يختصر انقلاب باكستان ما تراكمت أحداثه خلال الأيام الماضية؛ فبعد أن باركت الإمارات ووسائل إعلامها الإطاحة برئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لتواصل مشروعها العدائي للإسلام، قال مراقبون إنه لو كانت علاقة باكستان بالكيان الصهيوني على مايرام لرأينا اسرائيل وحكومات التطبيع وذبابها تقول وبكل فخر عمران خان "رجل وقائد سلام"، ولما رأينا كل هذا التهجم ضده والعداء لباكستان.
القانوني الدولي د.محمود رفعت قال "ما جرى في باكستان هو انقلاب ناعم على عمران خان، وسيذكر التاريخ أنه كسابقيه من الانقلابات التي تمت العقد الماضي قد تم بتمويل نظم دول يُفترَض أنها عربية مسلمة هي التي أحرقت اليمن وهدمت سوريا وليبيا وكالة عن الذين يوظفوهم ويديروهم.".
وأضاف حسين صالح السبعاوي (@husein_alsabawi)، "باكستان والهند دولتين متجاورتين وبينهما توتر منذ سنين لكن هل لاحظتم الغرب يتدخل بشؤون الهند وتشكيل حكوماتها كما يتدخل في الشأن الباكستاني ! .. لم يحدث أي انقلاب ضد حكومة هندية منذ عشرات السنين بينما في باكستان لم يكمل رئيس وزراء مدته بسبب التدخل الخارجي ".
مؤامرة صهيوامريكية
وكان واضحا أن الصهيونية الامريكية تخطط الى إنقلاب عسكري في باكستان وفي حال فشل عملائهم في إسقاط الرئيس عمران خان والذي ناهض السياسة الأمريكية والصهيونيه علانية وأمام الجميع، لذلك يرون أن الجيش الباكستاني بمساندة امريكية نجحت في أن تسيطر على جميع مطارات باكستان ومنع أي شخص مرتبط بالحكومة من المغادرة.
وليخص المراقبون إلى أن ما حدث في باكستان من حجب الثقة على حكومة عمران خان هو انقلاب غير شرعي رعته المعارضة وبدعم من الخارج ، وسيعقب هذا الإنقلاب إنقلاب عسكري يقود البلاد في المرحلة القادمة بعد ما يحدث من صدام بين أنصار عمران وأنصار المعارضة.
البرلمان الباكستاني عقد جلسة السبت 9 إبريل 2022؛ لإجراء تصويت بسحب الثقة من رئيس الوزراء عمران خان، وبالتزامن، أعلنت المحكمة العليا إلغاء قراري حلّ حكومة وبرلمان باكستان.
وانهى البرلمان الباكستاني في 5 إبريل دعوة بحسب الثقة بعد أن كشف رئيس الحكومة عمران خان عن ورقة مسربة من السفارة الامريكية تطلب تنحيته عن المشهد السياسي الباكستاني، وتقدم باستقالة حكومته مطالبا رئيس الدولة عارف علوي بانتخابات مبكرة خلال 90 يوما وهو ما وافق عليه الرئيس.
ويرى مراقبون أن رئيس الحكومة المنتخب عمران خان له دور بارز في حرب فساد العسكر ورفض سياستهم في التبعية للولايات المتحدة، ونجح في استصدار قرار من الأمم المتحدة بمناهضة الإسلاموفوبيا، وأصر على حياد باكستان بين روسيا وأمريكا فاستنهض الجيش أذنابه للإطاحة  بالرجل النظيف.
وحتى قبل التصويت كان مصير خان الذي انتخب عام 2018، شبه محسوم، بعدما انشق بعض حلفائه في الائتلاف الحاكم عنه، فيما أعلن أعضاء في حزبه "حركة إنصاف" أنهم سيصوتون لصالح تأييد حجب الثقة عنه.
برعاية أمريكية
د.أحمد الشريفي (@dr_alsharifi007) كتب، ".. اقتراب انقلاب عسكري على رئيس باكستان عمران خان الذي تم تهديدة من أمريكا مؤخرا لموقفه مع #روسيا بذلك امريكا لديها عملاء ومرتزقة في كل دولة تعاكس اوامرها او توجهها ( رئيس اركان الجيش الافغاني بالكمب وضعوه الامريكان لذلك رئيس اركان الجيش الباكستاني مشتاق الى نظيرة".
