من جديد يضع البيت الأبيض شريك الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة قبل نحو عامين والمستمرة إلى اليوم مسؤولية المقتلة العظيمة التي تجري يوميا للفلسطينيين برقبة حركة حماس، في حين أن العالم يرى عكس ذلك ويهدد الرئيس الأمريكي ترامب: "إذا رفضت حماس هذا الاتفاق فإن نتنياهو سيحصل على دعمنا الكامل للقيام بما يجب" وهو ما يعني تواصل المحرقة والاستنزاف الدموي.
فريق من المراقبين يرون أنه لا مؤشرات على توقف الحرب، وأن خطة ترامب مجرد مخادعة بحسب الأكاديمي د.محمد المختار الشنقيطي الذي رأى أنه ".. ليس واضحا بعدُ ما إن كان الأمر مجرد مخادعة مؤقتة من ترامب وسيده نتنياهو لاسترجاع أسرى الصهاينة، أم هو سعيٌ جدِّي لوقف الحرب، بعد أن غيّر طوفان الأقصى وجه العالم، وكشف وجه الدولة اليهودية القبيح أمام البشرية جمعاء، ومهما يكن فإن نهاية الحرب لا تعني نهاية الصراع".
وفي الوقت نفسه عبر عن رغبة ملحة ليست لديه، بل لدى الجميع أن تلتقط المقاومة أنفاسها وأن تضع الحرب أوزارها فقال @mshinqiti: ".. مؤشرات واضحة على قرب نهاية حرب الإبادة الصهيونية اللعينة على أهل غزة، يستحق أهالي غزة الأعزة بذل كل جهد لوقف معاناتهم، ويستحق مجاهدوها الأشاوس استراحة محارب.".
وأعرب عن تمنيه أن "تكون موجات الصراع القادمة في ظروف أكثر مواتاة للشعب الفلسطيني، وتكون الأمة فيها أقل خذلانا، وقادتها أقل عبودية وارتهانا..".
https://x.com/mshinqiti/status/1972753113900597422
ملخص الخطة
وعبر @tamerqdh قدم الصحفي "تامر"، موجز عن خطة ترامب في غزة وتعني:
"لا انسحاب إسرائيلي ولا إنهاء كامل للحرب إلا بتسليم سلاح حماس كاملاً، لا وجود للسلطة خلال الفترة الانتقالية في غزة، إلا إذا أصلحت نفسها بما يرضي إسرائيل “أبو شباب 2”.
.. توني بلير يقود اللجنة التي سيختارها البيت الأبيض لإدارة غزة من الفلسطينيين المستقلين، ومن مهامهم تغيير منهج التعليم الفلسطيني ليكون متوافقًا مع الرؤية الإسرائيلية.
.. تسليم كل الأسرى خلال 48 ساعة من بدء الاتفاق ومصير ومستقبل مجهول لغزة.
.. إذا رفضت حماس البنود فسوف تواجه معضلة حقيقية، قد تتضمن طردها من قطر بطلب من ترامب، واغتيال قادتها في الخارج وملاحقتهم.
.. تدمير ما تبقى من مدينة غزة وتحويلها إلى نموذج رفح وبيت حانون: خالية من السكان، مدمرة بالكامل وتحت السيطرة الإسرائيلية.
.. عدم موافقة حماس سيمنح نتنياهو ضوءًا أخضر دوليًا وعربيًا وأمريكيًا علنيًا للاستمرار في الحرب، ومنح إسرائيل وقتًا كافيًا لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة.
.. تتحمل حماس وحدها مسؤولية الدمار والنزوح والجوع والدماء في غزة، وكذلك خسارة الأصوات الدولية التي تطالب بوقف الحرب وإعطاء نتنياهو الشرعية الدولية العربية من جديد ليستمر في أبادة الحجر والبشر والشجر داخل غزة .
وعن رأيه في معنى هذه النقاط أشار إلى أن "ترامب وضع حركة حماس في موقف لا تحسد عليه…".
إلا أن الخطة لا تجد قبولا على مستوى غزة وعبر عن ذلك رئيس مكتب الإعلام الحكومي في القطاع د. إسماعيل الثوابتة وعبر @ismailalthwabta أكد أن "..ما يُسمى بخطة ترامب لوقف الحرب في غزة لا تمثل حلاً حقيقياً موضوعياً منصفاً، بل هي محاولة لفرض وصاية جديدة تُشرعن الاحتلال "الإسرائيلي" وتُجرّد شعبنا الفلسطيني من حقوقه الوطنية والسياسية والإنسانية.".
