تعاني الولايات المتحدة الأمريكية من حالة من الفوضى الكبيرة منذ بدية سنة2020م، وذلك لسببين: الأول هو تفشي جائحة كورونا ومقتل وإصابة ملايين الأمريكيين بالعدوى في ظل فشل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة تفشي العدوى بنجاح. الثاني هو المظاهرات العارمة والصدام الذي وقع بين مواطنين أمريكيين والشرطة الأمريكية في أعقاب مقتل المواطن الأسود جورج فلويد على يد عناصر الشرطة.
حالة الفوضى الأمريكية مرشحة للتصاعد خلال الشهور المقبلة خصوصا في أعقاب إعلان إصابة الرئيس الأمريكي بعدوى فيروس "كورونا"؛ الأمر الذي يطرح سيناريوهات متعددة على رأسها احتمال انسحاب ترامب من السباق الرئاسي الذي تبقى عليه نحو 32 يوما فقط، في حال تفاقمت حالته وخرجت عن السيطرة، بينما يستبعد آخرون انسحاب ترامب لا سيما وأن الأنباء المتداولة حتى الخميس تؤكد أنه يعاني من أعراض خفيفة. وتحذر شبكة "سي إن إن الأمريكية"من دخول أمريكا في مرحلة من الفوضى خلال المرحلة المقبلة في ظل إصابة الرئيس مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية فإن تشخيص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا يقدم تطورا جديدا في عام مليء بالاضطرابات، حيث يلقي الانتخابات -التي لم يتبق لها سوى 32 يوما – في حالة من الفوضى، ويزيد من الاحتمالات الخطيرة التي تشير إلى المزيد من الأزمات الأمريكية حول الحكم والأمن القومي في وقت محفوف بالمخاطر. ووفقا للشبكة الأمريكية فإن القلق يتزايد على صحة ترامب نفسه؛ لأنه يعاني من السمنة ويبلغ من العمر 74 عاما من أن يتعرض لمضاعفات الفيروس.
سخرية من الرئيس
وتوقعت الشبكة الأمريكية أن تسيطر السخرية من الرئيس ترامب على المجال العام خصوصا أنه كان متغطرسا ويتهكم على من يرتدون الأقنعة ويلتزمون بالتباعد الاجتماعي في سياق تقليله من خطورة الجائحة؛ حيث كان يشارك في التجمعات الانتخابية الكثيفة وسخر من خصمه بايدن لأخذه احتياطات حكيمة، وكان حتى آخر فترة يقول بأن حالة الطوارئ هي على وشك الانتهاء". لكن الشبكة الأمريكية رغم إشارتها إلى أن ترامب الذي أشعل الصراع الداخلي أكثر من أي شخص آخر قالت إن الشخصيات السياسية البارزة والخصوم المحليين يتمنون له الشفاء، فهو في وضع صحي يستدعي الإنسانية".
وحذرت سي إن إن من أن هناك خطرا يهدد أمريكا لأن تهديد صحة القائد العام للقوات المسلحة يدعو إلى الوحدة؛ لأنه يمكن أن يؤثر على أمن الدولة نفسها، خاصة إذا ما سعى أعداء الولايات المتحدة إلى تحقيق المكاسب واستغلال الفراغ المحتمل في القيادة".
من جانب آخر، إشارت إلى أن "الاقتصاد الضعيف" يتعرض أصلا في الولايات المتحدة لضغط إضافي: حيث انخفضت العقود الآجلة للأسهم بمقدار 400 نقطة عندما اندلعت أخبار إصابة الرئيس، التي أعقبت تأكيدا سابقا بأن مساعده المقرب هيكس كان مصابا بفيروس كورونا.
هل ينسحب؟
أحد الأسئلة الأكثر أهمية، هو ماذا سيحدث بعد ذلك في انتخابات تبقى عليها شهر واحد؟، ترى سي إن إن أنه لن يكون أمام ترامب الآن خيار سوى إخراج نفسه من مسار الحملة الانتخابية لفترة طويلة. قال مسئول في البيت الأبيض لشبكة "سي إن إن"؛ إن ترامب يعاني من أعراض خفيفة للفيروس. وبحسب الأشخاص الذين تواصلوا مع الرئيس يوم الخميس، قالوا بأنه بدا متعبا، إلا أنه لم تظهر عليه آثار خطيرة. وحتى لو لم يتأثر هو والسيدة الأولى ميلانيا ترامب بشكل خطير، فبحسب المشورة الطبية يجب عزلهما لمدة 10 أيام على الأقل بعد ظهور الأعراض، وهي ما يقرب من نصف المدة المتبقية للسباق الرئاسي.
أزمة ترامب حاليا أنه أنه متأخر عن منافسه الديمقراطي "بايدن" في العديد من الولايات المتأرجحة، ويبدو بالفعل أنه بحاجة إلى حدث يغير قواعد اللعبة لصالحه ليخرج منها في الوقت المتبقي. وهناك احتمالات بإلغاء المناظرة المقبلة المقررة في 15 أكتوبر. وما لم ينهكه المرض، سيظل ترامب قادرا على استخدام تويتر لإبقاء تصرفاته اليائسة والمتزايدة أمام الأمريكيين، ومن المرجح أن يكون لديه خط مفتوح مع وسائل الإعلام المحافظة في أثناء فترة حجره.
وبحسب الشبكة الأمريكية فإن حالة ترامب الآن تؤدي دورا مهما في حجة بايدن بأن الرئيس كان مهملا للوباء بشكل فظيع طوال العام. واعتبرت "سي إن إن" أن إصرار ترامب على كل شيء باستثناء تجاهل خطر الفيروس ثم الإصابة به هو أكثر حدث فاضح، لأن ترامب وضع تطلعاته السياسية قبل واجباته التي يتولاها في منصبه، بالإضافة إلى فشله في الإدارة الآمنة للانتخابات وقيادة البلاد كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.