كتب يونس حمزاوي:
في مرات عديدة دعا عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري الفاشي، إلى ما أطلق عليه تجديد الخطاب الديني، وهو في ذلك لا يقصد تجديد الخطاب الديني بشكل مطلق يشمل الإسلام والمسيحية، ولكنه يختص بكلامه الإسلام تحديدا، ويرى بحسب مزاعمه أنه وحده الذي يستحق التجديد، أما المسيحية فلا يجرؤ على طرح ذلك مطلقا.
وبدأت لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، الخميس الماضي، أولى جلسات مناقشة "آليات تطوير الخطاب الدينى"، بحضور كبار رجال الدين الموالين للعسكر، منهم "شوقى علام مفتى العسكر، وعلي جمعة صاحب فتوى "اضرب في المليان"، ونصر فريد واصل المفتى الأسبق، وغيرهم، كما حضر الأنبا أرميا الأسقف العام وسكرتير تواضروس الثانى، والأنبا بولا.
تشويه "الجهاد والشريعة"
وحسب مراقبين، فإن ملامح تجديد الخطاب الديني عند السيسي إنما تهدف إلى علمنة الإسلام، بحيث يتم إبعاد مفاهيم إسلامية كبرى، منها مفهوم «الجهاد» الذي يتم تشويهه على أوسع نطاق؛ عبر إطلاق مصطلح "الإرهاب" على كل من يفكر-مجرد التفكير- في استخدام معاني وقيم الجهاد في الدفاع عن النفس، ومواجهة أطماع الأعداء الذين يتمددون في عالمنا العربي والإسلامي، وسط ترحيب من بعض حكام العرب السفهاء.
والضابط في مفهوم الجهاد في الإسلام هو قوله تعالى {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190].
كذلك تم تشويه مفهوم الشريعة والعمل على حصرها في بعض الحدود القليلة، مثل حد الزنا والقذف وشرب الخمر والقصاص.. على الرغم من أن الشريعة في جوهرها إنما تقوم على الحق والعدل وحفظ الكليات الـ5، وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال.
يقول الإمام أبو حامد الغزالي: "إن مقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم.. فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة.. وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة».
بحجة "مناهضة العنف".. علمنة المناهج يحذف "الأيوبي" وتغيير وصف كفار قريش |