفاوضات كثيرًا ويعرقلها.
وأضاف الدسوفى فى تصريحات صحفية : من المؤكد أن حماس ستدرج أسماء قياداتها في سجون الاحنلال ولكن الإفراج عنها سيكون ضمن نص في خطة ترامب للسلام، بأن تقبل هذه القيادات بالسلام أو النفي خارج الأراضي الفلسطينية.