واستعرض أن "الطريق الوحيد لوقف الحرب هو إنهاء العدوان الذي يمارسه الاحتلال "الإسرائيلي" ورفع الحصار الظالم ووقف الإبادة الممنهجة وإعطاء شعبنا العظيم حقه في العيش، وضمان الحقوق الثابتة لشعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير بالتزامن مع الاعتراف العالمي بحق شعبنا الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية".
وشدد على أن "أي مقترحات تتجاهل هذه الحقوق، وتتعامل مع غزة ككيان أمني منزوع السيادة تحت إدارة دولية؛ مرفوضة جملة وتفصيلاً في العقل الجمعي الوطني الفلسطيني".
وألمح إلى تحميل حدث العبور في 7 أكتوبر المسؤولية خطأ مشيرا إلى أن الأمر "علاقة بين شعب عظيم قدم تضحيات جسمية يرزح تحت الاحتلال منذ 77 عاماً وبين عصابات احتلالية إجرامية احتلت فلسطين بدون وجه حق وقتلت مئات الآلاف من أبناء شعبنا منذ أو وطأت فلسطين. فلتتوقف الحرب الإجرامية الآن".
ومن غزة أيضا علق الأكاديمي والإعلامي د. فايز أبو شمالة @FayezShamm18239 ، "ما أقل عقل الأعداء الإسرائيليين والأمريكيين، أعداؤنا يتحدثون عن إعطاء الأمان لبعض قادة حركة حماس إن واقفوا على الهجرة والنزوح والهروب من غزة!.. ما أقل عقل أعداءنا! .. قادة حماس قرروا مصيرهم بأنفسهم يوم السابع من أكتوبر، لقد اختاروا الشهادة، وانزرعوا شجراً من الصبار والكرامة والصمود في تراب فلسطين، قادة حماس كلهم تحت الثرى، وتعانقت جذورهم مع صخور فلسطين، ولا يمكن اجتثاثهم من الأرض!.. ما أقل عقل أعداءنا.
https://x.com/FayezShamm18239/status/1972743318862745708
تحذيرات مقاومو غزة
محمد عبد العزيز الرنتيسي الذي فقد ابنه قبل أيام (عبد العزيز) والمسمى على اسم جده القائد المؤسس للحركة، وعبر@M_alrantisi1979 قال: "مختصر خطة ترامب استبدال جيش الاحتلال الصهيوني بجيش عربي صهيوني، لاقتلاع حماس من وجهة نظرهم …. (لو بيدي القرار لرفضتها مباشرة وعلانية وليكن ما يكون، لن يكون في ملك الله إلا ما أراد الله) #طوفان_الأقصى #غزة_الفاضحة".
واتفق معه نجل القيادي والمؤسس بحماس بلال نزار ريان @BelalNezar فقال: "القبول بخطة "ترامب" يعني انتحارًا سياسيًا، سيدمّر القضية الفلسطينية وحاضرها ومستقبلها، تبدأ من غزة وتنتهي بسيطرة إسرائيل على كامل المنطقة.".
وأضاف "قبل عشرين يومًا، أكدت جميع وسائل الإعلام العبرية أن استهداف قيادة حماس في قطر كان بهدف تغييرها وفتح مسار جديد يتيح إدخال قيادة بديلة تتولى تنفيذ الاتفاق، وهي ذاتها الورقة التي يطرحها ترامب اليوم.".
وأعرب عن تمنيه أن "..تتمكّن قيادة حماس، التي أنجاها الله من القصف بأعجوبة، من النجاة أيضًا من هذا المخطّط الاستسلامي الانتحاري المهين.".
https://x.com/BelalNezar/status/1972752462860751304
وعلق شقيقه الباحث براء نزار ريان @BaraaNezarRayan قائلا: "يحمل مقترح ترامب في كثير من مضامينه بذور فشله وفساده، المطلوب من اللعبة بكاملها هو إراحة نتنياهو بإعادة الأسرى جميعا مع تمام سنتين على السابع من أكتوبر، وقبل انتهاء إجازة الكنيست بعد أقل من ثلاثة أسابيع، والعودة إلى معركة الانتخابات الصهيونية التي ستبدأ فور عودة الكنيست للعمل.".
وأوضح أن "المطلوب (في ضوء الخطة) هو أن يدخل نتنياهو عام الانتخابات بإنجاز كبير هو عودة الأسرى دون وقف الحرب، ثم الدعوة لانتخابات مبكرة يفوز فيها مرتاحا، ويكمل المذبحة إلى الأبد.. ".