وعلق أحمد ماهر العگيدي (@3kaidy)، "لا أستغرب من توغل أمريكا وعملائها والغرب في أدق مفاصل ومؤسسات دول كثيرة، حتى إذا ما دعى الداعي لأمر ما، تم الشروع فيها وإنجازه بالريموت كنترول وبسلاسة لتبدو عفوية وطبيعية جدا في حين أن جوهرها دُبر في غرف مغلقة واتصالات سرية، انقلاب باكستان الناعم بما يرضي الولايات المتحدة!".
 
انقلاب ناعم
جنيد سعيد الكاتب الباكستاني فسر مسارات الانقلاب التي بدأت "منذ اللّحظة الأولى التي تولى فيها عمران خان السلطة، ترددت عبارة: "نظام" عمران خان على وشك السقوط. وهي نفس العبارة التي سمعناها في سوريا لسنوات والتي كانت تهلّل لاقتراب سقوط نظام الأسد.".
وأوضح أن "الأكاذيب المعياريّة التي يعاد تدويرها في الانقلابات الناعمة التي حدثت في دول أميركا اللاتينة، تُعاد روايتها في باكستان".
واضاف أن "حرب الإشاعات النفسية أدّت إلى ظهور حملة منسقة في  مارس، أطلق فيها نواب معارضون في البرلمان الباكستاني اقتراحًا بحجب الثقة عن رئيس الوزراء عمران خان".
وعن الأسباب التي رآها سببا في عدم الرضا الامريي عنه؛ وكانت معارضته السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مثل "الحرب على الإرهاب"، و"الحرب في أفغانستان"، وأطلق عليه لفترة "طالبان خان"، للسب ذاته!
وأكمل أن "خان صوت مناهض للاستعمار على السّاحة الدوليّة" وأنه في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2019 صنف باعتباره جريئًا للغاية، عندما تناول قضايا الظلم العالميمثل إدانته للدول الغربية القوية لسماحها للنخب من جنوب الكرة الأرضية بنهب مجتمعاتها، وتسليطه "الضوء على الإسلاموفوبيا ليس كقضية هامشية" وعمق خلقته بالصين وروسيا مقابل المحور الامريكي، فضلا عن عدم ادانته الغزو الروسي لأوكرانيا.
كشمير وفلسطين!
وأضاف "جنيد" أن عمران خان تحدّث بحماس عن كفاح كشمير ضد الاحتلال الهندي بطريقة لم يفعلها سوى عدد قليل من القادة الباكستانيين.
وأضاف أن هناك لقلق من قيادة باكستان للعالم الإسلامي، خلال الدورة 48 لمنظمة التعاون الإسلامي، وأن هناك تحدي باكستاني تدريجي للهيمنة التي تقودها السّعودية في العالم الإسلامي.
وتابع أن قمة كوالالمبور 2019، التي عقدها عمران خان مع رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، والرئيس التركي علامة فارقة في هذا المشروع. بشاركة دول مثل تركيا وإيران وقطر.
واعتبر جنيد سعيد أن عمران خان دعم تحرير فلسطين، حيث استمر وبشكل صّريح في دعم النضال الفلسطيني، وأن كشف عن حملة ضغط وتهديدات مكثّفة وصلت إلى إسلام أباد في عامي 2020 و 2021. بعد أن قامت عدّة دول خليجيّة (الإمارات والرياض والبحرين) بتطبيع العلاقات مع الكيان الصّهيوني.
وأحرج خان، بحسب "جنيد" في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، ضيوفه (خاصة من الخليج)، حين تحدث باستمرار عن فشل الدول الإسلامية في وقف الوحشية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. لو تجنب خان التطرق إلى القضية الفلسطينية، فلن يكون في مأزق كبير.
الجيش والسياسة
ومن جانبها، أكدت مؤسسة مرسي للديمقراطية (Morsi Foundation For Democracy) أنها تتمنى ألا تتكرر الانقلابات العسكرية في باكستان، وأن ينأي الجيش عن التدخل في السياسية.
وكتبت المؤسسة عبر (@morsidemocracy)، معلقة على الأحداث الجارية في باكستان "نتمنى ألا تتكرر، وأن ينأى الجيش عن التدخل في السياسة.. " متعهدة أن تصدر مؤسسة (مرسي للديمقراطية) تقريرها حول الواقع في باكستان في القريب العاجل.
وأشارت إلى أنه بخصوص الأحداث السياسية في باكستان "تتابع مؤسسة مرسي للديمقراطية الأحداث الجارية في باكستان مع تصاعد الأحداث السياسية والدعوة لانتخابات مبكرة.. وترصد المؤسسة واقع التجربة الباكستانية الناشئة مع دعوات الاستقلال والحفاظ على الديمقراطية، بعدما عاصرت باكستان العديد من الانقلابات العسكرية".