دون اكتراث بمصر وفي تقزيم جديد لموقعها ودورها في القارة الإفريقية ، أعلنت 4 دول إفريقية تحالفا إستراتيجيا، أطلقت عليه مجموعة الـ "4 جي" على الرغم من موقع ومكانة مصر بالقارة الإفريقية.
وبمبادرة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قررت الجزائر ونيجيريا وإثيوبيا وجنوب إفريقيا، إنشاء "مجموعة الـ 4" أو G4، كتحالف جديد للتشاور والتنسيق حول قضايا القارة الإفريقية مستقبلا ، في خطوة غير مسبوقة ومن أبرز الدول المشكلة للاتحاد الأفريقي، ومثيرة للتساؤلات حول أهداف التحالف الجديد.
ووفقا لصحيفة "الشروق" الجزائرية، أعلنت نيجيريا أن رئيسها محمد بخاري ونظيريه الجزائري والجنوب إفريقي، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، قرروا على هامش قمة بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والإفريقي، تأسيس "مجموعة الـ 4" أو G4 للتشاور والتنسيق من أجل حلول عملية وفعالة لمختلف القضايا التي تواجه القارة الأفريقية.
قادة الدول الـ 4 اتفقوا على عقد قمة رسمية لاحقا ، لـرسم خريطة طريق لإفريقيا خلال الأشهر والأعوام المقبلة، وشدد قادة المجموعة على الحاجة إلى تعزيز دور هذا التحالف داخل الاتحاد الإفريقي كمنصة للجمع بين البلدان الإفريقية، وتنسيق الإجراءات وردود الفعل حول قضايا القارة بطريقة أكثر استباقية، إلى جانب النظر في كيفية تنفيذ القرارات الصادرة عن الاتحاد الأفريقي بشكل أفضل.
يبدو أن أهداف التحالف الجديد لم تقف عند أعضائه الـ 4 ، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك لتشمل القارة الأفريقية، حيث نقلت صحيفة الشروق عن مصدر لم تسمه ، أن قادة الدول الـ 4 اتفقوا على عقد قمة رسمية لاحقا، لـرسم خريطة طريق لإفريقيا خلال الأشهر والأعوام المقبلة.
وياتي إعلان التحالف الإفريقي الجديد كصفعة كبرى من قبل دول القارة الإفريقية لمصر السيسي، في وقت تتشدق فيه إدارة السيسي بتطور المواقف والسياسة المصرية، في الإقليم وتصدير صورة لمصر على أنها الدولة الكبرى والفاعلة بالمنطقة.
تأتي صفعة الـ4 جي، بعد ساعات من الصفعة الإثيوبية الكبرى لمصر ، بعد أن قررت أديس أبابا منفردة تشغيل سد النهضة وتوليد الكهرباء من السد، دون إبلاغ مصر وبلا تنسيق معها، وهو ما يعتبر استهانة منقطعة النظير بالموقف المصري.
وسبق أن وجهت إثيوبيا العديد من الطعنات والصفعات لمصر، برفضها التوصل لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة، وإهمال الدعوات الدولية والإقليمية بالجلوس لمفاوضات مباشرة مع مصر، سواء عبر أمريكا أو مجلس الأمن الدولي أو الاتحاد الأفريقي وغيرهم من الوسطاء الدوليين.
تلقت مصر العديد من الصفعات، بعد زيارات رسمية للسيسي للصومال وجيبوتي، وهي زيارات تعتبر الأولى منذ عشرات السنين، أعلنت الدولتان عدم انصياعهما للضغوط المصرية على إثيوبيا بشأن سد النهضة، وهو ما عده مراقبون تقزيما جديدا لمصر ودورها بالقارة.
كما أن العديد من الشركات متعددة الجنسيات والوكالات الدولية استغنت عن مراكزها بمصر، ونقلت أنشطتها إلى دول إفريقية أخرى.
وتمثل الطعنات والصفعات التي تتعرض لها مصر الواحدة تلو الأخرى في ظل حكم العسكر قمة الازدراء والاستهانة من قبل دول القارة ، يضاف لمسلسل التقزيم السياسي الدولي والإقليمي للشأن المصري، إثر سياسات السيسي المتضعضعة على المستويات السياسية والاقتصادية والمدنية والحقوقية.
حيث تتوالى الانتقادات الدولية والإقليمية لسياسات السيسي، سواء فيما يتعلق بعسكرة المجتمع المصري والاقتصاد المصري، والانتهاكات الحقوقية وتطفيش الاستثمارات الأجنبية المباشرة، أو بدعم التوترات في دول الجوار كما يفعل السيسي حاليا بليبيا، بتدمير جهود المصالحة التركية بين الدبيبة وفتحي باش أغا مؤخرا ، وكذلك ما يفعله بالسودان وتونس.
ومع استمرار السيسي بسياساته الحالية ، فمن المرجح استمرار التراجعات المصرية على كل المستويات وفي كافة الملفات.