يونس حمزاوي
كشف تقرير صحفي، نشرته إحدى الصحف العربية الصادرة من أوروبا، عن صمود أسطوري لقضاة الشرعية في مصر، عقب فصلهم من القضاء ووقف رواتبهم ومرورهم بظروف قاسية في أحوالهم المعيشية.
وبحسب صحيفة "العربي الجديد"، فقد كشف المستشار أيمن الورداني، رئيس محكمة الاستئناف، عن أنه عرض شقته التي ورثها للبيع ومساحتها 160م.. بعد أن تم فصله ووقف راتبه بالسلك القضائي.
يقول الورداني: «هذه شقتي التي ورثتها عن والدي رحمه الله، عرضتها للبيع بعد إيقافي عن العمل ووقْف راتبي».
ويضيف الورداني ضاحكًا بمرارة: "«العجيب أنه لم يتقدم أحد للشراء، خشية التحفظ على أموالي، وأقمت في ذلك الوقت في منزل الأسرة في قريتي البهايتة، مركز ميت غمر، في الدقهلية».
وبنبرة صمود يتابع الورداني: «لم نكن تُجارًا ولا أصحاب بيزنس، فقط أصحاب مبادئ، نقف مع الحق وندور معه إلى حيث يدور».
ويروي رئيس محكمة الاستئناف، المفصول ظلما لوقوفه ضد الانقلاب، «بعد فصْلي أنا ومجموعة من المستشارين بسبب بيان رابعة العدوية، رفضت نقابة المحامين قيدنا بعد تعليمات من المستشار أحمد الزند ومجلس القضاء الأعلى، كما رفضتني الجامعات المصرية التي كنت أُلقي فيها محاضرات، ومُنعت من السفر ومغادرة البلاد».
ويستكمل الورداني«هو الفراق إذًا… قبل أن أودع بيت أبي في قريتنا، تركت على واجهته عبارة "حسبنا الله ونعم الوكيل"… ثم غادرته في صمت إلى أرض الله الواسعة»!.
ويوضح أنه "بعد المغادرة لم يتوقف التنكيل بنا. وكانت الصدمة حين رصدنا الفلول ممن يعملون في القضاء في دول عربية، وأوعزوا إلى القيادات بعدم قبولنا قضاةً في محاكمها، حتى نقبل بأدنى العروض كمحامين بالقطعة، أو خبراء قانونيين في بعض المصالح! ولكن تبقى أرض الله واسعة".
مستشار يجمع الكراتين
ويكشف الورداني: «ليس هذا حالي فقط، بل أنا أخفّ الشُّرفاء الذين فُصلوا وأُوقفت رواتبهم ابتلاءً، بعضهم ما زال يتجرع كئوس الصبر في مصر. أعرف أحد المستشارين يعمل في مشروع لجمع القمامة، يجمع الكراتين الفارغة، ويأخذ 100 جنيه مقابل جمعه 100 كرتونة، وكلما زاد عدد الكراتين زاد المقابل المادي».
وبحسب التقرير، فقد سقطت عبرات الورداني الحارّة على وجنتيه، بينما يصف حال ذلك المستشار! ثم تابع مقاومًا عبراته: «بعض المستشارين الذين فُصلوا من عملهم، ليس لديهم ما ينفقونه على أسرهم أو يُغطي نفقاتهم الشخصية، أحدهم يعمل في مجال التسويق الإلكتروني من المنزل، لتوفير ثمن الدواء لابنته المريضة، ولا يجد عملا آخر غير هذا، بعد رفْض نقابة المحامين قيده في النقابة، لتمنعه من ممارسة مهنة المحاماة».
ويؤكد أن "هناك قاضيا آخر حَوَّل سيارته الخاصة لتاكسي، وآخر فتح محلا للبقالة بعد أن أُوصدت في وجهه الأبواب، سواء ممارسة مهنة المحاماة، أو العمل كمستشار قانوني في شركة خاصة".
صمود أسطوري وثبات على الحق
يختتم المستشار الورداني حديثه قائلا بقلب الفارس: "والله الذي لا إله إلا هو، لو عادت بي الأيام لفعلت مثل الذي فعلت، لست نادمًا، بل فخورا وسعيدا وشاكرا لله، أن جعلني مع الحق وأهله"، ثم يقول "الحمد لله الذي نجانا من فرعون وعمله، ونجانا من القوم الظالمين".