وحذر من أن "هذه هي الخطة وأي تساوق معها سيؤدي إلى تأبيد الحرب، والله أعلم.. لا تقولوا: لن نخسر أكثر مما خسرناه ولا شيء أسوأ مما نحن فيه، فكل صفقة لا توقف الحرب تمددها، والله من وراء القصد.".
مفردات الخطة
واستعرضت حسابات ومنصات مفردات الخطة ومنها ما نشره المحلل السياسي سعيد زياد @saeedziad ناشرا بنود خطة الانتداب (إشارة على احتلال مشارك) الأمريكي لغزة:
1. ستكون غزة منطقة خالية من التطرف والإرهاب ولا تشكل تهديدًا لجيرانها.
2. سيتم إعادة تطوير غزة لصالح سكانها.
3. إذا وافق الطرفان على الاقتراح، فستنتهي الحرب على الفور، وستوقف القوات الإسرائيلية جميع عملياتها وتنسحب تدريجياً من القطاع.
4. في غضون 48 ساعة من قبول إسرائيل للاتفاق علناً، سيتم إعادة جميع الرهائن الأحياء والمتوفين.
5. بمجرد إعادة الرهائن، ستفرج إسرائيل عن عدة مئات من السجناء الأمنيين الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة وأكثر من 1000 من سكان غزة الذين تم اعتقالهم منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى جثث عدة مئات من الفلسطينيين.
6. بمجرد إعادة الرهائن، سيتم منح العفو لأعضاء حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي، بينما سيتم منح الأعضاء الذين يرغبون في مغادرة القطاع ممرًا آمنًا إلى البلدان المستقبلة.
7. بمجرد التوصل إلى هذا الاتفاق، ستتدفق المساعدات إلى القطاع بمعدلات لا تقل عن المعايير المحددة في اتفاق الرهائن المبرم في يناير 2025، والذي تضمن 600 شاحنة مساعدات يومياً، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية ودخول معدات لإزالة الأنقاض.
8. سيتم توزيع المساعدات – دون تدخل من أي من الطرفين – من قبل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، إلى جانب منظمات دولية أخرى غير مرتبطة بإسرائيل أو حماس.
يبدو نص هذه الفقرة غامضًا عن قصد، ويبدو أنه يترك الباب مفتوحًا لاستمرار عمل مؤسسة غزة الإنسانية، حيث إنها من الناحية الفنية منظمة أمريكية، حتى لو كانت من بنات أفكار إسرائيليين مرتبطين بالحكومة وصُممت لتتناسب مع حرب الحكومة الإسرائيلية.
9. ستحكم غزة حكومة انتقالية مؤقتة من التكنوقراط الفلسطينيين الذين سيكونون مسؤولين عن توفير الخدمات اليومية لسكان القطاع.
ستشرف على اللجنة هيئة دولية جديدة تنشئها الولايات المتحدة بالتشاور مع الشركاء العرب والأوروبيين.
وستضع إطارًا لتمويل إعادة إعمار غزة حتى تنتهي السلطة الفلسطينية من برنامجها الإصلاحي.
10. سيتم وضع خطة اقتصادية لإعادة إعمار غزة من خلال عقد اجتماعات لخبراء ذوي خبرة في بناء المدن الحديثة في الشرق الأوسط ومن خلال النظر في الخطط الحالية التي تهدف إلى جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل.
11. سيتم إنشاء منطقة اقتصادية، مع تخفيض التعريفات الجمركية ومعدلات الوصول التي ستتفاوض عليها الدول المشاركة.
12. لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، ولكن سيُسمح لمن يختارون المغادرة بالعودة، علاوة على ذلك، سيتم تشجيع سكان غزة على البقاء في القطاع وتوفير فرصة لهم لبناء مستقبل أفضل هناك.
13. لن يكون لحماس أي دور في حكم غزة على الإطلاق. سيكون هناك التزام بتدمير ووقف بناء أي بنية تحتية عسكرية هجومية، بما في ذلك الأنفاق. سيلتزم قادة غزة الجدد بالتعايش السلمي مع جيرانهم.
14. سيتم توفير ضمان أمني من قبل الشركاء الإقليميين لضمان امتثال حماس والفصائل الأخرى في غزة لالتزاماتها ووقف غزة عن تشكيل تهديد لإسرائيل أو لشعبها.
15. ستعمل الولايات المتحدة مع الشركاء العرب والدوليين الآخرين لتشكيل قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار، سيتم نشرها على الفور في غزة للإشراف على الأمن في القطاع، ستقوم القوة بتطوير وتدريب قوة شرطة فلسطينية، ستعمل كهيئة أمن داخلي طويلة الأمد.
