جنازة عسكرية لـ”الجنزوري” و”الكتاتني” بالمعتقل.. شهادة تاريخية عن أبرز عرابي الانقلاب

- ‎فيسوشيال

مع وفاة كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأسبق بحكومة المشير حسين طنطاوي، استدعى نشطاء  حديث الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس شعب الثورة، عندما كشف أن الجنزوري، الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض بمستشفى القوات الجوية بمنطقة التجمع الخامس، خزينة أسرار المجلس العسكري ومندوب رسائلهم المباشرة، وأضاف "الكتاتني"، في شهادة للتاريخ، أن الجنزوري الذي كان رئيس الوزراء آنذاك، قال له مُهددا: "قرار حل مجلس الشعب موجود في المحكمة الدستورية، ويُمكن أن يصدر في أي وقت" وذلك بحضور سامي عنان في مؤتمر جمعهما بدعوة من المشير طنطاوي!
ويعتبر البعض الجنوري نزيها دقيقا في تذكر الأرقام، ولكن "عادل زيادنة" كتب قائلا: "السيسي ينعى الجنزوري: رجل دولة من طراز فريد وصاحب يد بيضاء!" وعلق: "كان حسني مبارك قد وصف أشرف مروان بالوطني المخلص الذي قدم لمصر خدمات جليلة !.. عندما تأتي الشهادة للفقيد من أمثال السيسي ومبارك.. فليس للفقيد ما له.. ولكن عليه ما عليه".
وأضاف الإعلامي نور الدين عبد الحافظ  قائلا: "كان محافظ الوادي الجديد.. ثم بني يوسف ثم رئيس المعهد القومي للتخطيط ثم وزير التخطيط ثم رئيس الوزراء عاش في كل العصور ورأى مصر تباع في المزاد لم يعترض على تزوير انتخابات ولا بيع غاز ولا بيع جزر.. تآمر على الرئيس مرسي.. كان مثالا لخادم السلطة المطيع.. بلا رأي ولا موقف".

توشكي والفقراء
الكاتب الصحفي قطب العربي أمين مساعد المجلس الأعلى للصحافة السابق قال إنه في حلقاته عن مذكرات الجنزوري "التي ستعيد بثها أعدت اكتشاف الرجل، فهو كان يشعر بقيمة نفسه، ولا يقبل أن يكون مجرد رئيس حكومة طرطور كمن سبقوه ، ولذا فقد حرص من بداية توليه المنصب على رسم صورة ذهنية مختلفة له عمن سبقوه من رؤساء الوزارات الآخرين، وكان يرى نفسه جديرا بمنصب نائب الرئيس الذي ظل خاليا رغم النص الدستوري". 
وأضاف "العربي" أن "هذا يفسر  خلافاته مع مبارك وكبار رجاله، والتي كانت صراع نفوذ بين مراكز قوى في قمة هرم السلطة، وليس لها علاقة بالدفاع عن الفقراء، فالجنزوري نفسه عقد اتفاقا ضخما مع صندوق النقد من ٣ مراحل لتسهيل إسقاط ديون نادي باريس، وقد تضمن ذلك الاتفاق أعباء على المواطنين كالعادة، كما أن الجنزوري رحمه الله أقحم مصر في مشروع توشكى الذي تكلف مليارات دون دراسة جدوى جادة ولذلك لم يكتب له النجاح حتى هذه اللحظة رغم حرص الحكومات المتتابعة على محاولة إنقاذه". 

وأشار إلى أن "ثورة يناير كانت بمثابة "فرصة للجنزوري لإظهار انحيازه للشعب كما كان يدعي، لكنه انحاز مجددا الدولة العميقة التي كان هو خير من يجسدها" تولى مسئوليات منذ عهد ناصر حتى طنطاوي مرورا بالسادات ومبارك" ، وحين تعرض للمساءلة النيابية (استجواب برلماني) عن هروب المتهمين الأجانب في قضية التمويل الأجنبي عبر مطار القاهرة فإنه هدد بحل برلمان الثورة وقال إن قرار الحل في درج مكتبه".

انقلابي جهز السجن
وأضاف إليه الناشط حسن عبدالرحمن: ".. السيسي ينعى كمال الجنزوري.. يعني وقف مع طنطاوي ضد الثورة وضد برلمان الثورة ووقف مع السيسى ضد الرئيس المنتخب وكان انقلابيا ضد ثورة حررته من الإقامة الجبرية التي وضعه مبارك فيها 12 سنة وقال بنفسه كان ممنوع أي حد يزورني ولا أزور أي حد".
وكانت عائلة كمال الجنزوري، رئيس وزراء مصر الأسبق أعلنت وفاته بعد صراع مع المرض في مستشفى القوات الجوية بالقاهرة.
وتولى الجنزوري رئاسة وزراء مصر لأول مرة في الفترة من 4 يناير 1996 إلى 5 أكتوبر 1999. وكلفه المجلس العسكري بتشكيل الحكومة في 25 نوفمبر عام 2011، في أعقاب ثورة "25 يناير".وقبل توليه رئاسة الوزراء أصبح وزيرا للتخطيط ثم نائبا لرئيس الوزراء. وبرغم قيام ثورة 25 يناير 2011 ودخول مصر مرحلة جديدة في تاريخها لتبدأ الممارسة الديمقراطية الحقيقية بعد ستين عاما من حكم الاستبداد، إلا أن الجنزوري لم يكن مرحبا بالثورة، وكان مؤيدا للانقلاب العسكري على أول رئيس منتخب في تاريخ البلاد.