كتب إسلام محمد:
تمتلئ السجون بالطرائف التي تثير البكاء لا الضحك، ويحدث معظمها بسبب رغبة القائمين على السجون ومراكز الاحتجاز في توقيع أقسى درجات التنكيل بالمعتقلين السياسيين الذين في حوزتهم، أو بسبب الغباء والضعف الدراسي والعقلي الذي يسيطر على الكثير من الضباط والأمناء والجنود المسئولين عن التعامل مع هؤلاء المعتقلين، الذين يكون أغلبهم من المثقفين وأصحاب مستويات جيدة من الذكاء والفطنة والوعي.
أحدث المواقف التي تعرض لها طالب معتقل بأحد سجون مصر، رواها زميله المعتقل بالسجن نفسه، ونتحفظ على ذكر اسم السجن أو الذي نقل الواقعة، حيث فوجئ الطالب بمنع إدخال "خريطة العالم" التي يحتاجها في دراسته وجلبها له والده خلال الزيارة الأخيرة له إلى السجن، التي قام الجندي الذي يتولى تفتيش الحقائب بالقفز فرحا حين عرف أنها خريطة، صارخا نفس صرخة نيوتن "وجدتها.. وجدتها"؛ معتقدا أنه اكتشف مخالفة كبيرة يستحق عليها الثناء من الضابط المسئول، الذي بدوره لم يكن أقل غباء من الجندي؛ فرفع حاجبا للأعلى وهبط بالآخر عكس الأول، متفحصا الخريطة تارة ووالد الشاب المعتقل تارة أخرى، رافضا إدخالها؛ لأن الأب جلبها لابنه للاسترشاد بها في خطة الهروب التي ربما وضع ملامحها وينتظر الخطوة الأخيرة وهي دخول الخريطة، ثم تنفيذ عملية "الهروب الكبير" رغم القضبان المتتالية، وأبواب العنابر، ومئات الحراس، وكاميرات المراقبة، وكلاب الحراسة.
وللتعرف على تفاصيل ما حدث يمكن مطالعة البوست التالي: