مع كل استحقاق سياسي بمصر، باتت العديد من الظواهر السلبية تتصدر لمشهد السياسي، بل والشارع المصري، ويتصدر سماسرة الانتخابات وتوريد الأنفار المشهد في كثير من تفاصيله.
ومع إعلان جدول مسرحية الانتخابات الرئاسية، ظهر الآلاف من المواطنين الغلابة والموظفين وعمال المصانع والنساء مستحقات برامج تكافل وكرامة، محشورين في أتوبيسات ومصطفات أمام مقار الشهر العقاري في وصلات راقصة وأغاني، وهتافات تحيا مصر والسيسي، ووسط النشوة المصطنعة هتفت إحدى السيدات “يلا يابني فين الكرتونة تعبت أنا من الصبح واقفة على رجلي”.
وهو مشهد معبر عن إدارة النظام الفاشل لمسرحية الحشد الانتخابي من بدايته، إذ إن الرشى الانتخابية هي السائدة، لتأكد صانع القرار والسياسة في نظام السيسي أنه لم يعد هناك مواطنين مقتنعين بالخروج الطوعي لتأييد السيسي، الذي أذاق المصريين ويلات الغلاء والقهر الاقتصادي والاجتماعي والأمني.
ووفق شهادات متعددة، فقد جمع شباب حزب مستقبل وطن، المنتفعين من الأجهزة الأمنية بطاقات السيدات مستحقات تكافل وكرامة، لاستخراج توكيلات بأسمائهم لترشيح السيسي، مقابل 250 جنيها ووجبة، وهو ما دفع الإعلامي الانقلابي عمرو أديب ليعلن أول مرة أن السيسي حقق رقما قياسيا من أول يوم، بالحصول على توكيلات من نحو 250 ألف مصري، في أول يوم.
وذلك في الوقت الذي فشل فيه المرشح المحتمل أحمد طنطاوي في عمل توكيل واحد له، بسبب السطوة الأمنية واستعمال البلطجية لضرب كل من يريد عمل توكيل لأحد غير السيسي، بشهادة أعضاء حملة طنطاوي، التي اضطرت مساء الثلاثاء لإعلان تعليق الحملة، التي أعيا الضرب والسب والشتم أعضاءها في أول يوم على مستوى محافظات الجمهورية.
كراتيين إلى سيناء قبل الانتخابات
فيما انطلقت أكبر قافلة للسلع الغذائية والخدمات البيطرية صباح أمس الثلاثاء، إلى محافظة شمال سيناء، تضم سلعا غذائية مجانية للمناطق الأكثر احتياجا بالشيخ زويد، هدية من السيسي، إضافة إلى توزيع حلويات المولد مجانا، حسبما أعلن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير.
وأوضح أن القافلة تضم حوالي 41 سيارة، فيها أكثر من 75 طنا من السلع الضرورية للأسرة المصرية، من اللحوم والدواجن والبيض والألبان، وأيضا الأرز والسكر والخُضَر والطماطم والبطاطس والبصل وجميع أنواع البقوليات، موجها ببيعها بتخفيض يصل إلى 50%.
وأضاف أن هناك قافلة بيطرية انطلقت هي الأخرى لعلاج المواشي وتقديم الأمصال واللقاحات والفحص مجانا، وذلك لدعم وحماية الثروة الحيوانية للأهالي في شمال سيناء كتقدير بسيط لهم على المجهود الذي يبذلونه في حماية أرض سيناء الغالية، لافتا إلى أن القافلة تأتي في ذكرى الاحتفال باليوبيل الذهبى لحرب أكتوبر المجيدة.
وبحسب الوزير القصير، فإن هناك قافلة أخرى تُجهَّز إلى سيناء، تزامنا مع احتفالات نصر أكتوبر العظيم، مؤكدا أن الوزارة وفقا لتوجيهات القيادة السياسية ومن خلال مبادرة “خير مزارعنا لأهالينا” توفّر السلع للمواطنين بأسعار مخفضة، سواء في منافذها الثابتة بالمحافظات، أو المتحركة التي تجوب المناطق الأكثر احتياجا.
وكان رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، وليد حمزة، قد أعلن مساء الاثنين أن انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية سيكون أيام 1 و2 و3 من شهر ديسمبر المقبل خارج البلاد، على أن تُجرى العملية الانتخابية داخل مصر أيام 10 و11 و12 من الشهر ذاته.
وتقرر أن تُجرى الانتخابات خارج مصر، حال الإعادة، أيام 5 و6 و7 من شهر يناير من العام المقبل، على أن تكون المواعيد المحددة للانتخابات داخل مصر أيام 8 و9 و10 من الشهر ذاته.
ومن ثم ، ووفق خبراء فإن الكراتين التي يتوسع السيسي في إرسالها لسيناء، مجرد رشى انتخابية، لإخراج الناس للمشاركة مقابل الحصول على الكرتونة، إذ لا يهم السيسي سوى إخراج الانتخابات بشكل يوجد به مشاركة شعبية، بغض النظر عن النتائج التي يضمنها ويهندسها ونظامه، ولكن المهم الحصول على اللقطة والصورة فقط.
وذلك على الرغم من تفشي الغضب الشعبي من سياسات السيسي وقراراته الكارثية، التي أضاعت مياه النيل وجزيرتي تيران وصنافير ومياه وغاز البحر المتوسط، وأهدرت مليارات الدولارات في مشاريع فنكوشية، لا جدوى منها، ولا تعود إلا بالفقر والغلاء على الشعب المصري المسكين، الذي أوصل السيسي أغلبه لأن ينتظر كرتونة مساعدات، بالمخالفة لكافة الدساتير والقوانين التي تحتم على النظام توفير حياة كريمة للمصريين.
وتبقى المخاطر مستمرة ببقاء النظام الفاشل الذي حول الشعب من شعب كريم إلى شعب ينتظر المساعدات والإعانات، والأدهى ما زال لم يأت، إذ إن إعادة السيسي لكرسيه المغتصب أساسا، سيفتح على المصريين أبواب جهنم، من الغلاء والفقر وتعويم الجنيه وزيادة الضرائب والرسوم، استغلالا للتفويض الشعبي المزعوم والمزور الذي سيحصل عليه السيسي في المسرحية الانتخابية.