16. لن تحتل إسرائيل غزة أو تضمها، وستسلم قوات الدفاع الإسرائيلية تدريجياً الأراضي التي تحتلها حالياً، مع قيام قوات الأمن البديلة بفرض السيطرة والاستقرار في القطاع.
17. إذا أخرت حماس أو رفضت هذا الاقتراح، فستنفذ النقاط المذكورة أعلاه في المناطق الخالية من الإرهاب، والتي ستسلمها قوات الدفاع الإسرائيلية تدريجياً إلى قوة الاستقرار الدولية.
18. توافق إسرائيل على عدم شن أي هجمات مستقبلية على قطر، وتعترف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بدور الوساطة المهم الذي تلعبه الدوحة في الصراع في غزة.
19. سيتم إنشاء عملية لإزالة التطرف من بين السكان، وسيشمل ذلك حواراً بين الأديان يهدف إلى تغيير العقليات والروايات في إسرائيل وغزة.
20. عندما تتقدم عملية إعادة إعمار غزة ويتم تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية، قد تتوفر الظروف الملائمة لطريق موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يُعتبر طموح الشعب الفلسطيني.
21- ستقوم الولايات المتحدة بإقامة حوار بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي للتعايش السلمي.
https://x.com/saeedziad/status/1972458404959359486
مساحة للغدر
وبناء على البنود أكد الحقوقي والمحلل السياسي د.أسامة رشدي @OsamaRushdi أن "وقف الحرب في غزة وإنهاء ملف الأسرى، على وقع ضغوط دولية متزايدة وتصريحات «مُتفائلة» مجرد (زعم) على قرب وضع حد للإبادة ومعاناة المدنيين.
وأضاف "لكن من كثرة الوعود الكاذبة، لم تعد لدينا أي ثقة في خطط نعرف أنها تُكتب في تلّ أبيب، ويحملها ترامب كحلول لا تراعي إلا مصالح الاحتلال.".
وشدد على أن "أهل غزة لا «بواكي» لهم، بعد ان قبل النظام الرسمي العربي دور شاهد الزور الجبان: وتركهم للتجويع والقتل منذ عامين، مكتفيًا بالصمت والتصريحات الخجولة، فيما ظل الفلسطينيون وحدهم في مواجهة آلة إبادة شرسة.".
وعن التحرك الجماعي الذي تفتقده غزة أشار إلى تحرك "زيلينسكي" قبل أسابيع إلى واشنطن محاطًا بقادة كبرى دول أوروبا، الذين تحركوا معه للقاء ترامب لتقديم الدعم وضمان عدم تجاوز حقوق أوكرانيا في اي اتفاق مع #بوتين، أما الفلسطينيون، فترحيلهم أو تهميش قضيتهم يبدو خيارًا مقبولًا عند بعض قادة النظام الرسمي العربي للأسف!!".
وعن جدوى الاتفاق أعتبر أن "الاتفاق المطروح معقد ومليء بالفجوات، ويترك لإسرائيل مساحة للغدر والعودة للإبادة، وتاريخهم في انتهاك الاتفاقات أوضح من شمس أغسطس، خاصة أن النتن ياهو أعلن مرارًا — وآخرها في الجمعية العامة — أنه مستمر حتى تحقيق أهدافه: وهي الاحتلال، والتهجير، وإنهاء أي مقاومة للمشروع الصهيوني الاستيطاني على كامل فلسطين وعلى حساب سكانها الأصليين.".
وعن مقابل تحرك زيلينسكي والاوربيين أكد أن "فلسطين اليوم تحتاج إلى حلف حقيقي للدفاع عنها: تحالف سياسي ودبلوماسي وشعبي واضح، لا بيانات فارغة ولا خطط بلا ضمانات، صمود الشعب الفلسطيني أسطوري، لكنه وحده لا يكفي: نحتاج فعلًا دوليًا يوقف الإبادة، يحاسب المجرمين، ويدعم إعادة الإعمار وعودة الحقوق.".
وشدد مجددا على لا يمكن القبول ببدائل تُشرعن الاحتلال أو تُحوّل الضحايا إلى رهائن لمقايضات سياسية. رهاننا — بعد الله — على الضمير العالمي الذي بدأ يحاصر هذه الجرائم ويفضحها، والأحرار في العالم لن يقبلوا سوى باتفاق حقيقي يضمن الانسحاب من غزة، ويوقف مشاريع الضم في الضفة، ويمهّد لإقامة دولة فلسطينية ذات مقومات حقيقية.".
https://x.com/OsamaRushdi/status/1972639250479776116