هل تنجح جهود التهدئة في وقف التصعيد في غزة؟

- ‎فيعربي ودولي

هددت دولة الاحتلال الصهيوني بما سمتها ضربة قاسية جدا في إطار التصعيد المستمر منذ أسابيع بين الكيان الصهيوني والفصائل الفلسطينية في غزة.

من جانب آخر أكد مسؤول فلسطيني لوكالة رويترز بذل الوسطاء المصريين والقطرين والمبعوث الأممي نيكولاي لادينوف جهودا مضاعفة لاستعادة الهدوء في غزة.

بعد 20 يوما من التصعيد الذي بدأته تل أبيب في الثاني من الشهر الجاري ردا على ما قالت إنها قذيفة انطلقت من قطاع غزة يتواصل التصعيد وتبادل القذف بين الكيان الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والتي أكدت غرفة عملياتها المشتركة أنها ردت وسترد على كل استهداف صهيوني لمواقعها.

تصعيد هدد على خلفيته وزير الدفاع الصهيوني بنيجانس حركة حماس بما سماها ضربة قاسية جدا إذا استمر إطلاق القذائف الصاروخية والبالونات الحارقة تجاه البلدات والمستوطنات الصهيونية .

التصعيد في غزة كان مثار قلق من الأمين العام للأمم المتحدة الذي حث المتحدث باسمه ستيفان دوجريك الكيان الصهيوني على ضبط النفس، داعيا إلى توقف إطلاق الصواريخ من غزة، كما أكد أن على الكيان الصهيوني أن تلغي فورا الحظر على دخول الوقود إلى غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم.

وقال الدكتور عدنان أبو عامر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة، إن حركة حماس اضطرت للرد على التصعيد الصهيوني بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة بعد أن بالغت الكيان الصهيوني في حصارها وأوقفت تنفيذ المشاريع الاقتصادية والحيوية والمنح المالية الشهرية.

وأضاف أبوعامر في مداخلة هاتفية لقناة الجزيرة أن الفلسطينيين يعيشون في غزة في وضع مطبق خانق وفي الأشهر الأخيرة زاد الوضع بسبب موضوع كورونا وانقطاع الكهرباء بصورة كبيرة ولا يجوز أن يبقى الفلسطينيون يعانون في غزة ومستوطني الجنوب يعيشون بأريحية.

وأوضح أن هناك توافقا فلسطينيا كاملا في غزة على ضرورة إلزام الاحتلال بالتفاهمات المتعارف عليها في 2018 دون العودة إلى الوراء، ما عدا التنفيسات المالية بين حين وآخر ومشاريع مؤقتة وضرورة إيجاد حل جذري لهذا الحصار.  

الدكتور حسن البراري، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، رأى أن الشعب الفلسطيني في غزة يعاني من حصار مطبق عليهم وبتفاهم بين رئيس ودولة عربية وقد سأم الفلسطينيون هذا الوضع وكان هناك تفاهمات تخل فيها الطرف الصهيوني وهذه التفاهمات جاءت بوساطات عربية ودولية ولم يعد يمكنهم أن يستمروا، خاصة بعد أن تعطلت المياه والكهرباء وأصبح الشعب يعيش في ضنك بسبب الحصار.

وأضاف أن تصعيد المقاومة ليس هدفا وإنما هو استراتيجية من أجل إرسال رسائل ليس فقط للاحتلال وإنما للمجتمع الدولي بأن معاناة الفلسطينيين لا تستلزم إعادة الهدوء فقط بل لابد من تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة.

وأوضح البراري أن الاحتلال مرتاح فهو يقيم علاقات سياسية وإستراتيجية مع مصر التي تحاصر غزة وحققت اختراقا جديدا بعد توقيع اتفاقية التطبيع مع الإمارات وهي لا تدفع كلفة لما تقوم به في غزة بعلاقاتها مع هذه الدول العربية ويبقى الهاجس الصهيوني موضعا أمنيا بحتا فهم يريدون تثبيت الوضع الأمني القائم وتحاول ردع المقاومة دون تقديم آفاق للحل في قادم الأيام.