أحمدي البنهاوي
قالت صحيفة "فايننشيال تايمز"، "إن جنرال ليبيا المنشق خليفة حفتر يخاطر بإشعال الحرب الأهلية مجددا، ومرجعياته في ذلك- وفي مقدمتهم السيسي- يريدون هذا".
وقالت الصحيفة إن "أحلام الجنرال المنشق تثير المخاوف من تجدد الصراع في ليبيا، وتهدد بفتح الطريق أمام الجهاديين، وتوقف إنتاج النفط، وتهدد دول الاتحاد الأوروبي التي هبت لمساعدة ليبيا من أجل وقف تدفق المهاجرين".
وأضافت أن البلاد في وضع أفضل من ذي قبل من حيث مواجهة تنظيم الدولة وتصدير النفط، ولكن الجنرال المنشق- الذي يبدو أقرب من أي وقت مضى إلى روسيا- يعرّض التقدم البطيء للخطر، كما أنه يسعى لتوسيع منطقة نفوذه في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
الدعم المصري
وكشفت الصحيفة عن أن موسكو تحاول توسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، حيث دعت "حفتر" مؤخرا إلى مؤتمر على متن حاملة الطائرات الروسية في البحر الأبيض المتوسط، وعقدت له مؤتمرا مع سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسية.
وأن مؤهلاته لديهم أنه يقول إنه ضد الإسلاميين بجميع الأشكال، كما يتمتع بدعم من مصر والإمارات العربية المتحدة، اللتين تشتركان معه في العداوة للجماعات، مثل جماعة الإخوان المسلمين.
إنتاج النفط
ويحذر دبلوماسيون ومحللون من أن العنف يهدد بإشعال حرب أهلية، وأن السماح للجهاديين بتنظيم صفوفهم يهدد إنتاج النفط لدولة عضو في منظمة أوبك، والذي ارتفع إلى 750 ألف برميل هذا الشهر بدلا من 300 ألف برميل في سبتمبر الماضي.
وعزت ذلك إلى "ميليشيات مصراتة" التي طردت أخيرا داعش واضطرتها للخروج من "سرت"، المدينة الساحلية في ديسمبر بعد معركة طويلة، بدعم من الضربات الجوية الامريكية.
كما يرى دبلوماسيون غربيون أن الجنرال حفتر يعد العقبة الرئيسية أمام تنفيذ اتفاق الأمم المتحدة (الصخيرات)، الذي يهدف إلى توحيد البلاد في ظل حكومة في طرابلس ومجلس رئاسي برئاسة فايز السراج.
وحذرت "ف تايمز" من أن تجدد القتال قد يجبر مرافق التصدير على الإغلاق، وهي النتيجة التي ستكون كارثية بالنسبة للسلطات في طرابلس، التي تكافح بالفعل لتوفير الخدمات الأساسية.
تعهدات روسية
وكشفت تقارير صحفية عن أن أطرافا في روسيا والولايات المتحدة تعهدت بتحديث وتشغيل سلاح الجو الليبي القديم، الموروث عن الزعيم الراحل معمر القذافي، لصالح قوات اللواء خليفة حفتر.
وكان حفتر قد طالب الحلفاء الدوليين له بتزويده بقذائف روسية الصنع تصلح لقاذفات سلاح الجو الليبي؛ حتى يعزز قواته في مدار العمليات، وقالت إن الأمريكيين وافقوا على الطلب، وتم تخصيص الدعم المالي واللوجستي اللازم لإعادة تشغيل قاعدتين جويتين على الأقل.
https://www.ft.com/content/c9e10a28-def6-11e6-86ac-f253db7791c6